من الصحف الاميركية
لفتت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان حركة طالبان الأفغانية قالت إن رئيس مكتبها السياسي عبد الغني برادر التقى في العاصمة القطرية الدوحة المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد ومسؤولا عسكريا أميركيا لبحث عدة قضايا، أبرزها تسريع إطلاق سراح السجناء، وبدء المفاوضات الأفغانية.
كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست إن ميت رومنى أصبح أول سيناتور جمهورى يُعرف مشاركته فى واحدة من المسيرات التى شهدتها العاصمة الأمريكية واشنطن ضد العنصرية فى أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة فى مدينة مينيابوليس قبل أسبوعين تقريبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رومنى، السيناتور عن ولاية يوتاه والمرشح الرئاسى السابق، سار مع مئات من الإنجيليين فى حشد تحول فى النهاية إلى أكثر من ألف متظاهر، وكان رومنى مرتديا لكمامة ولم يكن ظاهرا بشكل واضح بين المتظاهرين.
وقال رومنى فى مقابلة معه أنه أراد إيجاد طريقة لإنهاء العنف والوحشية والتأكد من فهم الناس أن حركة السود مهمة. وظهرت السيناتور الديمقراطية كامالا هاريس وزميلتها إليزابيث وارن بين حشود المتظاهرين الغاضبين، لكنهم كانوا سلميين غلى حد كبير فى المنطقة، وقام رمز الحقوق المدنية النائب جون لوليس بجولة فى المنطقة التى أعيد تسميتها مؤخرا باسم “حياة السود مهمة بلازا” صباح أمس الأحد مع عمدة واشنطن موريل بوسر.
وكان النائب الجمهورى ويل هورد قد شارك فى المظاهرات فى ولايته تكساس الأسبوع الماضى، لكن رومنى هو أول سيناتور جمهورى يعلن انضمامه لمظاهرة. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس ترامب، الجمهورى أيضا، نفسه الأسبوع الماضى رئيس القانون والنظام وأعاد نشر خطاب من المدعى العام السابق يشير إلى المتظاهرين كإرهابيين.
تناولت صحيفة نيويورك تايمز هزائم الجنرال المتمرد حفتر وأثرها على الفضاء السياسي في ليبيا. وقال مراسل الصحيفة ديكلان وولش إن مبادرة وقف إطلاق النار في القاهرة هي محاولة لتقليل خسائر حفتر التي كشفت عن نفوذ تركيا الحاسم على الجانب الآخر من الحرب، التي تقف مع حكومة الوفاق الوطني.
ويرى وولش أن حجم وسرعة انهيار حفتر أدهشت الليبيين ويقول المحللون إن تراجعه لن يكون نهاية لحملته التي استمرت 14 شهرا على العاصمة بل وتؤشر إلى مرحلة يتشكل فيها الفضاء العسكري والسياسي للبلد.
ونقلت الصحيفة عن طارق المجريسي: “كل الإشارات تسير نحو التغير”. وأضاف الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “ليس من الواضح ما ستؤول إليه الأمور بعدما ينجلي الغبار. ولكن حفتر أصبح مهزوما. وهذه هي المرة الأولى التي نراه يقدم تنازلات أو عرضا للتسوية منذ عودته إلى ليبيا عام 2014“.
وتعتبر ليبيا من أغنى دول القارة الإفريقية من ناحية احتياطات النفط، وتعيش في حالة من الفوضى منذ العملية التي قادها حلف الناتو والولايات المتحدة للإطاحة بالزعيم معمر القذافي عام 2011. وقاد اندلاع قتال بين الفصائل الليبية إلى حرب إقليمية ودولية بالوكالة حيث ضخت فيها الدول المال والسلاح والمرتزقة لكل جانب في الحرب. وتحول البلد على مر السنوات إلى دولة مقسمة بين الشرق والغرب، حيث سيطر حفتر على بنغازي في الشرق، أما حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة فقد سيطرت على طرابلس في الغرب. ونشرت تركيا بوارج حربية وطائرات بدون طيار ومقاتلين سوريين، حيث حققت القوات التابعة لحكومة الوفاق سلسلة من الانتصارات التي أدت لهزيمة قوات حفتر وإخراجهم من الغرب ودفعتهم للهروب إلى الشرق.
وبعد استعادة السيطرة على مطار طرابلس بداية الأسبوع تقدمت القوات نحو مدينة ترهونة وسيطرت عليها يوم الجمعة وترك مقاتلو حفتر وراءهم مروحيات وأنظمة دفاع عسكرية روسية ومخازن هائلة من الذخيرة. وبحلول السبت كانت قوات الحكومة قد وصلت إلى سرت التي تبعد 230 ميلا عن العاصمة طرابلس إلى الشرق. وتعرضت قوات الحكومة لهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار حسب مصادر الأخبار الليبية. وبدأت عمليات إنتاج النفط في جنوب طرابلس بعدما هربت قوات حفتر. وبدأ الإنتاج في حقل الشرارة.
ويقول ولفرام لاتشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن السؤال المطروح عما ستفعله روسيا. وهرب مئات من المرتزقة الذين أرسلتهم شركة واغنر المقربة من الكرملين من حول العاصمة إلى قاعدة عسكرية في الشرق. ويمكن للروس استخدام قوتهم الجوية لمنع قوات الحكومة التقدم نحو الهلال النفطي الذي يشكل مركز الصناعة النفطية الليبية ولا يزال بيد حفتر.
وهناك إمكانية كما قال لاتشر هي أن المبادرة المصرية التي أعلن فيها عن وقف إطلاق النار قد تكون مقدمة لغارات جوية مصرية أو قوة أخرى ضد قوات الحكومة. وقال: “أرى أنها تحذير لقوات الحكومة أن مصر ستفرض خطا أحمر لو لم تتوقف عن تقدمها” و”يريد المصريون استمرار سيطرة حفتر على الهلال النفطي”. ومع ذلك فالهزائم تعتبر تغيرا في حظوظ حفتر (76 عاما) الذي كان رصيدا لسي آي إيه. ومنذ ظهوره عام 2014 عرف بأنه رجل مشاكس يريد السيطرة بالقوة ولا يهتم بالسياسة وحاول اللعب بحلفائه الأجانب ولم يخف نيته السيطرة على البلاد بقوة السلاح.
ولكن الزعيم المشاكس بدا وقد تأدب يوم السبت في القاهرة، حيث اقترح أنه مستعد لتطبيق وقف إطلاق النار بدءا من الإثنين. ولكنه هاجم في خطابه ما سماه “الاستعمار التركي” ودعا لإخراج كل المقاتلين والأسلحة الأجانب. والمفارقة أن حفتر اعتمد بشكل قوي على المرتزقة الأجانب والدعم العسكري من حلفاء الخارج لكي يقوم بعمليته الفاشلة ضد طرابلس. وكانت حملته تسير بشكل جيد وبدعم من الروس حتى كانون الثاني/ يناير عندما تدخلت تركيا إلى جانب حكومة الوفاق الضعيفة.
وتدخل أردوغان في المعمعة بدوافع تجارية وإستراتيجية. وقبل موافقته على نشر قواته وقع سلسلة من المعاهدات العسكرية والتجارية مع الحكومة منحته حقوقا في مياه شرق البحر المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي. ولكن الحرب في ليبيا منحته فرصة للرد على منافسته الإمارات العربية المتحدة. وكشف عن أثر التدخل العسكري التركي في غضون أشهر.
وتم نشر الضباط الأتراك لفرض النظام داخل القوات التابعة للحكومة، فيما تم إرسال فرقة من المقاتلين السوريين. وأسهمت الطائرات بدون طيار التركية في سحق خطوط الإمداد لحفتر، ودمرت الشهر الماضي سلسلة من أنظمة الدفاع الروسية التي اشترتها الإمارات دعما لحفتر. ويقول المحللون إن تركيا وروسيا قد تبتعدان عن المواجهة المباشرة وربما توصلتا لصفقة في ليبيا.
وربما واجه حفتر تحديا في قاعدة سيطرته في الشرق التي همش فيها المنافسين له. ويعلق لاتشر أن هناك الكثير من القوى واللاعبين و”ربما رأى بعض الموالين له فرصة لتحسين مواقعهم، فيما سيجد بعض من همشوا أو نفوا إلى خارج شرق ليبيا للرد عليه، وهو مزيج متفجر” كما يقول.