من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: مساعٍ مصريّة أوروبيّة لقوة أمميّة في الساحل الليبي… وتفاوض روسيّ أميركيّ على الحل “رعب الشمال” يحصد أول جنديّ قتيل بحادث… والمقاومة غير مستعجلة… فلينتظروا!/ لودريان لتثبيت مكانة فرنسا اللبنانيّة والمسيحيّة بدلاً من ليبيا… وخشية تدفق النازحين؟
كتبت صحيفة “البناء” تقول: يسيطر الوضع على حدود لبنان الجنوبية على الاهتمامات الدولية والإقليمية، ويخطف الأضواء من سائر الأحداث بما فيها زيارة وزير الخارجية الفرنسية والمبعوث البريطاني إلى بيروت، بعدما بات ثابتاً أن المقاومة بصدد الرد على استشهاد أحد مجاهديها في غارة جيش الاحتلال قرب مطار دمشق، وفيما يسود الصمت الموقف على ضفتي المقاومة وكيان الاحتلال، صمت يختزن الشعور بالقوة بالنسبة للمقاومة، وصمت يعبر عن الشعور الضعف والقلق بالنسبة لقادة الكيان، يبدو أن نداءات ودعوات التهدئة ستُضاف إلى جداول أعمال كبار الزوار، محاولة لفتح ثغرة في جدار التصعيد تحول دون المزيد من التداعيات السلبية التي تصيب الكيان، بينما المقاومة وبيئتها المتماسكة حولها في جهوزية المواجهة، لم تؤثر على تماسكها وثقتها الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، وتضع جانباً أي رهان على تهاون المقاومة في تثبيت معادلتها السابقة التي حكمت عاماً كاملاً منذ آخر غارة سقط خلالها شهداء للمقاومة، كما تضع جانباً التحليلات التي تتحدث عن فرضية شعور كيان الاحتلال بفرصة لتوجيه ضربة للمقاومة مستفيداً من الضغوط المالية، وهو في أسوا حال تحت حال الهلع والذعر التي دخلها المستوطنون والجنود وجدت تجسيدها في الحادث الذي أودى بأول جندي على الحدود، يرجح أن تكون حال الذعر المسماة برعب الشمال قد تسببت بها، وتوقفت مصادر متابعة لمسار عمل المقاومة وطريقة تفكيرها أمام معادلة الانتظار، لتعتبرها فرصة وليست تحدياً. فالمقاومة هذه المرة قد لا تكون بانتظار جهوزية لوجستية لهدف مناسب، بعدما بدت المقاومة في رسائل لإعلامها الحربي تتحدث عن “أنجز الأمر” و”انتهى”، فالانتظار يمنح المقاومة فرصة أن تكون صاحبة يد عليا على عديد من مستويات المواجهة السياسية والعسكرية وربما الاقتصادية والمالية، فليلجم الكثير من مشاريع الضغوط، ويفتح مقابلها الكثير من أبواب العروض. وقالت المصادر إن المقاومة ستردّ حتماً، وإن الردّ سيكون مناسباً لتثبيت معادلة الردع، لكن نوع وحجم الرد وتوقيته، أمور سيقررها مسار التجاذب المتعدد الأبعاد الذي تشهده المنطقة، وعلى الذين ارتكبوا الحماقة وواصلوا الاعتداءات على سورية والمقاومة أن يضعوا في حسابهم فرضيّة الرد المركب، الذي يشكل جواباً من المقاومة وسورية وإيران على الاستهدافات المتكررة والمتراكمة، وفي كل حال تقول المصادر فلينتظروا، لأنه لا يبدو أن المقاومة مستعجلة.
على إيقاع هذا العامل المستجدّ، تأتي زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الذي وصل أمس إلى بيروت، تصحبه رسائل فرنسية متعددة قالت مصادر دبلوماسية إن هدفها أبعد من المواقف التي سيعلنها، وتلك التي تسرّبها مصادر فرنسية من باريس، فالتطورات في ليبيا تتسارع، ومشروع تشكيل قوة أممية بمسعى مصري أوروبي لتسلم منشآت النفط والساحل الليبي، تبدو صعبة، بينما تتقدّم مفاوضات أميركية روسية حول حل سياسي يضم مصر وتركيا، وينشئ مجموعة عمل حول ليبيا تضمّهما، وفرنسا التي ستخسر دورها في ليبيا ليس أمامها لتثبيت حضورها المتوسطي سوى لبنان، رغم فشلها بانتزاع قبول أميركي بمعادلة تحييد لبنان عن المواجهة الأميركية مع إيران وحزب الله، وتريد زيارة لودريان ومبادرة المساعدات المالية للمدارس الكاثوليكية، تأكيد اعتبار قديم تخلت عنه باريس لسنوات، وهي ربما تعود إليه على أمل إقناع الأميركيين بخصوصية فرنسية كاثوليكية مع لبنان، بينما يسيطر الهاجس الأمني من تدفق النازحين على فرنسا إذا دفع لبنان نحو الانهيار المالي وفقاً للحسابات الأميركية السابقة، قبل أن يجمع واشنطن وباريس الخوف من أن تملأ الفراغ في لبنان قوى دولية وإقليمية مناوئة ما لم يتم تعديل التوجه والسير بخطة تجمع الضغوط والمساعدات، سيحاول لودريان اختبارها خلال زيارته.
