بالمراجعة والمحاسبة نحصن بلادنا من الفتنة /معن بشور

   ما جرى من تداعيات لما نشر عن تعرض مشبوه وخطير لرموز دينية، تجمع كل المرجعيات الدينية على تحريم التعرض لها،يكشف هشاشة العلاقات الاجتماعية بين مكونات البلد ويؤكد على أهمية قراءة خلفية ما جرى بنظرة موضوعية هي وحدها القادرة على تعطيل كل الالغام التي يتبعها الأعداء لتفجير الوطن…

ان اسراع مرجعيات دينية وسياسية إلى إدانة التعرض للرموز الدينية والدعوة إلى عدم الانجرار إلى الفتنة أمر مطمئن دون شك، لكن ما يطمئن أكثر هو دراسة الاسباب العميقة والمباشرة لهذه الهشاشة التي تعيشها العلاقات بين مكونات يجمعها وطن واحد..بل وحتى دين واحد ومصير واحد….والسعي لمعالجة هذه الأسباب من جذورها…خصوصا ان كل لبناني عاقل يدرك أن لبنان لا يقوم على فئة واحدة أو رأي واحد وأن أي محاولة لإلغاء مكون واحد أو لتهميشه تؤدي حتما لإلغاء البلد برمته، وفي احسن الأحوال لتهميش دوره وإضعاف مكانته…

المطلوب،من الجميع، إجراء محاسبة دقيقة وحاسمة لكل مثيري الفتن ايا كانوا، ومعالجة سريعة التداعيات ما حدث، بالإضافة الى مراجعة جريئة وشجاعة وجادة والخروج من الثقافة الأحادية الفئوية الضيقة إلى رحاب الثقافة الوطنية الوحدوية الجامعة…حينها لا يمكن لهتاف مشبوه أو فيديو مفبرك أن يفعل ما فعله في البلد امس وفي مساء يوم كان علينا أن نتذكر فيه الحرب الإسرائيلية الطويلة على لبنان عموما وعلى بيروت خصوصا….والتي يبدو أنها ما زالت مستمرة…ولو بأشكال جديدة