والت: ترامب يصبّ الزيت على النار لتعزيز فرصه الانتخابية
رأى الكاتب ستيفن والت في مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن “أسلوب استعراض القوة ضد المتظاهرين الذي يعتمده الرئيس دونالد ترامب، قد يحوّل المظاهرات السلمية إلى عنيفة، وقد يدفع بالمزيد من المتظاهرين إلى الشارع ما سيؤدي إلى إنقلاب الجهاز الأمني على الزعيم أو حل هذا الجهاز“.
وأضاف الكاتب أن “المتظاهرين في الولايات المتحدة لا يحاولون تدمير المؤسسات العامة أو تغيير النظام الدستوري”، مشيرا إلى أن “تقديرات جهاز الـ“FBI” تفيد أن حركة “أنتيفا” (Antifa) لا تؤجج العنف“.
وتابع الكاتب أن “التهديد الاكبر للنظام الدستوري لا يأتي من المتظاهرين وإنما من البيت الأبيض”، لافتا إلى أن “القادة العسكريين الاميركيين سواء الحاليين أو السابقين يحاولون صد ترامب لهذا السبب، ويدركون أن لا حاجة إلى القوة المفرطة، التي يرغب الرئيس الأميركي فرضها“.
واعتبر أن “ما يحصل اليوم يكشف بوضوح أن ترامب رئيس غير كفؤ ويائس، ولم يعد لديه اي اوراق أخرى ليلعبها”، وقال إن “الرئيس لا يملك أي خطة لإعادة إحياء الإقتصاد المتدهور في أميركا، جراء سوء تعامله مع أزمة “كورونا“”.
على صعيد السياسة الخارجية، قال الكاتب إن “النهج الذي تبناه ترامب أدى إلى “تزايد جرأة” الخصوم وإغضاب الحلفاء، دون أن يحقق اي أنجاز حقيقي”، مضيفا انه “لا يعرف كيفية معالجة هذا الموضوع“.
والت اعتبر أن “الملاذ الوحيد لترامب أصبح زرع الإنقسامات قدر المستطاع، وإن أدى ذلك إلى إلحاق ضرر دائم بالولايات المتحدة”، وقال إن “من مصلحة ترامب أن تزداد وتيرة العنف، وذلك من اجل إبعاد الانظار عن اخفاقاته وإقناع الشعب الأميركي أن هناك تهديد خطير للنظام العام يبرر إستخدام كافة الوسائل“.
وشدد الكاتب على أن “الرد المناسب هو حرمان ترامب من “المذبحة” التي يريدها، وإثبات أن المقاومة المدنية السلمية هي اكثر فاعلية بكثير من التمرد العنيف”، مضيفاً أن “العنف يسهل على الدولة تبرير القمع“.
وأشار والت إلى أن “بعض المشاكل في أميركا تتخطى الخطوط العرقية، وتجسد الغضب حيال النخبة السياسية والإقتصادية”، موضحا أن “هذه النخبة عملت لمصلحتها أكثر مما عملت على معالجة الحاجات الإجتماعية“.
وتابع أن “الغضب موجه حاليا نحو قوات الشرطة التي ترفض الإصلاحات وإقالة الضباط الذين يرتبكون الإنتهاكات بشكل مستمر”، معتبر أن “الغضب الشعبي موجه كذلك نحو “وول ستريت” (البورصة الاميركية) ونحو شخصيات داعمة للحروب مثل جون بولتون واليوت ابرامز“.
ولفت الكاتب إلى أن “ترامب كان قد روج لنفسه خلال حملته الإنتخابية عام 2016 على أنه شخص من خارج المؤسسة وتوعد بمحاسبة رجال الأعمال بسبب المشاكل التي تعاني منها أميركا”، وقال إن “الخدعة أصبحت مكشوفة بالكامل وأن ترامب عين في إدارته شخصيات من اللوبيات وموالين له وأفراد من اسرته لا يتمتعون بالكفاءة“.
وبحسب الكاتب ترامب ظهر عاجزا تماما أمام أزمة وباء “كورونا” وتدهور الوضع الإقتصادي، معتبرا أن “المهارات السياسية الوحيدة التي يمتلكها ترامب هي الكذب والمدح الذاتي وإلقاء اللوم على الآخرين“.
وتوقع والت أن “تزداد حدة الغضب الشعبي بشكل كبير خلال الفترة المتبقية حتى الإنتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، وأن لا ينحصر بموضوع بالعنصرية”، محذرا من “إستنزاف المدخرات لذى المواطنين الأميركيين“.
وأضاف أن “ترامب سيصب الزيت على النار على أمل إشعال الوضع وتعزيز فرصه، وفي حال إستمرت المظاهرات قد يستخدمها ذريعة ليظهر أمام قاعدته بصورة الزعيم القوي”، وقال إن الرئيس الأميركي قد يصدر التعليمات لوزير العدل ويليام بار بإيجاد حجج قانونية تبرر تأجيل الإنتخابات، وقد يحاول إستخدام قوات الامن من أجل قمع عملية التصويت“.
وختم والت قائلا إن “كل السيناريوهات ممكنة كون ترامب أصبح لا يملك أي خيارات أخرى”.