بوتـيـن ابلغ القيادة السوريـة دعمه الكامـل لمواجهة الضغوط الاميركية رضوان الذيب
دخول قانون قيصر الاميركي حيز التنفيذ في أول حزيران والبدء بتطبيقه في 17 حزيران في الاساس يستهدف اولا واخيرا الشعب السوري عبر اجراءات وحصار اقتصادي شامل بدأ منذ 2016 وبالتالي فإن قانون قيصر لا يحمل جديدا سوى التشدد في الحصار على رجال الاعمال وكل من يتعامل مع النظام السوري وهو موجه اصلا ضد روسيا والصين بالدرجة الاولى ويستهدف ايضا الامارات والكويت ودولا اسيوية وافريقية تتعامل مع سوريا علما ان القانون يستثني مواد طبية وغذائىة وهو لا يشمل مناطق الاكراد والمسلحين. اما بالنسبة للبنان فإن المصارف اللبنانية تساهم بالحصار عبر حجز اكثر من 13 مليار دولار لرجال اعمال سوريين بناء على طلب اميركي ورضوخ لبناني.
ازاء هذه التطورات الخطيرة ابلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده لن تقف مكتوفة الايدي و«تتفرج» على انهيار سوريا وحصار كل دولة تتعامل مع روسيا، ولذلك طلب بوتين من المسؤولين في وزارتي الخارجية والداخلية الروسية الاتصال الفوري بالقيادة السورية عبر ممثله الشخصي في دمشق للموافقة علي توسيع الموانئ الروسية على الشاطئ السوري واعطاء مناطق اضافية لتوسيع هذه المنشآت كي تصبح جاهزة لاستقبال البواخر المدنية الغذائىة وكل ما تحتاجه سوريا لان هذه الموانئ باتت روسية من الناحية القانونية ولا تخضع لقانون قيصر الاميركي وكذلك اعطاء مناطق اضافية للعسكريين الروس وتوسيع القاعدة الروسية في طرطوس.
وعلم ان الاجتماعات بدأت بين الجانبين السوري والروسي وان الحكومة السورية بصدد اعطاء الموافقة لان هذه الموانئ لا تخضع للعقوبات الاميركية من الناحية القانونية ولا قدرة لواشنطن على اعتراض البواخر الروسية كون ذلك سيؤدي الى توترات كبيرة رغم ان الخطوة الروسية تعتبر ردا على القرار الاميركي وسترفع من نسبة التوتر بين الدولتين فوق الاراضي السورية عبر مناوشات يومية بين الجانبين.
وعلم ايضا ان المهندسين الروس والسوريين سيبدأون قريبا بتوسيع المنشآت وخصوصا المدنية منها وافادت المعلومات ان العلاقات الروسية السورية تشهد الان اعلى درجات التنسيق ووصف الموفد الشخصي لبوتين الاصوات المشككة بالعلاقة بين البلدين بالقول لصحيفة الوطن السورية «القافلة تسير والكلاب تنبح» مشيرا الى ان الاتصالات تتركز حاليا على الشق الاقتصادي والمالي والنفطي. واشارت معلومات الى تحسن كبير في تزويد المواطنين السوريين بالطاقة وتراجع ازمة «الخبز» خلال الايام الماضية.
وفي مجال الرد على الاجراءات الاميركية والتركية قدمت روسيا دفعة جديدة من طائرات ميغ 29 الحديثة وجرى استلامها في قاعدة حميميم الروسية الاسبوع الماضي عبر عرض جدي شارك فيه الطيارون الروس والسوريون في حضور كبار الضباط في البلدين ودخلت هذه الطائرات العمل والهدف من ذلك تعزيز وتطوير وتحديث الاسطول الجوي الروسي.
وفي المعلومات ايضا ان الروس دخلوا بقوة بمفاوضات مع تركيا ادت لازالة كل العقبات والموانع التي كانت تفترض فتح طريق M4 التي تربط اللاذقية في حلب وسيكون لهذه الطريق الاثر الاقتصادي الكبير وازالت القوات السورية كل الالغام وتم فتح الطريق امام المدنيين.
وحسب مصادر مطلعة فإن الاجراءات الروسية تهدف الى تعزيز صمود سوريا واقتصادها في وجه قانون «قيصر» الذي يستهدف اولا واخيرا روسيا والصين وستكون الصين الى جانب روسيا في الدفاع عن سوريا في ظل معلومات مؤكدة نشرتها الصحف الاميركية عن ابلاغ المسؤولين الصينيين للاميركيين تمسكهم بالرئىس بشار الاسد وبوحدة سوريا كما ان ايران لن تقف ايضا «متفرجة» على حصار سوريا وسترفض الضغوط الاميركية على الحكومة العراقية لاقفال كل المعابر مع سوريا والا تعرضت الشركات العراقية للعقوبات. وبالتالي تنتظر ايران موقف الحكومة العراقية في مفاوضاتها مع واشنطن حول هذا المطلب وهذا من رابع المستحيلات تحقيقه، اما اقفال الاردن لمعابره فسيكون الاقتصاد الاردني اول المتضريين وتحديدا رجال الاعمال فيما اكثر المتحمسين في لبنان لاغلاق الحدود تنفيذا للقرار الاميركي فهؤلاء يعرفون ان ذلك شبه مستحيل ولا قدرة للحكومة اللبنانية على اتخاذ مثل هذا الاجراء علما ان سوريا هي المتضرر الاول من عمليات التهريب وتحديدا في قطاع الدواء حيث يتم تهريب الدواء السوري المدعوم للامراض المستعصية والضغط، والسكري الى لبنان وبأسعار زهيدة كما ان لبنان لا يستطيع ان يكون طرفا في مواجهة كبرى خوفا من ضياعه تحت «الدعس».
في ظل هذه الاجواء فإن حصار سوريا بالكامل كما تطمح واشنطن لا يمكن تحقيقه وانجازه، والضغوط على سوريا تعود لليوم الاول لاستلام الرئيس الراحل حافظ الاسد مقاليد الحكم في السبعينات.
كما تجاوزت سوريا الحصار السابق ستتجاوز الحصار الحالي، وهي تعرف مع محور المقاومة جيدا اوراق القوة التي تمتلكها في ظل ازمة عاصفة تجتاح اميركا قبل الانتخابات الرئاسية الاصعب والاقسى في تاريخ الولايات المتحدة التي جاءت الاحداث الاخيرة لتؤكد ان اميركا لم تعد مؤهلة لقيادة العالم، والاحادية سقطت مع صعود النجم الصيني مدعوما عسكريا بالروس، وربما تكون ساحة المواجهة بين الطرفين في سوريا والعراق مع الاحتلال الاسرائىلي في تموز وهذا يفرض تحصين الساحة اللبنانية بدلا من لعب «العيال» في ظل قرار روسي ايراني صيني يمنع المس بالرئىس بشار الاسد كونه الضامن الوحيد لسوريا ولمصالح هذه الدول في المنطقة.