توقّعات فلسطينيّة: الضم لن يحدث بعد منتصف أيلول
تشترط السلطة الفلسطينيّة تراجع رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، عن دعمه العلني لضمّ مناطق واسعة من الضفّة الغربيّة حتى تبدأ مباحثات تجديد التنسيق الأمني والاقتصادي بالكامل، بحسب ما ذكرت صحيفة “هآرتس”.
ومع ذلك يقدّر مسؤولون في السلطة الفلسطينيّة “في أحاديث مغلقة” أنّ الشهر أيلول/سبتمبر المقبل سيحدّد مصير خطّة الضم. وبحسب ما نقلت “هآرتس” عن المسؤولين الفلسطينيّين فإنّ الخطة إن لم تطبّق في أيلول المقبل فإنّ “نافذة الفرص” لتطبيقها ستبدأ بالانغلاق.
ووفقًا للصحيفة أجرت السلطة مؤخرًا تقدير موقف، عُرضت خلاله عدّة مقترحات للرئيس الفلسطينيّ، محمود عبّاس، “المشترك فيها هو إن قرّر نتنياهو والإدارة الأميركيّة تطبيق أي خطوة باتجاه الضمّ فسيكون ذلك بين منتصف آب/أغسطس وبين منتصف أيلول/سبتمبر”، وبعد ذلك “كلما اقترب تاريخ انعقاد الجمعيّة العامة للأمم المتحدة (منتصف أيلول) والانتخابات الأميركيّة (بداية تشرين ثانٍ/نوفمبر)، سيقلّ احتمال الإعلان عن ضمّ إسرائيلي في الأراضي الفلسطينيّة“.
وتخالف التقديرات الفلسطينيّة تقديرات المسؤولين الإسرائيليّين الذين لا يستبعدون ضمًّا “جزئيًا أو رمزيًا” في الضفة الغربية تزامنا مع الانتخابات الأميركيّة. وتنقل “هآرتس” عن مسؤولين إسرائيليّين قولهم إنّ الضمّ “ممكن أن يحدث بناءً على وضع نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسي، اللذين من الممكن أن يتّخذا قرارات غير متوقعة تحت الضغط“.
وأجمع المسؤولون الفلسطينيّون والإسرائيليّون أن احتمال ضمّ مناطق في الأغوار هو الأضعف، بسبب المعارضة الأردنيّة.
وقال مسؤول أميركيّ مطّلع على تفاصيل مخطّط الضمّ لصحيفة “ماكور ريشون” المحسوبة على التيار الاستيطاني إنّ “أحدًا لا يهتمّ بالضم” الآنّ، وأضاف “لم يتّصل بنا أحد (من الإسرائيليين) ونحن لم نتّصل بأحد“.
ونقلت الصحيفة عن أوساط رئيس الكنيست، ياريف لافين، وهو أحد أبرز المقرّبين لرئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووصفته الصحيفة بأنه “المسؤول الكبير الوحيد الذي كان مطلّعًا على أسرار الخطّة من قبل نتنياهو” أن “إسرائيل تنتظر الآن تحديد موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب“.
وذكر مصدر رسمي في البيت الأبيض للصحيفة أنهم مستمرّون في العمل على “خطّة ترامب للسلام”، “ولا قرار نهائيًا حتى الآن حول الخطوات المقبلة“.
وذكر وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هندل، أنه لا “يعرف انشغالا إسرائيليًّا بالضمّ الآن، على الأقلّ في الفترة الأخيرة“.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن “مجلس المستوطنات” أن الاحتلال الإسرائيلي عرض على الولايات المتحدة في آخر اجتماع حول الضمّ، نهاية حزيران/يونيو الماضي، ضمّ كل المستوطنات “وفقط المستوطنات، بدون المحاور والمناطق المحيطة بها”، لكن الأميركيين أصرّوا على معرفة ما الذي ستقدّمه إسرائيل في المقابل.
وشارك في الاجتماع المشار إليه السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، ومبعوث الرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش، وانتهى دون بيان مشترك كما جرت العادة، ما يشير إلى حجم الخلافات حول الضم.
والمقترح الإسرائيلي كان هو السماح بالبناء الفلسطينيّ في مناطق “ج”، والاعتراف بالبناء الفلسطينيّ الذي جرى سابقًا قرب المناطق الفلسطينيّة المأهولة.