من الصحف الاميركية
أسابيع الغضب والحزن بعد مقتل جورج فلويد أعادت النقاش العام بشأن وحشية الشرطة في الولايات المتحدة، وإلى جانب المطالب بإصلاح هذا الجهاز ظهر طلب آخر هو إلغاء تمويله، واعتبرت هذا الشعار الاستفزازي في أبسط صوره دعوة مرحبا بها لإعادة تصور السلامة العامة في البلاد.
ونظرا لأن الاحتجاجات السلمية المتقدة لا تظهر أي علامات على التراجع وتظهر استطلاعات الرأي مستويات عالية من الموافقة على إصلاح الشرطة، فإن الصحف ترى أن اللحظة تبدو مواتية لإصلاح إدارات وإجراءات الشرطة، وأشارت في ذلك إلى مشروع قانون مهم لإصلاح الشرطة والعديد من مشاريع القوانين المحلية في جميع أنحاء البلاد كشف الديمقراطيون في الكونغرس النقاب عنها.
حذر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز من تزايد خطوة تنظيم داعش في العراق مع الزيادة الملحوظة في هجماته خلال الفترة الماضية رغم أنها أقل حجما مما كانت عليه قبل إعلان هزيمته، فيما كشف عن وجود خطط أمريكية لتقليل عدد قواتها في العراق الى 3 آلاف فقط.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن التنظيم شن مؤخرا هجمات صغيرة بأسلحة خفيفة وبتكلفة أقل من السابق، مشيرة إلى الهجوم الأخير على قرية مكشيفة في محافظة صلاح الدين الذي استخدمت فيه عناصره قذائف صاروخية ومدفع رشاش خفيف وبنادق كلاشنيكوف.
ولكن على الرغم من أن المعركة الأخيرة ضد داعش أدت إلى تدمير قيادته وسيطرته وخفضت بشدة هجماته في العراق وسوريا، بدأت هجمات التنظيم في “الارتداد” خلال العام الماضي وزادت بشكل مطرد منذ منتصف عام 2019، وفقا لبيانات جمعها مايكل نايتس وأليكس ألميدا من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ونقلتها صحيفة نيويرك تايمز.
وقال نايتس للصحيفة إنه “بالإضافة إلى الهجمات الصغيرة” التي يشنها التنظيم، فإنه “يحاول خلق معاقل ريفية“.
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن التنظيم كثف عملياته في المناطق الريفية بمناطق ديالى وصلاح الدين وشمال بغداد وكركوك ونينوى، وكانت الأهداف في البداية نقاط تفتيش الشرطة والفصائل في المناطق النائية واغتيال المسؤولين المحليين الذين رفضوا التعاون معه، لكن مع انشغال قوات الأمن العراقية بفرض الحظر خلال جائحة كوفيد-19، حصل التنظيم على قدر أكبر من الحرية لشن عملياته.
وفي شهر أبريل وحده نفذ داعش بحسب تقارير سابقة، 87 هجمة إرهابية في تلك المناطق، أسفرت عن مقتل 183 شخصا، وأكدت السلطات العراقية وقوع 23 هجمة منها في الأسبوع الأول من شهر أبريل وحده.
وأطلقت الحكومة العراقية حملة عسكرية واسعة ضد داعش بدعم من التحالف الدولي في كركوك والحدود الفاصلة بينها وبين محافظة صلاح الدين. وجاء ذلك بعد أن شهدت المنطقة تحركات مكثفة لعناصره، مستغلين الطبيعة الوعرة التي يصعب على القوات العراقية تأمينها بشكل كامل.
وقتل 19 عنصرا من تنظيم داعش خلال ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي في العراق قبل أيام، أسفرت أيضا عن تدمير 46 كهفا شمال غربي كركوك.
تقرير نيويورك تايمز أشار إلى أن سبل التعامل مع العودة “الهادئة” للتنظيم وأشكال المساعدة الأميركية الممكنة ستكون محور النقاشات التي سيجريها المفاوضون الأميركيون والعراقيون الذين بدأوا حوارا استراتيجيا
وقالت الصحيفة إن تزايد نشاط داعش في الفترة الماضية يأتي وسط نقاش حول مصير القوات الأميركية في العراق، التي يبلغ عددها حاليا نحو 5200 جندي ويتولون مهام مكافحة الإرهاب وتدريب القوات العراقية
وقالت الصحيفة إن مسؤولي البنتاغون يعتقدون أنهم قادرون على تنفيذ المهمة في العراق بأقل من نصف عدد القوة الحالية ولديهم بالفعل خطط لخفض عدد القوات لتكون بين 2500 إلى 3000
هل يمكن حماية ليبيا من التقسيم؟ سؤال طرحه إيشان ثارور في تقرير بصحيفة واشنطن بوست وقال فيه إن الحرب الأهلية في ليبيا تدخل مرحلة جديدة حاسمة، فالحملة التي قادها أمير الحرب المتمرد خليفة حفتر ومضى عليها 14 شهرا ضد الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس تراجعت بشكل واسع.
