من الصحف الاسرائيلية
رجّحت تحليلات إسرائيلية أن التوترات الحدودية مع حزب الله لم تنته بعد وستتواصل خلال الأيام المقبلة، وأن الحزب سيحاول “مجددا” الرد.
وركّزت التحليلات الإسرائيلية على طبيعة المنطقة التي اختارها حزب الله موقعًا للعملية المزعومة، وكتب المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل، أن منطقة جبل روس “تعتبر منذ سنوات الملعب المفضل لكلا الجانبين، منطقة نائية خالية من التجمعات المدنية حيث يمكن ‘احتواء‘ أي حادثة تجري فيها بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام والاكتفاء باشتباك محدود“.
واعتبر أن “اختيار موقع العملية يشير إلى أن حزب الله بحث عن رد محدود حرص ألا يتطور إلى اندلاع حرب”، وأضاف أنه “ليس لدى الحزب مصلحة في التصعيد، في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان”.
انتظرت إسرائيل هجوما لحزب الله ردا على استشهاد أحد عناصره بغارة إسرائيلية قرب دمشق، يوم الإثنين من الأسبوع الماضي. انتظرت الرد طوال أيام، وُصفت بأنها متوترة وحشدت خلالها قوات على طول الحدود مع لبنان. وفيما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تسلل خلية تابعة لحزب الله إلى مزارع شبعا وتبادل إطلاق نار إلا أن الجيش الإسرائيلي وصف ذلك بأنه ليس أكثر من عملية تسلل لأفراد الخلية وانسحابهم من المزارع المحتلة.
وحسب وصف الجيش الإسرائيلي للحدث كما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت فإن المجندات اللاتي تراقبن الحدود بواسطة كاميرات وتقنيات إلكترونية رصدن خلية “مسلحة” تتجه إلى موقع “غَلديولا” الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة، وبعد أن دخل أفراد الخلية لأمتار معدودة إلى المزارع، صدر الأمر وفتح الجيش الإسرائيلي النار باتجاههم بشكل مكثف والخلية، التي ضمت بين ثلاثة لخمسة مقاتلين، انسحبت عائدة إلى لبنان، “وقد انتهى الحادث من دون إصابات“.
ويعني هذا الوصف في حال كان دقيقا أن مقاتلي حزب الله لم يطلقوا رصاصة واحدة، وأن بيانه الصادر مساء أمس بنفي حدوث أي اشتباك مع القوات الإسرائيلية ينسجم بشكل كبير مع واقع الحدث.
وكتب المراسل العسكري للصحيفة يوسي يهوشواع أنه “بالإمكان الاستنتاج للوهلة الأولى أن حزب الله نفذ تهديده بشن عملية انتقامية، لكن ثمة شكا إذا وصلنا إلى هذه النقطة. وبالنسبة للجيش الإسرائيلي فإن مستوى التأهب ما زال مرتفعا، والتعليمات للقوات لم تتغير وتم تقليل عدد الجنود في المواقع العسكرية” تحسبا من استهدافهم.
وأضاف يهوشواع أن نفي حزب الله وتلويحه بهجوم انتقامي سيأتي لاحقا يعني أن “الحدث لم ينته”، وأشار إلى أن التقديرات في الجيش الإسرائيلي، قبل أحداث أمس توقعت هجوما حتى موعد أقصاها يوم الخميس المقبل، عشية عيد الأضحى.
واعتبر يهوشواع أن “علينا أن نتساءل حول اتخاذ هذا القرار، الذي يدل على وجود مشكلة في الردع مقابل حزب الله، لدرجة الامتناع عن استهداف مخربين في طريقهم لتنفيذ عملية. وهذا قرار مستغرب وفقا لجميع الآراء“.
ورفض المراسل العسكري لقناة “كان” التلفزيونية الإسرائيلية الحكومية، روعي شارون، أن إسرائيل فقدت الردع مقابل حزب الله، وأشار إلى أن إسرائيل تعمل بقوة شديدة ضد الوجود الإيراني في سورية وضد نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله. “والحديث حول فقدان ردعها تبدو معزولة عن السياق“.
لكن هذا ردع متبادل أضاف شارون “الردع بين إسرائيل وحزب الله قوي وموجود لدى الجانبين. فإسرائيل تمتنع غالبا عن تنفيذ عمليات في الأراضي اللبنانية واستهداف ناشطي حزب الله، ونصر الله من جانبه حذر جدا في ممارسة القوة ضد إسرائيل، وخاصة من لبنان، وحسب سلم الأولويات الإسرائيل فإن التموضع الإيراني موجود في مرتبة أعلى.