حتميّة رد المقاومة
وفيما تتزاحم الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والنقدية مع اشتداد وتيرة الضغوط الأميركية على المنطقة وارتفاع احتمالات الحرب العسكرية على الجبهة الشمالية بعد العدوان الاسرائيلي الأخير على سورية، سُجّلت حركة دبلوماسية لافتة باتجاه لبنان مع زيارات متتالية لمسؤولين أوروبيين فرنسيين وبريطانيين سبقتها زيارة للسفيرة الأميركية في لبنان دروثي شيا الى السراي الحكومي، حيث التقت رئيس الحكومة حسان دياب.
إلا أن المستجدات العسكرية خطفت الأضواء مجدداً مع تكرار الاعتداءات الاسرائيلية على سورية وكان آخرها غارة أمس الاول التي أدت الى استشهاد عنصر في حزب الله في سورية، ما يفتح الباب أمام رد محتم للمقاومة، بحسب ما أشارت مصادر مطلعة على الشأن العسكري لـ”البناء” والتي لاحظت تكثيف “اسرائيل” عملياتها العسكرية على الاراضي السورية واستهداف مراكز لحزب الله ولسورية معاً، حيث رصدت المصادر 4 عمليات في غضون 20 يوماً ما يدفع بمحور المقاومة الى رد مؤلم سيجبر “اسرائيل” على التراجع. أما في ما يتعلق بحزب الله فتضيف المصادر أنه “أرسى معادلة منذ عدوان عقربا العام الماضي بأن استهداف عناصره في سورية سيردّ عليه بميدان مفتوح في لبنان وجبهات اخرى أما التوقيت والمكان والكيفية فيخضع للبيئة الاستراتيجية وللظروف الميدانية”.
ووصل وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان أمس، الى بيروت في زيارة رسمية تستمر حتى غدٍ الجمعة. ويقوم الضيف الفرنسي بجولة على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة حسان دياب ووزير الخارجية ناصيف حتي والبطريرك الماروني بشارة الراعي.
الأخبار: لودريان قد يلتقي حزب الله… وخطة فرنسية لمساعدة لبنان؟ سلامة “المُحاصَر”: لا للتدقيق!
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: “وهج” حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لدى المؤسسات المالية يبدو في طريقه الى الخفوت. الحاكم “المميز”، الذي حصد جوائز دولية، بات يسمع كلاماً جديداً يتضمن انتقادات قاسية لأدائه “غير المميز” الذي يكاد يودي بحال البلاد والعباد. وزاد الطين بلة تعيين الحكومة شركات للتدقيق في هذا الأداء، مالياً وجنائياً، ما بات يستشعر معه الحاكم ضرورة اللجوء الى الهجوم الوقائي عبر تسريبات عن “استقلالية المصرف المركزي” بما يحول دون تزويد هذه الشركات بما تطلبه من معلومات. في غضون ذلك، وصل الى بيروت، أمس، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، وسبقته تسريبات إعلامية عن “خطة شاملة لمساعدة لبنان” سيُعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فيما علمت “الأخبار” أن جدول اجتماعات الضيف الفرنسي قد يتضمّن لقاءً مع حزب الله
تمضي الأزمة اللبنانية نحو مزيد من التأزم، مُثقلة بمسارات صعبة طبعت في الأيام الأخيرة عناوين السياسة والمال والاقتصاد والصحة. ترافق ذلك مع مؤشرات لواقع قد يكون الأكثر خطورة، سواء على خط معركة الحياد التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، أو لجهة تخبّط الطبقة الحاكمة في محاولاتها إخراج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي من دائرة التعثر، بالتوازي مع فقدان المناعة ضد فيروس كورونا الذي وجد طريقه إلى التغلغل في عدد كبير من المناطق.
