العدوان المستمر على سورية
غالب قنديل
تواصل الجمهورية العربية السورية خوض معركة الدفاع عن استقلالها وهي توظف قدرات هائلة في مقاومة الاحتلال والعدوان والحصار وبينما تستكمل القتال لاسترجاع أراضيها المحتلة من الغزاة الأميركيين والصهاينة والأتراك وعملائهم تخوض معركة ضارية ضد حصار اقتصادي ومالي خانق وتسعى بقدراتها الذاتية لتوفير مستلزمات الصمود لشعبها الصامد.
اولا استطاع الصمود السوري في وجه العدوان والحصار أن يحقق حالة من الثبات وأن يفكك المراحل السابقة من العدوان ومن الحرب الضارية التي دمرت الكثير من القدرات والإمكانات السورية وتشهد التطورات بقدرة هائلة للجيش العربي السوري خلال السنوات العشر الماضية التي خاض فيها دفعة واحدة ثلاث ملاحم كبرى فهو استطاع تحرير مناطق واسعة من التراب الوطني التي اجتاحتها عصابات الإرهاب التكفيري حتى بات هذا الجيش رغم ما تكبده من تضحيات يمسك بمعظم الأراضي السورية كما تمكن من تفكيك عشرات العصابات الإرهابية والقضاء على هياكلها بالتساوق مع الحاصل الذي حققته جهود الميدان من خلال أسلوب المصالحات التي شكلت اداة فرز اجتماعية وسياسية بين الجمهورالمغرر به وبين المجموعات الإرهابية والعميلة المنظمة.
ثانيا تمكن الجيش العربي السوري من حشد قدرات حليفة متعددة وحقق التناغم معها في أرض المعارك بروح المصالح المصيرية الواحدة وهو ما يرجع الفضل فيه للقيادة السورية وبالذات للرئيس بشار الأسد ولقدرته على جذب طاقة الشعب والجيش صوب الأولويات الوطنية التحررية في سياق حرب ضارية ومعقدة فرضت على البلاد بقرار استعماري صهيوني منذ البداية.
وقد قدم الرئيس الأسد مثالا في الكفاءة القيادية من خلال حبك التحالفات وإدارة تناغمها وتكاملها سياسيا وعسكريا واقتصاديا بل وإدارة تنوعها بحيث حول تنوع خياراتها وتفاوت حساباتها إلى تكامل فعلي مع الرؤية السورية وشراكة تامة في استراتيجية الدفاع عن البلاد ضد العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي وعلى هذا النحور برز الدور السوري الواضح في نسج التقارب الروسي الإيراني الصيني الاخذ في التوسع والتعمق والمتحول إلى شراكة استراتيجية كبرى تقدم نموذجها في العمل المشترك مع الدولة الوطنية السورية.
ثالثا إن الفصل الباقي من مسيرة التحرر السورية يقتضي إنجاز القضاء على جيوب الاحتلال التركية والأميركية الأطلسية واجتثاث العصابات العميلة التابعة لها لتبقى بعدها استعادة هضبة الجولان هي المهمة الحاضرة على جدول الأعمال الوطني السوري ولذلك فإن المقاومة الشعبية التي يستدعي دعمها واحتضانها طرد الاحتلالين الأميركي الأطلسي والتركي ستكون هي القوة المؤهلة لمباشرة النضال لتحرير الجولان من الاحتلال الصهيوني وهذا هو قدر سورية المؤهلة بفعل التاريخ والجغرافية والقدرات لتكون قلعة الشرق وهي ستحظى بمساندة هائلة من حلفائها في تحقيق هذه الغاية التي تناسب جميع اطراف محور المقاومة لاسيما الشقيقة إيران في التصدي للوجود الأميركي اللصوصي في الشرق العربي وهو الهدف الذي يتناسب مع المصلحة الروسية والصينية في تبلور معادلات عالمية وإقليمية جديدة.
إن اكتمال معركة التحرر السوري من الاحتلالين الأميركي والتركي سيكون ايذانا باكتمال التوازنات التي تفتح أبواب توازن إقليمي جديد سينعكس على اوضاع مثلث العراق والأردن ولبنان والغد لناظره قريب!