من الصحف الاسرائيلية
ذكرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان هيئة البث الإسرائيلية (“كان”) كشفت أن رئيس الموساد يوسي كوهين يستعد لإجراء مباحثات مع زعماء ورؤساء دول عربية، في محاولة للترويج لمخطط الضم الذي تعتزم الحكومة الإسرائيلية تنفيذه في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب فإن رئيس الموساد سيجري محادثات مع رؤساء وزعماء دول عربية في المنطقة، من بينها الأردن ومصر خلال الأسابيع المقبلة، وأضافت أن ذلك يأتي بهدف استماع رئيس الجهاز الإسرائيلي للاستخبارات والمهام الخاصة، إلى موقف هذه الدول من الضم والاطلاع على المخططات التي أعدتها للرد على المخطط الإسرائيلي ومحاولة تخفيف حدة رودها المرتقبة.
وأشارت إلى أنه إذا ما تطلب الأمر، فإن كوهين سيجري جولة خارجية في المناطقة، يزور خلالها دولا عربية للاجتماع بقادتها، وذلك وفقًا لمخرجات سلسلة المحادثات التي يعتزم إجراؤها خلال الفترة المقبلة.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الإثنين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والقياديين في حزب “كاحول لافان” – وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي – لم يتوصلوا خلال اجتماع عقدوه، أمس، بحضور السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، إلى اتفاق حول تنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، الذي صرح نتنياهو بأنه سيتم بحلول مطلع تموز/يوليو المقبل.
قالت صحيفة اسرائيل اليوم إن “الفجوات في المواقف بين كاحول لافان والليكود ما زالت كبيرة حتى الآن، وهي بعيدة عن ترسيم خرائط. وإلى جانب ذلك، التوتر بين الجانبين ارتقى درجة”، ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر رفيع في الائتلاف الحكومي قوله، مساء أمس، إن غانتس وأشكنازي “لم يبلورا موقفهما“.
وسعى فريدمان خلال اللقاء إلى التوصل إلى خطة عمل لتنفيذ مخطط الضم بين نتنياهو وبين غانتس وأشكنازي، حسب القناة 13 التلفزيونية، التي أشارت إلى أنه لا يوجد اتفاق بينهم حتى الآن. وكان البيت الأبيض اشترط تنفيذ الضم بموافقة “كاحول لافان” كي لا يظهر أنه خطوة نفذها حزب الليكود، وإنما تنفذها “حكومة وحدة” إسرائيلية. وحسب تقارير إعلامية، فإن غانتس وأشكنازي يعارضان خطة نتنياهو بتنفيذ الضم بشكل أحادي الجانب. وامتنع غانتس وأشكنازي عن إطلاق تصريحات والتزما الصمت حيال هذه القضية.
وقالت يديعوت إن “غانتس وأشكنازي ليسا مستعدين للبوح ما إذا كانا يؤيدان مخطط الضم. وحتى أن وزراء وأعضاء كنيست من كاحول لافان لا يعرفون ما هو موقف الاثنين، وما إذا كانا يؤيدان الخطوة إثر الانتقادات الدولية الآخذة بالتزايد ضد ضم أحادي الجانب“.
لكن مقربين منهما قالوا إن غانتس وأشكنازي يؤيدان خطة “صفقة القرن” التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “ويعتقدان أن الضم يجب أن يكون منسقا مع الولايات المتحدة والأردن، وأن فرض السيادة ينبغي أن يتم بمسؤولية، والافضل أن يتم ذلك من خلال خطوة كبيرة وفقط بالتنسيق مع دول العالم، وخاصة الولايات المتحدة والأردن”. وفي المقابل، يطالب نتنياهو بتنفيذ الضم كخطوة أحادية الجانب.
ونقلت “اسرائيل اليوم” عن مصادر في الليكود قولها إنه في أعقاب معارضة المستوطنين، تطالب الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية بإضاحات. وقالوا إن “الأميركيين يقولون لنا إن ’العالم العربي كله ضد صفقة القرن، والأوروبيين ضدها أيضا، واليسار الأميركي والإسرائيلي يعارضان. والآن اليمين يعارض أيضا، فلماذا ينبغي تنفيذ هذه الخطة؟ ماذا يمكن الرد عليهم؟“.
وقال قياديون في حزب الليكود للصحيفة إنه لا توجد خريطة مقررة لحدود مخطط الضم، “يوجد بحوزة رئيس الحكومة أكثر من عشر خرائط، وفي كل واحد سيناريو مختلف، وغايتها إجراء المحادثات مع الأميركيين ومن الجائز أن يأخذوا في نهاية الأمر جزءا من خريطة معينة، ويضيفونها إلى قسم آخر من خريطة أخرى، وهكذا ينشأ شيئ ما بالتنسيق مع الأميركيين“.
وأضاف القياديون في الليكود أنه “إذا لم يحدث فرض السيادة الإسرائيلية، فإن هذا سيكون بسبب قادة المستوطنين الذين يعارضون الخطة فقط لا غير. إنهم مجانين. عديمو المسؤولية. وعلى ما يبدو لن تكون هناك إدارة أميركية داعمة لإسرائيل والاستيطان كالإدارة الحالية. وإذا لم يحدث هذا (الضم) الآن، فإنه إهدار لفرصة تاريخية، وسيسجل باسم قادة المستوطنين“.
من جانب، أشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم، إلى أن الصيغة النهائية لمخطط الضم “لن تُحسم بموجب توازن القوى بين الليكود وكاحول لافان في الحكومة، ولا بموجب اعتراضات قادة جهاز الأمن (الجيش والشاباك). ويبدو أن نتنياهو يستخف بكاحول لافان وثمة شك إذا كان يولي أهمية لجهاز الأمن، رغم أنه كان يميل في الماضي إلى الإنصات لتحذيرات الجيش الإسرائيلي والشاباك“.
وأضاف هرئيل أن “مصير الضم وحجمه سيتحدد في نهاية الأمر بين واشنطن وإسرائيل، ووفقا للضغوط التي ستمارس على البيت الأبيض، وبعد حسم الخلافات الداخلية في طاقم السلام في الإدارة الأميركية” أي بين فريدمان الذي يؤيد ضما أحادي الجانب، وبين مسؤول السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وصهر ترامب، جاريد كوشنر، الذي يؤيد تنفيذه في إطار “صفقة القرن” وبالتنسيق مع دول عربية، خاصة الأردن ودول الخليج.
وذكرت القناة 11 التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية “كان”، مساء أمس، أنه خلال المداولات الأمنية مع المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، عبّر كل من رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، ناداف أرغمان، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عن “تقديرات متشائمة” ورجحا أن يؤدي الضم إلى تصعيد أمني في المنطقة، في حين عبّر رئيس الموساد، يوسي كوهين، عن “تقديرات أكثر تفاؤلا” فيما يتعلق برد الفعل العربي والفلسطيني على مخطط الضم. وقالت القناة إن كوهين بصدد إجراء محادثات مع مسؤولين في دول عربية، من أجل فهم موقفهم من الضم، وربما سيزور رئيس الموساد لاحقا عددا من هذه الدول، في محاولة لإقناع قادتها بتأييد الضم.