وفيما يشتدّ خناق الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار والسلع على اللبنانيين، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الى بيروت، أمس، في زيارة تستمر حتى يوم غد، يلتقي خلالها الرؤساء: ميشال عون، نبيه بري وحسان دياب، ووزير الخارجية ناصيف حتّي والبطريرك الراعي. وفي وقت يسعى فيه المتماهون مع الحصار الأميركي من حلفاء واشنطن في الداخل إلى عزل حزب الله وتحميله نتائج أزمات البلاد، علمت “الأخبار” أن تواصلاً فرنسياً مع الحزب سبق الزيارة، ربما يكون تمهيداً للقاء يعقده وزير الخارجية الفرنسي مع وفد من حزب الله.
وصول لو دريان سبقه خبر نقلته قناة “الحدث” السعودية عن دبلوماسي فرنسي أشار إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون “سيعلن خطة شاملة لمساعدة لبنان تتضمن فتح خطوط اعتماد مالية”، لافتاً الى أن الحكومة اللبنانية، التي تسلّمت السلطة منذ 6 أشهر، “لم تقم بأي إصلاح جوهري، في وقت لبنان في أمسّ الحاجة إلى الإصلاح، واللبنانيون ينادون به”. وقال إن لو دريان “يحمل رسالة تضامن مع شعب لبنان ورسالة حزم إزاء سلطاته”.
وبمعزل عن مدى دقة الخبر، وحقيقة التوجّه الفرنسي إلى مثل هذا النوع من المساعدة ومدى ارتباطه بضوء أخضر أميركي، في ظل حديث عن عدم رغبة واشنطن في دفع البلاد إلى الانهيار الكامل، إلا أن المُفترض أن يسمع المسؤولون اللبنانيون من الضيف الفرنسي تأكيداً على الالتزام بدفتر شروط الإصلاحات لمدّ يد العون الغربية إلى لبنان وانتشاله من أزمته.
وبالتزامن، أعلنت السفارة البريطانية في لبنان أن الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي سيزور لبنان “افتراضياً” اليوم، وأن على جدول أعمال “الزيارة” برنامج “لقاءات حافلاً مع المسؤولين اللبنانيين، والمؤسسات والشركاء في البرامج الممولة من المملكة المتحدة”، لافتة الى أن “الإصلاح والاقتصاد والأمن ستكون على رأس جدول الأعمال”.
في غضون ذلك، يبدو أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في صدد خوض معركة في وجه التدقيق الجنائي في عمل “المركزي”، بعد قرار الحكومة تكليف شركة “ألفاريز آند مارسال” إجراء هذا التدقيق، وشركتي “كيه. بي. إم. جي” و”أوليفر وايمان” إجراء تدقيق مالي. إذ بدأ باللجوء الى استخدام ورقة القانون، وتسريب أخبار عبر وسائل إعلام عن أن “استقلالية المصرف المركزي، بموجب السرية المصرفية وقانون النقد والتسليف، تحول دون تزويد هذه الشركات بأي معلومات”.
النهار: رسالة متشدِّدة ومساعدات في زيارة لودريان لبيروت
كتبت صحيفة “النهار” تقول: يكفي أن تكون زيارة وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان الأولى لمسؤول فرنسي وأوروبي للبنان بعد ثورة 17 تشرين الاول 2019 وبعد تمدّد جائحة كورونا الى لبنان، لكي تكتسب أهمية استثنائية، فكيف والزائر الفرنسي الرفيع تميّز بإطلاقه قبل أسبوعين مواقف لافتة ومعبّرة للغاية عن العناية الفرنسية بالوضع اللبناني وذهب الى حدود تقريع السلطات لتقاعسها المتواصل عن الوفاء بالتزامات الاصلاح؟
الوزير لودريان الذي وصل ليل أمس الى بيروت، يبدأ اليوم لقاءاته الرسمية وسط انشداد سياسي وديبلوماسي الى زيارته ومهمته التي تستمر حتى بعد ظهر غد، باعتبار أن هذه الزيارة شكَّلت خرقاً ديبلوماسياً يتيماً وبارزاً لشبح العزلة الذي يعيشه لبنان والذي انعكس تداعيات سلبية عليه وسط مكابرة حكومته وإمعانها في اتباع سياسات الإنكار حيال الخارج كما الداخل. ولذا ستكون الأنظار مشدودة الى المواقف التي سيعبّر عنها لودريان من خلال بعض محطات برنامجه، علماً أن المعلومات الديبلوماسية المتوافرة لدى “النهار” عن زيارته تشير الى أن مهمته ذات شقين أساسيين:
