من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية عدة قضايا منها مزاعم الإبادة الجماعية لأقلية الإيغور المسلمة من قبل الدولة الصينية، وعلاقة الليبرالية “بتدمير” الغرب، وعلاقة الطبيب أنتوني فاوتشي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
نشرت صحيفة آي مقالا للكاتب إيان بيريل تحت عنوان “نحن نشهد إبادة جماعية للإيغور، حان وقت العمل، وليس اللامبالاة“.
ويبدأ الكاتب من مقطع فيديو منتشر، يُزعم أنه لجموع من أقلية الإيغور يجري اقتيادهم إلى “مخيمات إعادة التعليم”، ليقول “أثبت المحللون أن الفيلم تم تصويره قبل عامين بالقرب من كورلا، ثاني أكبر مدينة في منطقة شينجيانغ الصينية“.
ويعود الكاتب إلى الخلفية التاريخية، فيشير إلى أن “الهان الصينيون انتقلوا في القرن الماضي إلى شينجيانغ، واستولوا على الأرض واستغلوا الموارد الطبيعية”، ويضيف “كما هو الحال في التبت، كان الاستيلاء مدفوعا من قبل الحزب (الشيوعي الحاكم) في بكين ومصمما للقضاء على الثقافات والدين المحليين“.
وينقل عن إحدى الأمهات قولها إنها اكتشفت أن ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات لا يُسمح له في روضة الأطفال باستخدام لغة محلية.
“ولكن بعد توليه السلطة في عام 2012، عزز شي القمع”، يرى الكاتب، في إشارة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ.
ويقول الكاتب إن الوثائق المسربة تشير إلى أن الرئيس الصيني “المتشدد قد أمر شخصيا بشن حملة في شينجيانغ تجمع بين التكنولوجيا الحديثة ووحشية القرون الوسطى لسحق الأقليات الدينية“.
ويلفت الكاتب إلى أن الصين “ترفض مثل هذه القصص على أنها أخبار وهمية“.
ويردف “إنها تستغل المخاوف الغربية من خلال الادعاء بأنها تكافح التطرف الديني وليس سحق ثقافة تقاتل من أجل البقاء. إنها تستخدم القوة الدبلوماسية لإسكات الهيئات العالمية، لذا فإن الأمم المتحدة مرة أخرى متفرج سلبي على إبادة جماعية في حين أن البنك الدولي مول حتى المدارس في قلب أنشطة بكين“.
وكذلك يرى الكاتب أن الصين تستخدم القوة الاقتصادية لتجاهل الانتقادات حول العالم.
ويخلص قائلا “وقعنا في صراع عالمي ضد رؤية شي البغيضة عن الشمولية الاستبدادية التي تتجسد في هذه الأفعال التي لا ترحم. كانت ديمقراطيات الغرب المتداعية بطيئة في الرد على رئيس صيني لا يرحم يعتمد على القمع والتكنولوجيا لفرض قبضته الحديدية وقبضة الحزب“.
وفي الوقت نفسه، فإن عدم غضب الدول الإسلامية أمر محبط للغاية، حتى أن الزعيم السعودي محمد بن سلمان نقل عنه في وسائل الإعلام الصينية دعمه لحق بكين في اتخاذ إجراءات “ضد التطرف”، وفق الكاتب.
وفي تعليق له تحت عنوان “الليبرالية صنعت العالم الغربي، لكنها الآن تدمره” في صحيفة التلغراف، يقول الكاتب نيكي تيموثي إن “السعي وراء الصالح العام ليس له مكان كبير في الليبرالية، لأنها معنية أساسا بالحريات الفردية المتزايدة“.
وينطلق الكاتب من حرق كاتدرائية مدينة نانت الفرنسية ليقول إن “الكنائس والكاتدرائيات تمثل الإيمان الديني. إنها تمثل التراث الأوروبي المسيحي أيضا. هي جزء من هوياتنا الثقافية والوطنية“.
ويضيف أن “الكنيسة هي مؤسسة واحدة فقط، والمسيحية مجرد معتقد تقليدي، شجعنا على مدى أجيال على التفاهم مع بعضنا البعض، وتقديم التضحيات من أجل بعضنا البعض، باسم المجتمع. لقد علمونا أن نسعى ليس فقط لمنفعتنا المادية بل للصالح العام“.