وقامت قوات الحكومة التي دعمتها تركيا بوقف مكاسب حفتر وسيطرت على قواعد عسكرية مهمة وتخوض معارك بمناطق في وسط البلاد للسيطرة على مدينة سرت، وهي المدينة التي ولد فيها الرئيس القذافي وقتل أيضا فيها على يد مجموعات مسلحة من منطقة الغرب، وكانت السنوات التي تبعت نهاية القذافي كارثية على هذا البلد الغني بالنفط حيث شهدت معارك وخلافات بين جماعات مسلحة وقبائل كلها تحاول السيطرة على أرصدة البلد النفطية. وحاولت الحكومة الهشة السيطرة وتأكيد شرعيتها خارج المدن التي كان يسيطر عليها إسلاميون متشددون وتجار البشر على شواطئ البحر المتوسط، وأدت الحروب الداخلية إلى تشريد عشرات الآلاف من الليبيين ووفاة الآلاف.
ويقول إن الحرب بين حكومة الوفاق الوطني وما يعرف بالجيش الوطني الليبي التابع لحفتر تحولت إلى حرب بالوكالة، إذ تدعم كل من قطر وتركيا الحكومة المعترف بها دوليا فيما يحظى حفتر بدعم كل من روسيا ومصر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة. ولكل واحدة من هذه الدول سبب مختلف للتدخل في النزاع، ولا تستطيع أي منها إنهاء الحرب بنفسها وبالطريقة التي تريدها. ولكن حفتر يبدو في وضع صعب، ففي الأسبوع الماضي خسرت قواته معقلها القوي في ترهونة التي تبعد 40 ميلا جنوب- شرق العاصمة طرابلس. وكانت إشارة عن تراجع حظوظ حفتر الذي حاصرت قواته مرة طرابلس والتي اشتملت على قوة من المرتزقة الروس والسودانيين.
ويقول ولفرام لاتشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية: “يعني سقوط ترهونة نهاية هجوم حفتر على طرابلس” و”لم تعد لديه فرصة للسيطرة على السلطة، وستترك هزات على تحالفه الذي قام على فكرة الوصول إلى السلطة. والآن وبعد هزيمة تحالفه فسيقوم تحالفه بإعادة النظر في ولاءاتهم”. وبدا حفتر المقهور في نهاية الأسبوع إلى جانب عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري، حيث أعلن عن قبوله من طرف واحد وقف إطلاق النار. وقبل ذلك من أيام ظهر عدوه فائز السراج في أنقرة حيث تعهد بـ “سحق العدو“.
وقال طارق المجريسي، المحلل في الشؤون الليبية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الأوروبية: “كل نقاط الثقل تتغير”، وأضاف: “ليس من الواضح ما سيكون عليه الحال بعد أن ينجلي الغبار ولكن في هذه الحالة بات حفتر مهزوما”. وأكدت كل من تركيا وروسيا على التزامهما بالعملية السياسية، إلا أن سلسلة من المفاوضات الفاشلة تعني أن حل الأزمة لا يزال بعيدا.
ويقول إيماليانو أليساندرو من معهد الشرق الأوسط: “في ضوء دعوة عدد من الأشخاص بدائرة حفتر الضيقة لوقف العنف هناك فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات”، مضيفا أن عملية سرت تشير إلى أن المواجهة لم تنته بعد ولن يتم العودة إلى محادثات ذات معنى إلا عندما يتم استنزاف المكاسب العسكرية. وبالنسبة للاعبين الإقليميين تظل ليبيا المكان الذي يحققون من خلالها أجندتهم. فالخلافات الحادة بين دول الخليج تم نقلها إلى التناحرات بين الميليشيات الليبية المسلحة، أما نشر روسيا وأنقرة قواتهما فقد حول الدول الأوروبية إلى مراقب لا حول له ولا قوة. ورغم محاولة المسؤولين الأتراك استحضار التاريخ العثماني وعلاقته بليبيا لتبرير انخراطهم في النزاع إلا أن المنفعة الحقيقية لتركيا منه جاءت على شكل اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة السراج والتي منحتها حقوقا في التنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر.