سننغص عليهم فرحتهم ، بسلاحهم الأخير أ . علي سلمان
بقدر ما هو المشهد سوداوي ، يوجد أمل كبير بأن يكون لنا في هذا الاستعصاء أمل كبير بالخروج الآمن من براثن أشرس عدوان وقع علينا .
فلا يستهينن أحد بحجم التغيرات االتي تجري في العالم كله والتي لا يستطيع أحد أن يتحكم بنتائجها .
ربما نحن أمام مفترق طرق بين زمنين وعالمين . عالم قديم كما نعرفه ، وعالم جديد ما زالت شروطه وقوانينه غامضة جدا . و سبب كل هذه الفوضى ، هو أننا ندخله جميعا مرغمين ، لأننا لم نكن جاهزين ، مثلنا مثل كل دول العالم تقريبا .
ربما ما يبعث على الأمل بالنسبة لنا كسوريين ، أننا في كل مرة ومع كل تغيير كبير بالسياسات الدولية ، نحصل على فرصة جديدة . وهذا ما سيحصل قريبا ، والسبب أننا صمدنا وقتا طويلا أكثر بكثير من الوقت الذي افترض الاعداء أنهم بحاجة له لسحقنا .
نعم كان صمودا مكلفا جدا على كافة الأصعدة . ولكن لم تكن أمامنا خيارات آخرى . وفقط من يعرف حقيقة أهداف الربيع العربي الذي أوقفنا انتشاره ، يعلم جيدا أهمية ما فعلناه وضرورته القصوى .
سوريا – العراق – لبنان ، ثلاث دول على صفيح ساخن يتعرضون لضغوط هائلة لكي يبقوا متفرقين .
استعملوا كل ما يستطيعون استعماله لإسقاط مكامن القوة فيهم ، حققوا انتصارات كبيرة ، ولكننا صمدنا .
ولم يعد أمام الأعداء إلا استعمال سلاح واحد سلاح خطير ، وهو سلاح الاقتصاد . ولكنهم يعرفون أيضا أن لهذا السلاح الذي يملكونه آثارا جانبية مفيدة جدا لنا ، وهذا ما ينغص عليهم فرحتهم . ولهذا جعلوه السلاح الاخير .