الشق الأول يتناول الرسالة السياسية والديبلوماسية الفرنسية التي تحرص باريس على إبلاغها مباشرة الى المسؤولين اللبنانيين والتي تتلخص بأن الموقف الثابت لفرنسا من الحفاظ على استقرار لبنان ومصالحه العليا وتخلّصه من الأزمات الصعبة والخطيرة التي يواجهها لن يتغير في أي ظرف. لكن باريس لن تخفي مجدداً بلسان رئيس ديبلوماسيتها الإستياء البالغ الذي يساورها، كما يساور المجتمع الدولي المعني بدعم لبنان، من المسار المتعثّر والجامد للاصلاحات والتقاعس غير المبرّر للحكومة والسلطات عن استعجال إطلاق الخطوات الاصلاحية التي لن يكون هناك أي دعم دولي ملموس للبنان من دونها. ولعل أبلغ دليل على أن مهمة لودريان ستكون محصورة بمسألة الاصلاحات والدعم وما يمكن مدّ لبنان به من مساعدات ضرورية، هو أن برنامج زيارته خلا من أي لقاء مع أقطاب المعارضة وحصر باللقاءات الرسمية والبطريرك الماروني وبالزيارات ذات الطابع التربوي والصحي والاجتماعي، في ما فسّرته الأوساط المعنية لـ”النهار” بأن الوزير الضيف لا يحمل مبادرة سياسية كانت ستضطره في حال وجودها الى عقد لقاءات مع المعارضة وكذلك مع “حزب الله”.
أما الشقّ الأساسي الثاني من الزيارة فسيتضمن إعلان الوزير لودريان عن مساعدات فرنسية ملموسة في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية والانسانية ترجمة لالتزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عدم ترك لبنان يتخبّط في أزماته من دون دعم حيث يفترض مده بالدعم الاضطراري.
الديار: رسالة فرنسية ثلاثية: إستمرار الدعم ــ الإصلاحات ــ واليونيفيل من دون تعديل التدقيق الجنائي: المعارضة تحذر من الاستهداف… والحكومة: “لا كيدية” حرب سد بسري تمتد للجان المشتركة وغجر لـ”الديار”: قدمنا الدراسات وماضون بالمشروع
كتبت صحيفة “الديار” تقول: يأتي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان في زيارة هامة في المضمون والتوقيت، حاملا رسالة مزدوجة: التأكيد على تنشيط الدور الفرنسي باتجاه لبنان، وحث الحكومة اللبنانية على الاسراع بالاصلاحات من اجل اتاحة الفرصة لفرنسا لمساعدة لبنان والى جانب الهيئات والدول المانحة.
ووفقا لمصدر بارز لـ”الديار” فإن ابرز علامات هذه الزيارة هي هذه العودة للدور الفرنسي بعد ان حجبته تداعيات ازمة كورونا وعوامل اخرى، منها الفيتو الاميركي الذي وضع بوجه باريس منذ فترة، بعد ان انبرت الادارة الاميركية لممارسة ضغوط مباشرة على لبنان في اطار خطة التضييق على حزب الله وحلفائه.
وفيما لم تتضح عناصر هذه الزيارة ومعالم هذا الدور الفرنسي المتجدد، تحدثت مصادر ديبلوماسية عن رغبة الرئيس الفرنسي في استكمال خطة باريس لمساعدة لبنان وفقا للنتائج التي سيعود بها لودريان من لبنان وفي ضوء مسار الاصلاحات المطلوبة من لبنان.
وتشير المصادر الى ان فرنسا شعرت مؤخراً عبر متابعتها للوضع في لبنان بقلق شديد بسبب ضغوط وتداعيات الازمة الاقتصادية، وما رافقها ويرافقها من تطورات سياسية وعلى الارض.
اللواء: تزايد الضغوط الأميركية يسابق مهمة لودريان مخاوف من تصعيد جنوباً قبل التمديد “لليونفيل”.. ومسلسل الأزمات يحط في محطات البنزين
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: ينشغل لبنان اليوم بالمحادثات الرسمية والسياسية مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل ليل أمس إلى بيروت في زيارة ليومين، وتشمل لقاءات سياسية ومع المجتمع المدني، ومديري المدارس الفرانكوفونية، فضلاً عن زيارات هادفة سياسياً وطبياً من ضمن اهتمام فرنسي، على وقع ضغط أميركي متزايد على لبنان، من باب محاصرة “حزب الله” وفي ظل توتر إقليمي، يمتد إلى جنوب لبنان، مع تنامي المخاوف من تصعيد بين إسرائيل وحزب الله..
