إعلام العدو: الردع تضعضع ونصر الله يُملي جدول أعمالنا
الخبر الأبرز في وسائل إعلام العدو اليوم هو الحادثة الأمنية التي وقعت أمس في جبل الشيخ في مزراع شبعا. التحليلات الاسرائيلية كثيرة ويصبّ أغلبها في سياق توجيه الانتقادات للقيادة السياسية والعسكرية لدى الاحتلال التي تهشّمت صورتها مرّة جديدة أمام حزب الله.
المراسل العسكري لموقع “والا” أمير بوخبوط علّق على ما جرى أمس فقال إن الحادثة تدلّل على فشل كبير لقوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة، فهم ليس فقط لديهم وسائل قتال مميتة ونقاط رقابة متطورة بل تحظى مواقع الجيش في مزارع شبعا بنيران مساعدة مختلفة من الجو والارض بحيث ان رصد خلية اطلاق صواريخ لا يمكن ان تنجو منه دون اصابة ويجب ان يكون قد تم القضاء عليها.
وأشار بوخبوط الى أن ما يشعل ضوءا احمر في استيعاب الجيش للحادث هو كيف أصاب بيوتا في قرية لبنانية مجاورة، ما يدلل على عدم دقة عالية في نيرانه، ومقتل مدنيين كان يمكن ان يؤدي الى رد من حزب الله ويدهور المنطقة الى تصعيد.
ورأى أنه لا ينبغي الاستخفاف بأن حزب الله في الايام الاخيرة خلق توترا ومس بالسياحة، وكل ذلك له تداعيات على الفضاء المدني ويُحمّل الجيش عبئًا كبيرًا فهو في الايام العادية مشغول بالدفاع عن الحدود وخاصة المستوطنات القريبة من السياج، ولفت الى أن “نقل قوات وعدد كبير من بطاريات المدفعية ونشرها على الحدود الشمالية دليل واضح على الضغط الذي خلقه حزب الله على هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي“.
وبحسب بوخبوط، مثل هذا الحدث لا يصنع بالضرورة الردع الإسرائيلي في المنطقة تماما مثلما مسّ حزب الله بالردع والاحساس بالأمن عندما أحدث مقاتلوه ثلاث فتحات في السياج القريب من المواقع والمستوطنات الإسرائيلية بطريقة لم تحدث من قبل ، باستثناء التسلل وخطف الجندي إيهود غولد فاسر وإلداد ريغف في عام 2006.
وخلص بوخبوط الى أنه ينبغي استخلاص استنتاجات حول مفهوم الدفاع للقيادة الشمالية تحت قيادة اللواء أمير برام، الذي يعاني من فجوات ليست قليلة مثل تسلل العمال الأجانب، وتهريب المخدرات الذي يتم تقريبا كل أسبوع، والانشطة الاستخبارية لحزب الله القريبة من الحدود والتي تشمل تفعيل طائرات مسيّرة، وكل ذلك يزعزع الردع ويجب ان يقلق جهاز الامن خاصة ان حزب الله اعلن انه لم يرد بعد على مقتل احد اعضائه في سوريا والحساب لا يزال مفتوحًا“.
بدوره، وصف قائد المنطقة الشمالية الاسبق في جيش العدو اللواء احتياط عميرام ليفين الحادثة الأمنية أمس بـ”المُحرجة”، معتبرًا أن إدارتها فاشلة و(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله هو من يملي على “إسرائيل” جدول أعمالها.
من جهته قال المحلل العسكري الإسرائيلي في قناة “كان” “لقد خسرنا معركة الوعي مع حزب الله، لمدة أربعة أيام هناك حالة تأهب قصوى في الجيش الإسرائيلي وشلل في المنطقة الشمالية، وينزل الجنود إلى منحدر خلفي حتى لا يظهروا للجانب اللبناني، بينما يتحرك المواطنون اللبنانيون بحرية على الحدود“.
أمّا المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” تال ليف رام فشدّد على أن الجيش الإسرائيلي يأخذ بيان حزب الله على محمل الجد، وبالتالي، فإنه يعتبر أن الحساب مع الحزب على “مقتل” عنصر له في سوريا الأسبوع الماضي، لا يزال مفتوحًا“.
ونقل ليف رام عن مصادر في جيش الاحتلال أن “الأجهزة الأمنية تعتبر أنه لا زال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا الحدث ينهي الحساب المفتوح لقتل عنصر حزب الله في سوريا الأسبوع الماضي“.
ووفق تال ليف رام، على الرغم من العودة إلى الروتين، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيحافظ على مستوى عال من التأهب على طول الحدود في الأيام القادمة وسيواصل نشر أنظمة “الدفاع الجوي” في المنطقة”.