هُمْ من لبنان … هُمْ لا أحد حيّان سليم حيدر
هُمْ من لبنان،
هُمْ في لبنان،
هُمْ لبنان.
لا هُمْ مواطنون ولا هُمْ مكتومون ولا هُمْ بدون.
لا هُمْ مداومون ولا هُمْ مياومون،
لا هُمْ فعاليات ولا هُمْ فاعليات…
هُمْ فقط وبكلّ بساطة من المفعول بهم… في كلّ المجالات، في كلّ الأوقات، في كلّ الحالات، في كلّ الأزمان، في كلّ الأزَمات.
هُمْ يؤكَلون، كما أُكِلَ الثور الأبيض، ولا يأكلون… يَبْكون ولا يُبْكون.
هُمْ من بين ال 56% الذين لم ينتخبوا أحدًا في إنتخابات العام 2018،
هُمْ من بين ال 153,000 صوت الذين إنتخبوا على أساس لا طائفي.. ولم يتَمثّلوا،
هُمْ ليسوا من بين ال 78 صوت الذين إنتخبوا على أساس طائفي وتَمثّلوا.
هُمْ “نحن الشعب” قبل الإنتخابات، وهُمْ “أنتم الشعب” بعد الإنتخابات.
هُمْ من الفئات التي لا فُتات لها في حسابات الحاكم، لا وجود لها في قرارات النظام،
هُمْ خارج المحاصصات، خارج الإختصاصات، خارج الإصطفافات،
هُمْ غير معنيّين بالتعيينات، ولا بالتنفيعات، ولا بالتلزيمات.
هُمْ لا يُرْفعون على الأكف، هُمْ يُنْزَلون من أجل ضربة الكفّ،
هُمْ ذَنَبٌ للكلمات في الوعود، وهُمْ ذَنْبٌ للّكَمات في الحشود.
هُمْ المحرومون من “اليوم التالي” حتى قبل أن يعيشوا اليوم السابق.
هُمْ الصُمّ، هُمْ البُكم، هُمْ ليسوا البُهُم، هُمْ … والعماااااا؟؟؟
هُم لا دولار لديهم ليتابعوا سعرَهِ، ولا راتب ليخسروا تسع أعشاره،
هُم لا ودائع لهم حتى يجرّوها مزهوّين إلى قصّة الشعر.
هُمْ ليسوا من أهل الحوار ولا من جماعة المحاور،
هُمْ ليسوا أهلًا لذلك أو لتلك، هُمْ لا يُحاوَرون أصلًا.
هُمْ الذين بقوا خارج الثنائي وبعادْ عن ذوي العقدة وليس مع القوي ولا ضدّ القوية، هُمْ باقون … مَمْحِيّو الماضي، فاقِدو الأمل، مَلْغِيّو المستقبل،
هُمْ حتى بلا حاضر.
هُمْ بالتالي خارج الزبائنية والتبعية والعصبية، هُمْ خارج العشائرية والعائلية والحزبية،
هُمْ في نوبة دائمة … قلبية أولًا، ثمّ زبالية، كهربائية، بيئية، دولارية، كورونية… ودائمًا ميثاقية.
هُمْ فعلًا، لا أحد، لا شيء، لا وجود، لاحدود، لا سبب، لا…
هُمْ من بلاد “ويلٌ لأمّة لا تنتفض لِ هُمْ”.
تُصْبِحون على …هَمْ !