الدفاع الألمانية: سحب القوات الأميركية يضعف أمن الناتو
صرّحت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب أن خطط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لسحب أكثر من ربع القوات الأميركية من ألمانيا قد تضعف حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة نفسها أيضا.
ووافق ترامب على خطة لخفض إجمالي عدد القوات المتمركزة في ألمانيا من 34500 إلى ما لا يزيد على 25000، وفقا لتقارير “واشنطن بوست” و”وول ستريت جورنال”، لكن وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور أخبرت الصحافيين بأن برلين لم يتم إبلاغها بأي خطوة من هذا القبيل.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الأمور الداخلية، لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس” أن هناك خططا لنقل القوات، قائلا إن البعض يمكن أن يذهب إلى بولندا بينما يمكن للآخرين الذهاب إلى مكان آخر.
وقال المسؤول إن القرار جزء من جهود الرئيس ووزارة الدفاع لمراجعة أوامر المقاتلين حول العالم. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة ستلحق ضررا بالناتو ككل أكبر من دفاع ألمانيا عن نفسها، بحسب ما ذكرت أنيغريت كرامب.
وأضافت أن “الحقيقة هي أن وجود جنود أميركيين في ألمانيا يخدم أمن الناتو بأكمله، بما في ذلك أمن الولايات المتحدة نفسها، هذا هو الأساس الذي نعمل عليه معا“.
في بروكسل، تجنب أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) الرد على سؤال بشأن القرار، وقال إنه بشكل عام “على مدار السنوات القليلة الماضية رأينا في الواقع زيادة في الوجود الأمريكي” في أوروبا.
وأضاف قائلا إن “ما يمكنني قوله إننا نتشاور باستمرار معه الولايات المتحدة، وحلفاء الناتو الآخرين بشأن التموضع والوجود العسكري في أوروبا“.
وحثت إدارة ترامب ألمانيا على إنفاق المزيد على دفاعها لتحقيق هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وقد أثار المسؤولون الأميركيون في الماضي إمكانية نقل القوات كتهديد مبطن.
وبناء على هذا، قال منسق الحكومة للعلاقات عبر الأطلسية، بيتر باير، إذا تم تأكيد الخطة فإنها لن تكون مفاجأة لكنها مزعجة عندما تعلم أولا بالاحتمال من خلال التقارير الإعلامية.
وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية “دي بي أيه” قائلا إن “العلاقات الألمانية – الأميركية يمكن أن تتأثر بشدة بقرار من هذا القبيل من جانب الرئيس الأميركي … إن الأمر لا يقتصر على 9500 جندي فحسب، بل يتعلق أيضا بأسرهم، وبالتالي حوالي 20000 أميركي. وهذا من شأنه أن يكسر الجسور عبر المحيط الأطلسي“.
ولت الأيام التي كانت تتمركز فيها مئات الآلاف من القوات الأميركية في ألمانيا كحصن ضد احتمال الغزو السوفيتي. اليوم، أصبحت البلاد مركزا لعمليات عسكرية أمريكية أوسع.
تشمل المرافق قاعدة رامشتاين الجوية، وهي بالغة الأهمية للعمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا ومقر قيادة القوات الجوية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، والمركز الطبي الإقليمي لاندستول الذي أنقذ حياة عدد لا يحصى من الأميركيين المصابين في العراق وأفغانستان، ومقر كل من القيادة الأوروبية الأمريكية والقيادة الأمريكية الإفريقية في شتوتغارت.
كما أن ألمانيا تتضمن أيضا مقرا الجيش الأميركي في أوروبا في فيسبادن، وقاعدة للطائرات طراز “إف – 16” فيسبانغدالم، ومنطقة التدريب غرافنفور، أكبر مرفق تدريب للناتو في أوروبا.
وقال باير إن “إذا تم تأكيد ذلك، على المرء أن يسأل نفسه عن تأثير ذلك على الناتو والبنية الأمنية في أوروبا“.
وتزيد ألمانيا من إنفاقها الدفاعي، وقد ظلت قضية القوات في حالة خمول لعدة شهور. ولم يتضح بعد سبب طرحها مرة أخرى، لكن قرار ترامب جاء بعد وقت قصير من قول المستشارة، أنغيلا ميركل إنها لن تحضر قمة مجموعة السبع شخصيا في الولايات المتحدة إذا قرر الرئيس المضي قدما فيها. وبعد فترة وجيزة من إعلان المستشارة، قال ترامب إنه يؤجل القمة.
واعترف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في نهاية الأسبوع أن العلاقات الحالية مع واشنطن “معقدة”، وأعرب عن مخاوفه في مقابلة مع صحيفة “بيلد” من أن حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية يمكن أن تزيد من استقطاب واشنطن وإذكاء السياسة الشعبوية.