وتكتسب زيارة لودريان اهميتها من الاعتبارات التالية:
1- هي الأولى لمسؤول دولي رفيع، تربط بلاده علاقات تاريخية مع لبنان، منذ استقالة الحكومة السابقة وتأليف الحكومة الحالية.
2- الوقت الذي تستغرقه الزيارة، من الوصول الأربعاء إلى المغادرة الجمعة.. وهي تتركز على محاور عدة: ابرزها استطلاع الاستعدادات اللبنانية لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والبوح بالوضع الذي آلت إليه مقررات مؤتمر سيدر، وتوجه الرئيس عمانويل ماكرون على هذا الصعيد، والوقوف على فكرة الحياد التي طرحها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والإعلان عن دعم فرنسا لها، وما تبذله في الاتصالاته العربية والإقليمية والدولية لهذه الجهة، وضمان استقرار واستقلال لبنان من زاوية اعتماد سياسة النأي بالنفس، فضلاً عن الوضع المتعلق بالقرار 1701 إضافة إلى دعم مؤسسات اجتماعية (مؤسسة عامل) وحاجة لبنان لمكافحة فايروس كورونا، ودعم المؤسسات التربوية الفرانكوفونية والمسيحية في لبنان والمنطقة.
الجمهورية: روائح الفضائح تخنق لبنان.. لودريان ينـــصح.. والسلطة تعرض له “إنجازاتها”
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: ما من شك انّ مطالبة المواطنين بوضع “الكمّامة”، هي إجراء لا بد منه للوقاية من فيروس “كورونا”، وموجته الجديدة التي تهدد بانتشار مريع، ما لم يتقيّدوا بالاجراءات الوقائية البديهية للنأي بأنفسهم، وعائلاتهم، ومجتمعهم عن هذا الوباء الخبيث.
تلك “الكمامة”، يفترض أن تكون ملزمة لكل مواطن، فلا مزاح أمام الوباء، فالعدادات تُحصي عشرات المصابين يومياً، ولكن ما هو ملزم أكثر، هو تدعيم المواطن بِواقٍ من الصدمات التي يتعرّض لها مسلسل الازمات التي تصدمه واحدة تلو الأخرى.
فمِن أزمة الدولار وتَحكّم السوق السوداء بتسعيرته وفق مشيئة أشباح أقوى من الدولة، الى الاسعار ولصوصية التجار وسيادة الاحتكار، الى الجريمة العظمى التي تجلّت في فضيحة اللحوم الفاسدة والمتحللة التي تُباع الى المستهلك، الى فضيحة السلع المدعومة وإخفائها ومن ثم اعادة تهريبها وتصديرها، الى الفيول المغشوش الأقوى من اي إجراء قضائي، الى التقنين المشبوه للكهرباء، والى المازوت المدعوم والمافيا المحميّة التي “تَشفطه” وتخزّنه الى حدّ جعلت البلد عائماً على بحر من المازوت المخزّن لبيعه بسعر أغلى، وبالأمس جاء دور البنزين، فبكبسة زر مريبة، رُفِعت خراطيم المحطات!
السؤال هنا صار أكثر من واجب؛ لماذا هذا الانتقام من الناس؟ ولماذا هذا الامعان في تحويل اللبناني الى مواطن مهزوم، وساقِط بالضربة القاضية على حلبة الفقر والجوع، والتنكيل به وتعذيبه في أبسط مقوّمات حياته؟
من يفترض ان يجيب هو السلطة، لكنها سلطة قررت عن سابق تصوّر وتصميم أن تمارس الحياد السلبي من المأساة التي يعيشها اللبنانيون، وأن تُثبت يوماً بعد يوم، للبنانيين، كما للمجتمع الدولي انها سلطة معطوبة، ومدرسة مثالية في التراخي واللامسؤولية، وفي العداء لشعبها، وتَركه فريسة للصوص وتجّار الازمات، من دون ان تبادر بصورة عملية وجدية الى ردعهم والاقتصاص منهم. والحقيقة المرّة هي البلد، وبفضل هذه السلطة صار فاقداً لكل الدعائم الخارجية التي تعينه على الاستمرار والصمود، وأما دعائمه الداخلية فصارت بهمّتها، مخلّعة وآيلة للسقوط في أيّ لحظة!