من الصحف الاسرائيلية
تحدثت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم عن تقديّرات وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي أن إسرائيل لن تقدم على ضمّ الأغوار، وأضاف أشكنازي في جلسات مغلقة أنّ “الجميع يفهم ذلك”، بحسب القناة.
ونقلت القناة عن مصدر مطّلع على تفاصيل مخطّط الضمّ أن الخطّة الحاليّة “مقلّصة أكثر بكثير من رغبة اليمين“، وتتقاطع تصريحات أشكنازي عن مصدر أميركي مطلع على مداولات الإدارة الأميركية أن من بين الخيارات الرئيسية المتوقع بحثها، عملية تدريجية تعلن بموجبها إسرائيل “سيادتها مبدئيا” على عدة مستوطنات قريبة من القدس المحتلة، بدلا من 30% من الضفة الغربية الواردة في خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأصلية.
كتب عاموس هرئيل مقالا في صحيفة هآرتس قال فيه انه لن يوقف غانتس خطة الضم في الضفة الغربية. وانه إذا كان هناك لأحد ما في اليسار وهم كهذا، فقد تبدد بعد اللقاء الذي جرى بين رئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع وبين المراسلين العسكريين، فغانتس لا ينوي الاستلقاء على الجدار ليوقف بجسده رئيس الحكومة نتنياهو. بل العكس.. ظهر غانتس أمس كمن يسير مع نتنياهو، بل ويبحث عن مبررات لسياسته.
وتابع: في الجولات الانتخابية الثلاث للكنيست التي انتهت جميعها دون حسم، اتبع غانتس خطاً صقورياً نسبياً في المسألة الفلسطينية.
وقال: “في الجولات الانتخابية الثلاث للكنيست التي انتهت جميعها دون حسم، اتبع غانتس خطاً صقورياً نسبياً في المسألة الفلسطينية. كان هناك من نسبوا ذلك في حينه إلى محاولة غمز مصوتي اليمين بهدف تحويل كمية كافية من المقاعد من الليكود إلى “أزرق أبيض”. ولكن الحديث كما يبدو يدور عن شيء أكثر عمقاً؛ فقد أظهر غانتس أمس تأييده الكامل لخطة ترامب، ورمى مقولة غير ملزمة بشأن حلم الدولتين، واتهم الفلسطينيين بمحاولة جر إسرائيل إلى التمركز معهم في أحلامهم العميقة. وثمة شك بأن يطرح نتنياهو مفهوماً كهذا من شفتيه. فرئيس الحكومة غارق أكثر في سباته”.
واضاف: قبل أسبوع من موعد الهدف الذي تم تحديده في الاتفاق الائتلافي للبدء في نقاشات حول الضم، لا يزال رئيس الحكومة البديل أمام جهل تام بخرائط الضم، وضباط الجيش الكبار أيضاً لم يشاهدوا بعد أي خارطة ملزمة. وحتى نتنياهو لم يجر مشاورات شاملة مع المستويات المهنية في جهاز الأمن. أما تلك التحفظات وذلك القلق الذي يساور معظم كبار قادة أذرع الأمن من تصعيد عنيف في الضفة، ومواجهة مع حماس في قطاع غزة (رئيس الأركان تحدث أمس عن إمكانية تطور قتال هناك)، وشرخ مع الأردن وتدهور العلاقات مع دول الخليج.. فكل ذلك لم يُبحث بالتفصيل داخل الحكومة أو الكابنت.
وفي “أخبار 12” تحدثوا عن خلافات شديدة بين نتنياهو وغانتس حول مسألة الضم، ولكن نغمة غانتس وأقواله تنعش افتراضاً يقول بأنه لن تحدث معركة حياة أو موت، فغانتس يعرف أن القرار النهائي ليس في يده، بل في يد نتنياهو، والنتيجة ستتحدد في نهاية المطاف وفقاً للتفاهمات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالذات مع صهره جاريد كوشنر، الأكثر معرفة منه في ما هو موجود على الأجندة. وكما يبدو، هو أكثر إصغاء لما يحدث هنا. السؤال هو إذا ما كان كوشنر سيختار رسم خط أحمر (مثلاً المطالبة بالاكتفاء بضم رمزي في “معاليه أدوميم”)، أم أنه سيصمم على بلورة التفاهمات بالمشاركة مع الليكود و”أزرق أبيض” مثلما طالب الأمريكيون من البداية؟
واوضح- انه رغم جهود رجال غانتس لتحديد صورته ومكانته العامة كرئيس حكومة بديل، يعادل نتنياهو، فإن البديل نفسه لا يبث بأنه يؤمن بذلك. الامتحان ليس في حجم قافلة الحماية التي يمليها الشاباك، بل بعلاقة القوى بينه وبين نتنياهو. وهنا يبدو أن غانتس يواصل التصرف وكأنه ما زال رئيس أركان خاضع لرئيس الحكومة، ويجد صعوبة في التحرر من ذلك.