نيويورك تايمز: ترامب يقودنا إلى حافة الهاوية
حذر الكاتب الصحفي الأميركي بول كروغمان من أن الولايات المتحدة باتت على شفا الهاوية بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب الذي يوشك أن يحرض على حرب أهلية في البلاد.
وأشار كروغمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن أبرز ما قدمه ترامب للطبقة العاملة البيضاء في الولايات المتحدة، والتي تشكّل معظم قاعدته الشعبية، هو توفير غطاء للعداء العنصري وإقراره، وأن علاقته بالشرطة أوضح مثال على ذلك.
ففي الخريف الماضي شارك بوب كرول، رئيس اتحاد شرطة مينيابوليس، في مسيرة مؤيدة لترامب شكر خلالها الرئيس على إنهاء القمع الذي كانت تتعرض له الشرطة في عهد باراك أوباما، وعلى السماح بوضع الأصفاد في معاصم المجرمين بدلا من تكبيل الشرطة.
وقد أوضحت أحداث الأسبوع الماضي ما عناه كرول بنزع الأصفاد عن أيدي الشرطة، حيث قوبلت المظاهرات التي خرجت احتجاجا على وحشيتها بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطي في مينيابوليس بمزيد من القمع بما في ذلك العنف غير المسبوق ضد وسائل الإعلام، وفقا للكاتب.
وقال كروغمان إن ترامب عمد إلى صب الزيت على النار بدلا من محاولة تهدئة الأمة، ويبدو أنه بات قريبا للغاية من محاولة التحريض على حرب أهلية.
وأشار المقال إلى أن ترامب وفي مكالمته مع حكام الولايات أمس الاثنين، لم يبد أي بادرة على تفهمه لوجود ما يبرر المظاهرات واسعة النطاق التي تجتاح المدن الأميركية، أو أن عليه أن يلعب دورا في توحيد الشعب المنقسم على نفسه، وبدلا من ذلك، حمل ترامب المسؤولية عن كل أعمال العنف لليسار الراديكالي، واتهم حكام الولايات بالضعف، وأصر على أنه يجب عليهم أن يكونوا أكثر صرامة مع المتظاهرين، وأن يحكموا سيطرتهم على الوضع، وأن عليهم اعتقال الناس وتقديمهم للمحاكمة.
كما أشار الكاتب إلى أن الجمهوريين استغلوا مشاعر العداء العنصري على مدى عقود من الزمن للفوز في الانتخابات، على الرغم من الأضرار التي تلحقها تلك الأجندات السياسية بمصالح العمال، ولكن ترامب يدفع الآن بتلك الإستراتيجية المشؤومة لتحقق قمة نجاحها.
وقال كروغمان إن ترامب يحرض بشكل فعال على العنف من قبل مؤيديه من ناحية، ومن ناحية أخرى بات قريبا جدًا من رد عسكري على الاحتجاجات الشعبية، وليس من المتوقع أن يواجه أي معارضة تذكر من بقية الجمهوريين بهذا الصدد.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن ترامب لن ينجح في إثارة حرب عرقية في المستقبل القريب، رغم تلهفه الواضح لإيجاد ذريعة لاستخدام القوة، ولكن الأشهر المقبلة ستكون سيئة للغاية على الأرجح.
وختم كروغمان بالتساؤل، إذا كان ترامب يشجع على العنف ويتحدث عن حلول عسكرية لمواجهة احتجاجات سلمية، فماذا سيفعل هو وأنصاره إذا ظهر أنه سيخسر الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام؟.