وتابع شارون أن بإمكان نصر الله الامتناع عن هجوم انتقامي، يستهدف جنودا إسرائيليين، “وبالإمكان بكل تأكيد استعراض الإنجاز الإدراكي. فطوال خمسة أيام، تأهب جهاز الأمن (الإسرائيلي) في المنطقة الشمالية، ووسائل الإعلام انشغلت بالانتقام الموعود”. وأشار إلى أنه “مقابل الإنجاز (الإسرائيلي) التكتيكي بتشويش الهجوم، تبقى علامة استفهام حول الرسالة التي تنقلها إسرائيل باتجاه ’صفر أهداف’”.
واستنتج المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط، من أحداث الأمس أن “إطلاق النار كان بهدف الردع وليس من أجل القتل، وهذا الاستنتاج الأرجح، والاستنتاج الثاني هو أن الجيش الإسرائيلي فشل“.
وأضاف أنه “إذا كانت غاية إطلاق النار هي الردع، فإن الحديث عن تطبيق سياسة الاحتواء بإيعاز من المستوى السياسي ومن أجل منع تدهور أمني فيما يتجول مواطنون كثيرون في شمال البلاد… وإذا لم تكن هناك تعليمات باحتواء تسلل المخربين، فإنه بالإمكان تعريف الحادث على أنه فشل خطير جدا لقوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، لأن القوات والقدرات المنتشرة في مزارع شبعا، والمدعومة جويا، لا يمكن أن تمكن خلية من الإفلات“.
جدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دعوته لاعتماد ميزانية لعام واحد، خلافا لما ينص عليه الاتفاق الائتلافي مع “كاحول لافان”، ليتواصل خلاف مركبات الحكومة في هذا الشأن مع اقتراب انتهاء المهلة القانونية ما يهدد بالذهاب إلى انتخابات عامة.
وقال نتنياهو خلال جلسة لكتلة الليكود البرلمانية: “في هذا الوقت، لا معنى للذهاب إلى صناديق الاقتراع. إسرائيل لا تحتاج إلى انتخابات، إنها بحاجة إلى ميزانية. هذا ما يقوله الاقتصاديون، إذا مررنا ميزانية، يمكننا ضخ المزيد من الأموال إلى المواطنين وتشجيع أصحاب المصالح على توفير فرص عمل“.
يأتي ذلك في ظل الخلاف بين نتنياهو و”كاحول لافان”، إذا يطالب الأخير بالمصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، بينما يطالب نتنياهو بالمصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط. وفي حال عدم المصادقة على الميزانية حتى 25 آب/ أغسطس المقبل، فإنه سيتم حل الحكومة والتوجه لانتخابات عامة للكنيست مرة أخرى.
في المقابل أكد غانتس خلال اجتماع لكتلة “كاحول لافان” أنه لن يتنازل ويستجيب لطلب نتنياهو في هذا الشأن، وشدد على ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق الائتلافي، وقال: “بحسب الاتفاق الائتلافي الموقع مع الليكود، يجب اعتماد ميزانية حتى نهاية عام 2021. هذا ما تم الاتفاق عليه عندما كنا في ذروة تفشي وباء كورونا. وإذا التزم الليكود بالاتفاق فسيضمن الاستقرار الحكومي والاقتصادي“.
وأضاف غانتس أن “مواطني إسرائيل يستحقون شبكة أمان اقتصادية حتى العام المقبل. هذا يتطلب اعتماد ميزانية مسؤولة ومستقرة على المدى الطويل”، وعن إمكانية أن يؤدي الخلاف إلى حل الحكومة، قال غانتس إن “الذهاب إلى انتخابات رابعة في غضون عام هو ببساطة عدم مسؤولية وطنية وتجاهل إرادة الشعب“.
في المقابل قال نتنياهو: “نحتاج إلى انضباط في الائتلاف، في اللحظة التي يتم فيها اتخاذ قرار تشكيل حكومة ائتلافية يجب احترامه. أنا أؤيد كل خطوة يقدم عليها رئيس الائتلاف، ميكي زوهار، لضمان انضباط الائتلاف“.
وانتقد نتنياهو أعضاء كنيست عن الليكود الذين يعترضون على قرارات الحكومة في الكنيست.
وفي محاولة لممارسة ضغوط من أجل المصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، قال وزير المالية، يسرائيل كاتس، خلال اجتماع الحكومة، “إننا ملزمون بالمصادقة الآن على الميزانية، وإلا فإن العام الدراسي لن يفتتح“.
ورجح سياسيون إسرائيليون أن نتنياهو يسعى إلى انتخابات ثالثة، قد تكون في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل أو في حزيران/ يونيو 2021، لكنه لن يترك التناوب على رئاسة الحكومة في نهاية 2021 يمرّ.