من الصحف الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان نحو ألفي شخص تظاهروا أمام مقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو احتجاجا على إدارة الأخير للأزمة الناتجة عن جائحة كورونا، وتنديدا بـ”الفساد الحكومي والأوضاع الاقتصادية المتردية“.
وحاول مئات المتظاهرين اجتياز الحواجز التي أقامتها الشرطة أمام مقر إقامة نتنياهو، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، أسفرت عن اعتقال عدد من المتظاهرين، وطالب المتظاهرون نتنياهو بالاستقالة.
ووسط تبادل التهم بشأن المسؤولية عن الارتفاع المتواصل في معدلات الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وتباين المواقف بشأن التسهيلات ورفع التقييدات، لفتت الصحف الى ان وزير الصحة الإسرائيلي يولي إدلشتاين لا يستبعد إمكانية فرض الإغلاق الشامل كإجراء للحد من انتشار الوباء.
وأوضح الوزير في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن سيناريو إغلاق آخر لا يمكن منعه ويكاد يكون حتميا، قائلا “أنا لا أرى ما هي الآليات والأدوات الأخرى المتاحة لنا“، وبين إدلشتاين خلال محادثات مغلقة بأن تسجيل ما معدله 2000 إصابة يوميا سيكون نقطة مهمة وبمثابة تحول يؤدي إلى الإغلاق الشامل. قائلا “2000 مريض هو بالتأكيد ضوء أحمر”.
دل استطلاع جديد نُشر اليوم، الأربعاء، على أن شعبية زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم تتحسن إثر تراجعها خلال الأسبوعين الأخيرين، وذلك على خلفية الإخفاق في إدارة أزمة فيروس كورونا، فيما أظهر تبادل اتهامات بين نتنياهو ورئيس حزب “كاحول لافان” ووزير الأمن، بيني غانتس، اشتداد الأزمة داخل الحكومة.
وتبين من الاستطلاع الذي نشرته إذاعة 103FM، أنه لو جرت الانتخابات للكنيست الآن، لحصل حزب الليكود على 34 مقعدا، بعدما كانت الاستطلاعات قبل أسابيع قليلة تشير إلى حصوله على 40 مقعدا أو أكثر بقليل. ويبدو أن الأصوات التي يخسرها الليكود تذهب إلى تحالف أحزاب اليمين المتطرف “يمينا”، الذي حصل على 14 مقعدا، بينما هو ممثل في الكنيست اليوم بخمسة أعضاء كنيست.
وحصلت كتلة “ييش عتيد – تيلم” برئاسة يائير لبيد على 16 مقعدا فيما حلّت القائمة المشتركة في المكان الثالث وحافظت على مقاعدها الـ15، وتراجع تمثيل “كاحول لافان” من 14 مقعدا حاليا إلى 9 نقاعد بحسب الاستطلاع. كذلك حصل حزبا “يسرائيل بيتينو” وشاس على عدد مقاعد مشابه. وحصلت كتلة “يهدوت هتوراة” وحزب ميرتس على 7 مقاعد لكل منهما.
ونظمت حركة “الرايات السوداء”، أمس، مظاهرة صاخبة مقابل المنزل الرسمي لرئيس الحكومة في القدس، شارك فيها أكثر من ألفي شخص، وسعت الشرطة إلى تفريقها مستخدمة خراطيم المياه، وتلتها مواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة، جرى خلالها تحطيم واجهات محال تجارية، وانتهت باعتقال 50 متظاهرا، واتهم المتظاهرون الشرطة باستخدام العنف ضدهم.
وبدا لافتا أن بين المتظاهرين عدد كبير من الشبان والطلاب الجامعيين، خلافا لمظاهرات سابقة التي شارك فيها متظاهرون أكبر سنا. وحمل المتظاهرون المشاعل، وحاولوا اقتحام حواجز الشرطة حول منزل نتنياهو، وسط هتافات مطالبة نتنياهو بالاستقال والرحيل عن الحكم، مثل “بيبي عد لبيتك”، “مال، حكم، عالم سفلي”، “الدولة لنا وليس لنتنياهو“.
وفيما قال قائد الشرطة في القدس لوسائل الإعلام إن “هذه مظاهرة لليسار”، رد عليهم متظاهرون “ليس اليسار فقط، هذا هراء، يوجد هنا ناشطون من الليكود، والجميع هنا”. وذكرت وسائل إعلام أن ناشطين من الليكود، “الذين سئموا من نتنياهو”، شاركوا في المظاهرة المطالبة برحيله.
وفي هذه الأثناء، برزت خلافات جدية داخل الحكومة الإسرائيلية، ونقلت وسائل إعلام عن مصدر رفيع في الليكود قوله إن نتنياهو “غاضب” على غانتس و”كاحول لافان”، وأنهم “لاعتبارات سياسية يفشلون الخطوات المطلوبة من أجل لجم المرض (فيروس كورونا) وإنقاذ الحياة”، فيما اتهم مصدر رفيع في “كاحول لافان” ننتنياهو بأنه “عديم المسؤولية“.
وقال المصدر من الليكود إن “انعدام مسؤولية كاحول لافان يقود بالضرورة إلى إغلاق كامل وأضرار اقتصادية زائدة. واعترض غانتس اليوم على كافة الخطوات من أجل لجم انتشار كورونا، التي بإمكانها منع الحاجة إلى إغلاق شامل لاحقا“.
وأضاف أن “غانتس وكاحول لافان ملزمون بأن يوقفوا فورا اللعبة السياسية – الحزبية في شؤون كورونا والتي تشكل خطرا على حياة مواطني إسرائيل. ورغم أن حكومة وحدة تستوجب اتخاذ قرارات بالاتفاق بين الليكود وكاحول لافان، فإنهم يحبطون كافة القرارات التي لا تتلاءم مع اعتباراتهم الشعبوية“.
ورد قيادي في “كاحول لافان” قائلا إنه “بدلا من رفع المسؤولية عن إدارة أزمة كورونا، على نتنياهو أن يجعل الجيش الإسرائيلي ينتصر وأن تقود وزارة الأمن المعركة الميدانية (ضد كورونا). وهذا ليس وقت السياسة الحزبية، ولا لأي معركة لا تسهم بترميم الاقتصاد والصحة والمجتمع. ومن الافضل التركيز على تحويل المال إلى حسابات المستقلين الذين ما زالوا بانتزاره. وهناك من يهتم بهم وهناك من يتهرب من المسؤولية“.