كورونا يتمدد بالقارة الأفريقية وخسائر العالم تتجاوز 12 تريليون دولار
في الوقت الذي حذرت منظمة الصحة العالمية من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد مع رفع الدول إجراءات العزل والإغلاق، يوصل الفيروس توسيع دائرة انتشاره وتفشيه في القارة الأفريقية، فيما يتوقع الخبراء أن تصل خسائر اقتصاديات دول العالم نحو إلى 12 تريليون دولار أميركي.
وأسفر فيروس كورونا عن وفاة 483 ألفا حول العالم منذ ظهوره بالصين في ديسمبر/كانون الأول، وسجلت أكثر من 9.5 ملايين إصابات رسميا في 196 بلدا ومنطقة، فيما تعافى من الفيروس 4.8 ملايين.
وتأتي الارتفاع في الإحصائيات مع التحذيرات من النقص في الأكسجين، وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يحتاج العالم حاليا إلى حوالي 620 ألف متر مكعب من الأكسجين يوميا.
وقالت إن الأكسجين الطبي للمرضى الذين يعانون من أعراض مرض “كوفيد-19” الشديدة آخذ في النفاد.
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن فيروس كورونا يعرقل حملات تطعيم وبرامج لعلاج الملاريا والإيدز إضافة إلى العديد من الحملات الصحّية الأخرى في إفريقيا.
وقال غيبريسوس خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمه مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إنه “تمّ وقف العديد من الخدمات الأساسية جزئيا أو كليا“.
وحذر من أن “انقطاع الخدمات الأخرى مثل حملات التطعيم وعلاج الملاريا والإيدز يهدد بالقضاء على عقود من التقدّم” المحرز.
وعلى الرغم من أن إفريقيا التي سجّلت أكثر من 326 ألف إصابة بكورونا 8616 وفاة، تعتبر أقل تأثرا بالفيروس نسبيا، مقارنة بمعظم مناطق العالم الأخرى، إلا أن انتشار كورونا في القارة السمراء “يتزايد سريعا” على حد قول غيبريسوس.
وفي القارة الأميركية حذر مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أن “الوباء بالقارة الأميركية في مستوى قوي جدا، خصوصا في أميركا الوسطى والجنوبية“.
وأضاف “لحظنا وتيرة متواصلة ومقلقة، مع تسجيل الكثير من الدول ارتفاعا بنسبة 20 إلى 25% خلال الأسبوع الماضي” في عدد الإصابات.
وقال راين “للأسف، لم يبلغ الوباء ذروته في العديد من دول القارة الأميركية”، مشيرا إلى أن المستوى المرتفع لانتقال العدوى لا يسمح لتلك الدول بإنهاء العمل بـ”التدابير الصحية والاجتماعية القاسية“.
وفي الجانب الاقتصادي، قال صندوق النقد الدولي إن الأضرار التي ألحقتها جائحة كورونا بالنشاط الاقتصادي في العالم أوسع وأعمق من تقديراته السابقة، مما دفع المؤسسة الدولية إلى تقليص توقعاتها للناتج العالمي في 2020 مجددا.
وأفادت كبيرة الاقتصاديين في الصندوق غيتا غوبيناث بأن الخسائر المتوقعة للاقتصاد بسبب الجائحة تتجاوز 12 تريليون دولار أميركي خلال العامين الجاري والمقبل.
ونبه تقرير جديد لصندوق النقد إلى أنه أصبح يتوقع انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 4.9%، مقارنة مع 3% في توقعات أبريل/نيسان الماضي عندما استخدم البيانات المتاحة في وقت كانت الإغلاقات واسعة النطاق للأنشطة الاقتصادية ما زالت في بدايتها.