من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم إن العالم لا يزال بعيد جدا عن مناعة القطيع من فيروس كورونا. وأوضحت الصحيفة أن الرسالة التى خرجت بها مجموعة دراسات جديدة حول العالم والتى تحاول تحديد عدد الأشخاص المصابين، هى أن الفيروس التاجى أمامه طريق طويل ليقطعه.
وأوضحت أن عدد الحالات الرسمية للإصابات أقل من العدد الفعلى، لكن حتى فى نتائج من مجموعة جديدة من الدراسات التى تختبر الشعب على نطاق أوسع لتقييم كل شخص تعرض للإصابة، فإن نسبة الأشخاص الذين أصيبوا حتى الآن لا تزال بالأرقام المفردة، وهذه الأرقام هى جزء من العتبة المعروفة باسم مناعة القطيع، حيث لم يعد الفيروس ينتشر على نطاق واسع، فعتبة مناعة القطيع الدقيقية للفيروس التاجى الجديد ليست واضحة بعد، لكن العديد من الخبراء قالوا غنهم يعتقدون أنها ستكون أعلى من 60%.
وحتى فى بعض المدن الأكثر تضررا حول العالم، فإن الدراسات تشير إلا أن الأغلبية الكاسحة من الناس لا يزالوا معرضين للفيروس.
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم إلغاء تأشيرات الدخول للطلاب والباحثين الصينيين الذين لهم علاقة بالكليات المرتبطة بجيش التحرير الشعبي الصيني.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر تؤكد أن، المسؤولين الأمريكيين يناقشون طرقا مختلفة “لمعاقبة الصين” على أفعال تتعلق بالمنطقة الإدارية الخاصة بالحكم الذاتي في البلاد (هونغ كونغ).
وبحسب بعض المسؤولين الأمريكيين، فقد يؤثر الإجراء الجديد على 3 آلاف طالب على الأقل، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في مشاريع بحثية مهمة، إذ يدرس ويعمل حوالي 360 ألف طالب صيني في الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقا لأحد المسؤولين الذين لم يجر الإفصاح عن اسمه، في بعض الحالات، يتوقع من الطلاب الموفدين إلى الخارج جمع المعلومات كشرط للدراسة.
وفي وقت سابق أعلنت السلطات الأمريكية، أنها تدرس فرض عقوبات على السلطات الصينية “بسبب أفعال” تتعلق بهونغ كونغ.
يحاول العلماء وخبراء الأوبئة إيجاد الإجابات العلمية المثبتة لأحد الألغاز التي طرحها التعامل مع فيروس كورونا المستجد على مستوى الاختلاف الكبير في أعداد الوفيات وأسباب ارتفاعها في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا مقارنة بالقارة الأسيوية التي سجلت أقل عدد من الضحايا لهذا الفيروس الفتاك.
صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أفردت مساحات واسعة للحديث عن هذه الظاهرة التي حيرت العلماء من خلال تقرير كشفت من خلاله عن الاختلافات الصارخة في معدل الوفيات في جميع أنحاء العالم وهو ما شد انتباه الباحثين في هذا المجال والذين يحاولون حل أحد شفرات هذا الفيروس القاتل.
تعد آسيا من بين أسرع الدول التي تعاملت بجدية مع وباء كورونا من خلال اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة بفرض التباعد الاجتماعي في وقت مبكر من بداية الأزمة الصحية العالمية .
لكن الباحثين يدرسون أيضًا عوامل أخرى ، بما في ذلك الاختلافات في علم الوراثة واستجابة الجهاز المناعي ، وسلالات الفيروس المنفصلة والتباينات الإقليمية في مستويات السمنة والصحة العامة.
سجلت الصين ، حيث ظهر الفيروس أواخر العام الماضي في ووهان ، أقل من 5000 حالة وفاة ، وهو ما يعني ثلاث حالات وفاة لكل مليون نسمة.في حين لم يتجاوز عدد الوفيات في اليابان سبع وفيات لكل مليون ساكن و6 وفيات لكل مليون في باكستان و5 في كوريا الجنوبية وإندونيسيا 3 وفي الهند ثلاث وأقل من واحد لكل مليون ساكن في تايلاند فيما تؤكد دول فيتنام وكمبوديا ومنغوليا أنها لم تسجل أي وفيات ذات صلة بكورونا.