لكن الكاتب يشير في الوقت عينه إلى أن”الدول الغربية اليوم ليست بالكاد مجتمعات متماسكة”، ويضرب مثلا ببريطانيا حيث تعد ثروة أغنى 10 في المئة من العائلات أعلى بخمس مرات من ثروة نصف جميع الأسر الدنيا مجتمعة، على حد قوله.
ويضيف علاوة على ما سبق فإنه مع فرص حياة الأطفال التي يحددها ثراء والديهم أكثر من الموهبة، يواجه الحراك الاجتماعي أزمة، ومع تشويه صورة الطبقة العاملة واحتقارها من قبل الكثيرين، فإن التضامن الاجتماعي في أزمة أيضا.
ويوضح الكاتب فكرته قائلا إن هناك “تأثيرا خبيثا لليبرالية الثقافية وسياسة الهوية المتشددة“.
ويضرب مثلا بـأنه “في حين أن الأقوياء ينخرطون في نقاشات خاصة حول المساواة، مثل عدد النساء في المجالس، فإنهم لا يأبهون كثيرا بتوافر رعاية الأطفال والقدرة على تحمل تكاليفها للآباء ذوي الدخل المنخفض“.
ويرى الكاتب أن “السعي لتحقيق الصالح العام ليس له مكان كبير في الليبرالية لأنها معنية بشكل أساسي بتعظيم الحرية الفردية. يميل الليبراليون دائما إلى التقليل من شأن كيف يمكن لحرية الأغنياء والأقوياء أن تقوض حرية الفقراء والضعفاء. ولكن الآن أصبح هذا الواقع صارخا ومنتشرا، وفي نظر الكثيرين، لا مناص منه“.
ويقول “تهاجم الليبرالية المؤسسات والتقاليد التي تجمعنا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها تعتبرها عوائق في السعي إلى الحرية. لكن هذا التدمير هو أيضا بسبب العلاقة الإشكالية الليبرالية مع فكرة التقدم الحتمي“.
وينتهي الكاتب بقضية كاتدرائية نانت أيضا، ويقول “رأينا يوم السبت النيران تتصاعد من مكان عبادة، ولكن بدون رغبة أكبر في السعي وراء الصالح العام، ستكون أكثر من كاتدرائية تستسلم للنار. إن الأساس ذاته للحضارة الغربية سيكون في خطر شديد“.
نشرت الإندبندنت مقالا لشون أوغرادي بعنوان “أنتوني فاوتشي: الرجل الوحيد الذي لا يستطيع ترامب فصله“.
ويقول الكاتب إن فاوتشي “شخصية معبودة في هذه الأيام بفضل دوره البارز وأحيانا المثير للجدل باعتباره، في الواقع أكبر طبيب في أمريكا في عصر فيروس كورونا“.
ويضيف “يمنحك هذا فكرة عن سبب عدم قدرة دونالد ترامب على فصل طبيبه المضطرب في بعض الأحيان، حتى إذا كان مسموحا له دستوريا بذلك“.
ويقول إنه “يمكن لترامب الاستغناء عن رؤساء الأركان، ومستشاري الأمن القومي، وأمناء مجلس الوزراء، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي والعديد من الأشخاص الآخرين، ولكن السبب الحقيقي وراء كون فاوتشي غير قابل للعزل هو أنه يتمتع بشعبية كبيرة وأهمية“.
ويشير الكاتب إلى أنه مع الموجة الثانية من فيروس كورونا التي “تطرق تكساس وأريزونا وفلوريدا وكاليفورنيا، تتطلع الأمة إلى فاوتشي، وليس ترامب، من أجل الحقيقة والخلاص“.
ويقارن الكاتب بين ترامب وفاوتشي فيما يرى أنه “لا يوجد الكثير من القواسم المشتركة بين القائد العام والطبيب الأمريكي. كلاهما يأتي من نيويورك. هما معاصران جاء جميع أجدادهم من أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر. كلاهما دخلا في مجال الأعمال العائلية، لكن عائلة فاوتشي كانت الأكثر تواضعا، مقارنة مع عائلة ترامب الثرية جدا“.
وختم الكاتب “لقد أمّن فاوتشي نفسه بمجرد قيامه بعمله وتقديم رأي صادق، لا يزال البعض يقدره في أمريكا“.