من الصحف البريطانية
تواصل الصحف البريطانية الصادرة اليوم متابعة الشؤون العالمية على الرغم من أن تأثيرات وباء كوفيد-19 لا تزال تهيمن على عناوين الكثير من تلك الصحف، حتى مع البدء في التخفيف التدريجي لإجراءات الإغلاق العام.
في الغارديان نطالع مقالاً للكاتبة نسرين مالك يتناول تطورات الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة عقب مقتل مواطنها الأسود، جورج فلويد، بيد أحد رجال الشرطة.
وترى الكاتبة أن “العنصرية في أمريكا ليست استثناء في تعامل الشرطة بل هي القاعدة” السائدة.
وتنقل الكاتبة عن صحيفة واشنطن بوست أن إلقاء القبض على مراسل أسود يعمل لصالح قناة سي إن إن خلال تغطيته للاحتجاجات في مينيابوليس “كان علامة على التفكك الأمريكي”، على حد وصفها.
وتقول مالك إن بعض الأمريكيين شرعوا، بعد تولي ترامب الرئاسة، في إجراء “مقارنات في خداع الجمهور بين الإدارة الأمريكية والديكتاتوريات العربية” وذلك جراء “التدخل في عقيدة الجيش ، والتصرفات الخرقاء والمبتذلة باسم التدين“.
وتضيف مالك أن كثراً في الولايات المتحدة مؤمنون بثبات القيم والمثل والمؤسسات الديمقراطية الأمريكية و”يثقون في الاعتقاد بأن فضيلة أمريكا الراسخة ستسود في النهاية، حتى عندما ينتهكها بعض ضباط الشرطة بالهراوات، ويتم توثيق انتهاكاتهم بالهواتف المحمولة”. ولكن هذا، في رأي الكاتبة، لا يمحو من الذاكرة تعليق الإجراءات القانونية التي كانت ملزمة في التعامل مع سجناء معتقل خليج غوانتانامو، “وتعذيب وقتل ملايين المدنيين الأبرياء في حروبها من فيتنام إلى العراق“.
وتنتقد الكاتبة بشدة طريقة تعامل ترامب مع تلك المبادئ والتقاليد وترى أنه “يمثل تحدياً لهذه التقاليد”، وتجادل بأن خطاب ترامب وأوامره الواضحة “تفتح الشهية لخنق الاحتجاجات” بعد ثلاث سنوات من الاستقطاب المرتبط بنهج ترامب.
في صحيفة الـ “صن” نشر تقريراً يحذر فيه وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من احتمال ” أن تواجه المناطق، التي تضررت بشدة من تفشي الوباء، مستقبلاَ، إجراءات أكثر صرامة من غيرها“.
وفي حديثه للصحيفة قال هانكوك إن “سياسيين من عدة أحزاب يحذرون من أن الشواطئ البريطانية يمكن أن تكون بؤراً لموجة ثانية من تفشي الوباء، ما قد يضطر السلطات إلى إغلاقها بسبب تدفق الزوار” عليها.
ونقل تقرير الصحيفة عن عضوة البرلمان البريطاني في برايتون، بافيليون كارولين لوكاس، القول إنها قلقة من “أن اختبارات الحكومة للفيروس وتتبعها للمصابين لم يكن متقدمًا بما يكفي، حتى الآن، للتعامل مع الآلاف الذين يتجهون إلى الساحل الشهير، جنوب البلاد“.
وبحسب الصحيفة سيمثل ذلك كارثة بالنسبة للمدينة التي يعتمد اقتصادها على السياحة “إذا اضطرت السلطات إلى إعادة فرض إجراءات الإغلاق الصارمة محليًا بسبب ارتفاع معدل الإصابة الذي تسبب به جزئيًا الآلاف من الزوار“.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الذي أعلن عن بدء رفع قيود الإغلاق، قد حذر من خطر “فقدان 3 ملايين وظيفة “.
ونقلت الصحيفة عن خبراء القول إن من الواضح “إنه إذا ما واصل الكثير من الناس زيارة شواطئنا والتصرف بطريقة غير مسؤولة، سيتعين على الحكومة القيام باتخاذ خطوات لتقييد الوصول إلى شواطئ البلاد“.
وفي سياق متصل نقرأ في صحيفة “ميرور” تصريحاً للمستشار العلمي في الحكومة البريطانية، البروفيسور جون إدموندز، يقول فيه إن “المملكة المتحدة أجرت الإغلاق العام لمواجهة وباء كوفيد19- بعد فوات الأوان” وهو ما “كلف خسارة الكثير من الأرواح“.
ويأتي تعليق إدموندز بعد إعلان رئيس الحكومة البريطانية، بوريس جونسون، عن إجراءات لخفض تدابير الإغلاق العام “على الرغم من مخاوف العلماء ” من استمرار خطر تفشي الوباء.
لكن الإعلان عن تدابير تخفيف القيود لا تزال متزامنة مع قدرٍ عالٍ من التحذيرات للجمهور باتباع توصيات العلماء والأطباء بشأن سبل الوقاية من العدوى.
وتشير الصحيفة إلى تصريحات للبروفيسور إدموندز ، أدلى بها لبي بي سي، قال فيها إن “الأمر لم ينته بالتأكيد” وأن “ثمة طريقاً طويلاً لنقطعه، وإذا استرخينا فإن هذا الوباء سيعود بسرعة كبيرة. نحن بحاجة إلى توخي الحذر“.
ويقول البروفيسور إدموندز إن البيانات “السيئة”، التي صدرت في مارس/آذار الماضي، جعلت من الصعب “الضغط على الزناد” في الوقت المناسب على حد قوله.
غير أن وزير الصحة مات هانكوك قال إنه “لا يوافق على ذلك”، وسط تقارير تفيد بأن “رئيس الوزراء وضع المزيد من الخطط لتخفيف الإغلاق، في الأسابيع المقبلة، للحول دون فقدان الملايين لوظائفهم“.
وتشير الصحيفة إلى أنه “سيُسمح للكنائس وأماكن العبادة بإعادة فتح أبوابها للصلاة اعتبارًا من الخامس عشر من الشهر الجاري”. كما تفيد بأن رئيس الوزراء “يعكف على وضع خطط لترتيبات حفلات الزفاف الداخلية والخارجية الصغيرة ، وللحانات والمقاهي لاستئناف تناول الطعام في الهواء الطلق” خلال الأسابيع المقبلة.