فحيح الجحور وضفادع الحملات
غالب قنديل
انطلقت غوغاء الضجيج وانسل الفحيح من الجحور في حملات التحريض ضد المقاومة بأحط مفرداتها وتعبيراتها بعد خطاب القائد السيد المقاوم فخلع بعض مدعي الرصانة من مرتزقة النفط أقنعتهم وانزلقوا إلى صفوف الرداحين ولم تعصمهم ادعاءات الفكر والثقافة عن ترك المحاجة المنطقية لتوسل احط السبل في شيطنة مواقف قائد المقاومة واستنباش العصبيات بأقذر تعبيراتها المتطرفة والمجاهرة بالدعوة إلى نزع سلاح المقاومة في رقصة فاجرة على اوتار التصريحات والبيانات الأميركية والفرنسية حول القرارين 1701 و1559 وهي كانت ما اوحت به السفارتان لأصحاب دعوات السادس من حزيران.
اولا بين المقاومة والمعادين لها من اللبنانيين لا تستقيم خصومة لا في الشكل ولا في المضمون فشتان بين قوة المقاومة وموقعها من الصراع الجاري في المنطقة والعالم بوصفها احد صناع التوازنات والمعادلات الكبرى وبين الطوابير الهامشية لجوقات التحريض المشبوكة الملحقة بالسفارات ومنصاتها وشتى الكتبة والكسبة المحرضين الذين يعيشون ادوارهم ويفترضون في أصواتهم ومقالاتهم انهم يمثلون القوة العظمى التي هي خصم المقاومة الفعلي وخصم قائدها المقصود بخطابه الأخير.
حيث ينطلق السيد من حساب التناقض الرئيسي ضد منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية فإن نده المباشر هي الإمبراطورية الأميركية التي يحتمي بها ويستقوي بها الكيان الصهيوني نفسه وحيث تغدو الرجعيات العربية ملحقات صغيرة في حسبة العداوة وأصل الصراع وينبغي تعداد عشرات البنود في هذه السلسلة المعادية حتى نصل إلى فلان وعلان وشيخ الطريقة اللبناني حجة البلاهة والسفاهة في منتديات الرابع عشر من آذار.
ثانيا ما كان السيد نصرالله يفكر بأي من اولئك الخصوم التفاصيل المتناثرة في رده على التهديد بالتجويع مقابل السلاح وبالذات عندما كان نذيرا بالرد القاتل فهو فقط كان يقصد الأميركي دون سواه من معسكره على قاعدة ان الصهيوني نفسه يشتغل ويتحرك بإمرة الأميركي وبتخطيط اميركي وتسليح أميركي وتذخيرأميركي وهو الأمر الواقع المكرس فعليا منذ حرب تموز.
يعرف قائد المقاومة تلك الحقيقة بالتفاصيل اليومية في إدارة الحرب التي كان فيها يقود معركة عالمية كبرى في مجابهةجورج دبليو بوش وإدارته وأساطيله وحلف الناتو مجتمعا وأربعة وعشرين جهاز استخبارات وأقمار صناعية وحيث كان الجيش الصهيوني يأتمر بتعليمات كونداليسا رايس وإليوت آبرامز نيابة عن حكومة الولايات المتحدة اما مقتل الأميركي في متناول المقاومة ففي مواضع عديدة ويمكن للخيال المريض المستتبع أن يفتح أبواب الافتراضات والتكهنات جميعها باستثناء باب الفتنة الداخلية التي استحضرها الصغار كأنما أرادو التصرف بخلفية تورطهم في الطعن من الظهر إن وقع الاشتباك الكبير بين المقاومة وإمبراطورية التجويع والحصار.
ثالثا بيد المقاومة إيلام الإمبراطورية وقتل جنودها ومدلليها من عساكر صهيون في مواضع عديدة على سطوح الماء وعلى البر الشرقي والعربي وثمة خطوط اشتباك معروفة وخطوط أخرى محتملة والمقاومة كعادتها حين تنذر تشير إلى بيوت الوجع ويفهم عدوها الاستعماري مقاصدها لأنه يعرف نقاط ضعفه.
ذلك العدو الاستعماري يعرف بدقة قدرة المقاومة وطاقتها على الإصابة والاستنزاف والاقتلاع عند الضرورة ولذلك يشكل اقتدارها وسلاحها هاجسا يقض المضاجع في واشنطن وتل أبيب وسائرعواصم الناتو أما تفاصيل الجوقات وملحقات الهيمنة الفسيفسائية فتلك لا شان لها في حساب التوازنات الفعلية وهي ليست أهلا لندية الخصومة مع المقاومة او مع قائدها الذي كان وما يزال وسيبقى حامل القضايا الكبرى وبطل المعارك الكبرى وسيد المعادلات الكبرى وهو أكبر وأعلى وأقوى من ضفادع النقيق في خنادق السموم وجحور الفتن أما إسفاف المتطاولين من الأقزام والفسافس فيفضح الخسة التي انحدروا إليها ليس إلا.