الأردن يؤكد لبريطانيا وأميركا رفض الضمّ
بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مخطّطات الاحتلال لضمّ مناطق في الضفة الغربية مع وزيري الخارجيّة الأميركي والبريطاني.
وبحسب ما ذكرت وكالة “بترا” الحكوميّة، فإنّ الصّفدي بيّن لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، موقف بلاده “الرافض لأي ضم لأراض فلسطينية باعتباره تقويضًا لفرص السلام”، وكرّر الدعوة إلى “تكاتف الجهود لإطلاق مفاوضات مباشرة وجادة لحل الصراع على أساس حل الدولتين سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يشكل ضرورة للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين“.
بينما دعا الصّفدي وزير الخارجيّة البريطاني إلى “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل وسريع لحماية فرص السلام من الخطر غير المسبوق الذي سيمثله تنفيذ إسرائيل قرارها ضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت في فلسطين المحتلة“.
وثمّن الصفدي، بحسب وكالة “بترا”، “موقف بريطانيا الداعم لحل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل خيارًا إستراتيجيًا فلسطينيًا وعربيًا وضرورة إقليمية ودولية“.
وأكد الصّفدي أهمية الدور البريطاني في جهود إيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو هذا الحل من خلال إطلاق مفاوضات مباشرة جادة وفاعلة، كما ثمّن الصفدي الدعم الذي تقدمه بريطانيا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ومنتصف الشهر الجاري، حذّر الملك عبد الله الثاني من أنّ ضمّ إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية سيؤدي إلى “صِدام كبير” مع الأردن.
ورفض التصريح إن كان الأردن سيعلّق العمل بمعاهدة وادي العربة، واكتفى بالقول “لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جوًا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط“.
وتساءل “هل التوقيت مناسب فعلًا لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما“.
وأردف أنّ “القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية“.
بينما ذكرت صحيفة “هآرتس”، الأسبوع الجاري، أنه خلال الأشهر الأخيرة بعث الأردن إلى إسرائيل “تحذيرات مفصلة وشديدة للغاية” حول تخوف الأردن من فرض “سيادة” إسرائيل على المستوطنات وغور الأردن، ووصلت رسائل كهذه إلى جهاز الأمن الإسرائيلي وبضمنها محادثات مع مقربين من رئيس حزب “كاحول لافان”، بيني غانتس، الشريك المركزي في الحكومة الجديدة التي يتوقع تشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو. ويعتقد مسؤولون في جهاز الأمن أنه “في ظروف متطرفة، قد تؤدي الضغوط الداخلية على الملك إلى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل أيضا“.
ودفعت تصريحات الملك عبد الله وزيرَ الخارجيّة الإسرائيلي الجديد، غابي أشكنازي، إلى القول إنّ “السلام مع جيراننا بمثابة كنز إستراتيجي ومن المهم الحفاظ عليه، هناك أهمية قصوى لتطوير والدفاع نحو تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع مصر والأردن إنهما حليفان مهمان”.