من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا المتصلة بوباء كوفيد 19 والتأثيرات المختلفة الناجمة عنه، وخاصة تأثيره على كل من المرأة والمعاقين ومن القضايا التي أبرزتها الصحف النفوذ المتعاظم لفيسبوك، وتأثير عملاق التواصل الاجتماعي على الديمقراطية والحياة السياسية.
نشرت افتتاحية صحيفة الغارديان مقالا بعنوان “فيسبوك والديمقراطية: خطر حقيقي وداهم“، وقالت الصحيفة إنه في كل نقاش سياسي منذ أن بدأ فيسبوك بالسيطرة على الديمقراطية، وضع عملاق التواصل الاجتماعي نفسه في الجانب الخطأ من التاريخ، وأصبح نافذة لبث العنف والكراهية والعنصرية.
وتضيف أنه لا يمكن إصلاح فيسبوك من الداخل لأن نموذج عمله وربحيته يستفيد ويزدهر مع إثارة الجدل ومع تفشي الكراهية والغث من الأخبار.
وتقول الصحيفة إن فيسبوك يعتمد على جمع البيانات الشخصية للمستخدمين حتى يتم استهدافهم بمحتوى يوافق ما يودون متابعته، ويزدهر مع دفع الناس للتراشق والشجار والسب لأنه هذا السجال الدائم يضمن بقاءهم كمستخدمين لخدماته، وبينما قد لا يكون ذلك جيدًا للمجتمع أو نافعا له، ولكنه جيد لفيسبوك ويمكن من تحقيق أرباح ضخمة.
وتوضح أنه حتى بعد أن قاطعت بعض أكبر العلامات التجارية في العالم فيسبوك بسبب رفضه حظر المحتوى العنصري والعنيف، توصلت الشركة إلى الوصفة السحرية المعتادة لطمأنة الرأي العام بتصريحات وليس أفعال.
وقال مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ إن المقاطعين سيعودون وشركته “لن تغير سياساتنا … بسبب تهديد نسبة صغيرة من عائداتنا“.
وترى الصحيفة أنه كان من الخطأ السماح لشبكات التواصل الاجتماعي أن تعمل ويتعاظم تأثيرها دون إشراف أو تنظيم لمحتواها.
وتضيف أن هذا “أصبح واضحًا للغاية مع تفشي وباء كوفيد 19، حيث تشكل المعلومات المضللة عبر الإنترنت خطرًا حقيقيًا ليس فقط على السياسة والديمقراطية بل على حياتنا أيضًا“.
وترى الصحيفة أن عدم الإشراف على محتوى فيسبوك يعني أنه سيتحول لمستنقع للعنصرية وكراهية النساء والعنصرية ونظريات المؤامرة.
نشرت صفحة الرأي في صحيفة “آي” مقال لإيان بريل بعنوان “صمت صادم إزاء الآلاف من ذوي الإعاقة الذين لقوا حتفهم خلال الوباء“.
ويقول الكاتب إن الأحداث الصادمة التي وقعت في الأشهر الأخيرة كشفت عن العديد من خطوط الصدع في المجتمع، بدءًا من عدم كفاءة السياسيين الشعبويين حتى الاعتماد الكبير على العمالة الزهيدة ذات الأجور المنخفضة، والتي غالبا ما تكون من المهاجرين، في القطاعات الحيوية.
وينوه الكاتب إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الوباء أثبت مدى قلة اهتمام الدولة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
ويضيف أن إحصاءات الفقر أو بيانات التوظيف تشير إلى مدى تجاهل الفئات الأكثر ضعفا من ذوي الإعاقة البدنية أو الذهنية.
ويرى الكاتب أن بريطانيا دولة يواجه فيها البعض التعنت وسوء التعامل والتهميش لأنهم يعانون من التوحد أو صعوبات التعلم.
أما الأمر الصادم بصورة مفجعة، من وجهة نظر الكاتب، فكان بشأن ما كشفته الأرقام التي نشرها مكتب الإحصاءات الوطنية، حيث أظهرت أن حوالي ثلثي الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 خلال ذروته من بداية مارس/آذار إلى منتصف مايو/أيار كانت من ذوي الإعاقة. فقد بلغ عدد المتوفين جراء الإصابة بالوباء من المعاقين أكثر من 22 ألف شخص.
ويقول الكاتب إن المعاقين أكثر عرضة للعيش في فقر أو قد يعانون من ظروف صحية مثل مرض السكري أو السمنة مما يجعلهم عرضة للفيروس، ولا يستطيع الكثيرون عزل أنفسهم بسبب الحاجة إلى الرعاية من قبل الغير.