في المقابل سجلت ألمانيا حوالي 100 حالة وفاة لكل مليون ساكن وحوالي 180 حالة في كندا لكل مليون و 300 وفاة في الولايات المتحدة لكل مليون في حين ارتفع العدد ٱلى أكثر من 500 وفاة لكل مليون في كل من بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا.
ورسم بعض العلماء في جامعة تشيبا اليابانية مسار الفيروس في جميع أنحاء العالم وقالوا إنهم لاحظوا تفاوتات إقليمية صارخة.
وقال أكيهيرو هيساكا ، من كلية الدراسات العليا للعلوم الصيدلانية بالجامعة: “هذا يعني أننا بحاجة إلى مراعاة الاختلافات الإقليمية أولاً ، قبل تحليل السياسات والعوامل الأخرى التي تؤثر على انتشار العدوى في أي بلد بعينه“.
أرجع العلماء أن من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أعداد الوفيات في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية قد يكمن في التردد الكبير في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة بعدما اعتقدوا أن الوباء بعيد وغير مهدد.
أما في آسيا فإن التجربة السابقة مع أوبئة السارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد أتاحت الفرصة لاستجابات أسرع بكثير للتهديد الجديد.
وعلى سبيل المثال ، تمت الإشادة بتايوان على نطاق واسع لاستجابتها السريعة للوباء ، بما في ذلك الفحص المبكر للقادمين من ووهان الصينيةكما قامت كوريا الجنوبية ببناء برنامج ضخم لفحص وتعقب وعزل المرضى.
ولكن في اليابان والهند وباكستان والفلبين فإن عدد الوفيات المنخفض نسبيًا حير العديد من العلماء.
تلعب التركيبة السكانية أيضًا دورًا في التفاوتات الإقليمية. ربما كان السكان الأصغر سنا في أفريقيا أكثر مقاومة من المجتمعات القديمة في شمال إيطاليا ، على سبيل المثال.
أما في اليابان فإن هناك اعتقادا شائعا بأن النظافة والعادات الجيدة ، مثل ارتداء الأقنعة وتجنب المصافحة ، ساعدت في إبطاء انتشار الفيروس ، في حين أن الرعاية الصحية الشاملة وتركيز الدولة على حماية المسنين ربما ساهمت في تخفيض عدد المتوفيين.
أظهر البحث الذي أجراه فريق في جامعة كامبريدج كيف تحور الفيروس أثناء مغادرته شرق آسيا وسافر إلى أوروبا، مشيرًا إلى احتمال أن تكون السلالة الأولية قد “تم تكييفها مناعياً أو بيئياً مع قسم كبير من سكان شرق آسيا” وكانت بحاجة إلى أن تتحول إلى خارج تلك المنطقة للتغلب على المقاومة .
وقال بيتر فورستر ، عالم الوراثة الذي قاد هذه الدراسة ، إن هناك “بيانات سريرية محدودة للغاية” حول كيفية تفاعل سلالات الفيروس المختلفة مع مجموعات سكانية مختلفة. وأشار مع ذلك إلى أن السؤال “يجب متابعته” حول ما إذا كانت سلالات مختلفة قد أدت إلى معدلات الوفيات المتناقضة.
اشار الياباني تاسوكو هونجو الحائز على جائزة نوبل ،وهو طبيب وعالم متخصص في المناعة ،إلى أن الأشخاص الذين لديهم أصول آسيوية وأوروبية لديهم اختلافات هائلة في الجينات التي تتحكم في استجابة الجهاز المناعي للفيروس.
كما أكد العلماء في جامعة شيبا أن مجموعة كاملة من العوامل الوراثية المحتملة قد تُكيف استجابة الجسم للفيروس وتستحق مزيدًا من الدراسة – حتى مع التأكيد على أنه لا يوجد دليل حتى الآن لدعم الفكرة.
أكد تاتسوهيكو كوداما من جامعة طوكيو أن الدراسات الأولية تظهر أن أجهزة المناعة لدى الشعب الياباني تميل إلى التفاعل مع الفيروسات التاجية الجديدة كما لو كان لديهم تعرض سابق لها ، وتلاحظ أن هناك قرونًا من تاريخ الفيروسات التاجية الناشئة من شرق آسيا. ويمكن تفسير لغز انخفاض معدلات الوفيات في شرق آسيا بوجود الحصانة.
واقترحت دراسات أخرى أن معدلات التطعيم ضد السل ربما لعب دورًا ، لأن هذا اللقاح يمكن أن يسبب استجابة تعزز المناعة على مستوى الخلية.