ليبيا: قوات الوفاق تستعيد مطار طرابلس
أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي الواقع جنوب العاصمة الليبية، بعد معارك عنيفة مع القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، استمرت ساعات.
وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق، العقيد محمد قنونو، في بيان إن “قواتنا حرّرت مطار طرابلس العالمي بالكامل”، وأضاف “قواتنا تلاحق فلول ميليشيات حفتر الهاربة باتجاه قصر بن غشير” جنوب شرق طرابلس.
ومطار طرابلس الدولي هو المطار المدني الأكبر في ليبيا لكنّه خارج الخدمة منذ 2014 بعدما شهد مواجهات عسكرية.
وبدأت عملية مطار طرابلس عبر شن ضربات بواسطة طائرات بدون طيار استهدفت أهدافا ومواقع لآليات قوات حفتر داخل طرابلس.
ومنذ أسبوعين تشنّ قوات حكومة الوفاق عمليات برية واسعة نجحت في فرض طوق كامل على المطار قبل التمكن من دخوله.
ونشرت مواقع إخبارية وقنوات محلية صورا تظهر انتشارًا كثيفًا لقوات حكومة الوفاق على أرض المطار. ولم تصدر القوات الموالية لحفتر حتى الآن أي تعليق على خسارتها المطار، وهي الأكبر منذ خسارة قاعدة “الوطية” الجوية الشهر الماضي.
وتشنّ القوات الموالية لحفتر منذ نيسان/ أبريل من العام الماضي هجومًا للسيطرة على طرابلس.
ومنذ أن بدأت قوات حكومة الوفاق الوطني عملية “عاصفة السلام” مدعومة بطائرات تركية بدون طيار نهاية آذار/ مارس الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على قاعدة “الوطية” الجوية الإستراتيجية.
وسبق ذلك استعادة مدن الساحل الغربي، لتكون المنطقة الممتدة من العاصمة طرابلس غربا وصولا إلى معبر رأس جدير الحدودي مع تونس، تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق بالكامل.
وفي هذه الأثناء قالت وكالة الإعلام الروسية إن نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، أحمد معيتيق، وصل إلى موسكو أمس الأربعاء، لإجراء محادثات.
وتأتي التطورات الأخيرة بعيد إعلان الأمم المتحدة استئناف محادثات عسكرية بهدف التوصل الى وقف لإطلاق النار في ليبيا.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا إن الطرفين المتحاربين في البلاد وافقا على استئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وحقّقت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا تقدّما ميدانيا كبيرا في الأشهر الأخيرة، بعد أن تفاقم النزاع في ليبيا اعتبارا من العام الماضي، من جراء التدخلات الخارجية المتزايدة، علما بأن الإمارات وروسيا تدعمان قوات حفتر.
وعقدت مبعوثة الأمم المتحدة بالوكالة، الأميركية ستيفاني وليامز، اجتماعا عبر الفيديو مع “الاعضاء الخمسة من وفد ‘الجيش الوطني الليبي‘ (قوات حفتر)”، كما أعلن الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك؛ وقال في تصريح صحافي إنّ “اجتماعًا مع وفد حكومة الوفاق الوطني مرتقب في الأيام المقبلة“.
وفي باريس أبدت الرئاسة الفرنسية، في بيان صدر عنها، “قلقها البالغ” إزاء الأوضاع في ليبيا، متخوّفة من اتّفاق بين تركيا وروسيا “يخدم مصالحهما” على حساب مصلحة البلاد. وأضاف بيان الإليزيه “نحن أمام خطر كبير يتمثّل بأمر واقع عند حدود أوروبا، يعرّض أمننا للخطر“.
ورغم نفيها علنًا أيّ دعم للواء حفتر، يُعتقد أن باريس تراهن على رجل شرق ليبيا القوي في النزاع الدائر في البلاد، خلافا للشرعية الدولية ومواقفها الرسمية.