من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الرد القطري على تهمة هضم حقوق العمال الأجانب في ظل أزمة فيروس كورونا، وما وراء إعلان ترامب تعاطيه دواء لم يثبت العلم فعاليته في علاج الوباء، وشرح لـ “سلبيات” قانون الهجرة المقترح في بريطانيا وتأثيره على عمال الرعاية الصحية الأجانب، الذين يؤدون دورا بطوليا في الحفاظ على الأرواح من مرض كوفيد 19 القاتل.
في رسالة إلى الغارديان تدافع الحكومة القطرية عن موقفها في مواجهة المزاعم بإهمال العمال الأجانب في أثناء وباء كوفيد 19.
وفي الرسالة قال ثامر حمد آل ثاني نائب مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري، إن بلاده “تحمي العمال المهاجرين خلال وباء فيروس كورونا“، وحسب الرسالة، فإن الانتقادات مبنية على “حوادث فردية“.
كانت الغارديان قد نشرت في السابع من الشهر الجاري تقريرا بعنوان “العمال المهاجرون في قطر يتسولون الطعام مع ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد 19“.
ويقول ثامر إن المقال “تحدث عن حالات معزولة لا تمثل، رغم أهميتها لحكومتنا، بدقة تجربة الغالبية العظمى من العمال في قطر”.
ويشير إلى أن قطر فرضت قيودا مؤقتة لمكافحة انتشار الفيروس، ما أثر على الأعمال التجارية وحركة الناس.
أي تغييرات في الراتب أو الإجازة غير المدفوعة تتطلب موافقة كل من العامل وصاحب العمل. وإذا انتهى عقد العامل، يجب على صاحب العمل الاستمرار في توفير الغذاء والسكن، دون تحميل الموظف التكلفة، حتى يمكن إعادته إلى وطنه على نفقة صاحب العمل
ويقول “يُطلب من أرباب العمل توفير الرواتب والأغذية والسكن لجميع العمال، بمن فيهم أولئك الذين لا يستطيعون العمل بسبب فيروس كورونا“.
وحسب الاستراتيجية القطرية فإن “أي تغييرات في الراتب أو الإجازة غير المدفوعة تتطلب موافقة كل من العامل وصاحب العمل. وإذا انتهى عقد العامل، يجب على صاحب العمل الاستمرار في توفير الغذاء والسكن، دون تحميل الموظف التكلفة، حتى يمكن إعادته إلى وطنه على نفقة صاحب العمل“.
وتؤكد الرسالة أن الحكومة القطرية تطبق هذه القوانين بصرامة.
وفي هذا السياق “أجرت الحكومة أكثر من 8000 عملية تفتيش لمواقع العمل والإقامة“.
وفيما يتعلق بالإجراءات العملية ضد أرباب العمل المخالفين، تقول الرسالة ” أصدرنا 309 استدعاءات قضائية منذ بداية الوباء”، وإضافة إلى ذلك تعمل السلطات القطرية “على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لمراقبة الامتثال وضمان دفع أجور جميع العمال في الوقت المحدد، من خلال نظام حماية الأجور الالكتروني“.
وتلفت الرسالة إلى أن الحكومة “أطلقت خدمة شكاوى في بداية الوباء (لتمكين) العمال من تقديم شكاوى ضد أصحاب العمل الذين لا يوفون بالتزاماتهم… وتم حتى الآن تسوية 88 في المئة من الشكاوى، بينما نسبة الـ 12 في المئة المتبقية لا تزال قيد المراجعة“.
كان تقرير الغارديان قد أشار إلى أن معدلات الإصابة بالمرض في قطر هو من بين أعلى المعدلات في العالم.
غير أن الرد القطري يقول إن “الإجراءات التي اتخذتها قطر إدت إلى واحدة من أدنى معدلات الوفيات في العالم. ونحن ملتزمون بحماية حقوق أكثر من 1.5 مليون عامل وافد في بلادنا“.
وناقش نوح بيرلاتسكي في تقرير من نيويورك لصحيفة الإندبندنت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يتعاطي دواء هيدروكسيكلوروكوين، المضاد للملاريا، لوقاية نفسه من فيروس كورونا.
يقول الكاتب” يعتمد أقصى اليمين على بيع زيت الثعبان. وهذا هو السبب في أن تناول هيدروكسيكلوروكوين ليس مفاجئا”.
ويضيف أن ترامب وكثيرين في شبكة فوكس نيوز يروجون لعقار هيدروكسيكلوروكوين على أنه علاج يشبه المعجزة لفيروس كورونا، على الرغم من عدم وجود دليل على أنه فعال.
ويقول الكاتب “على العكس، لم تجد دراسات متعددة حتى الآن أي فائدة من الدواء، وحذرت إدارة الغذاء والأدوية الأمريكية من أن استخدامه له علاقة بحدوث مشاكل في القلب”.
ويشير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشجع فيها ترامب على استخدام علاجات، لا تقرها أبحاث طبية، أو حتى غريبة تماما. فقد اقترح في شهر أبريل/نيسان الماضي أنه يمكن محاربة الفيروس عن طريق حقن الناس بمادة التبييض.
ويقر الكاتب بأنه ليس اليمينيون وحدهم هم الذين يروجون لأدوية وهمية، ويقول “هناك بالطبع أناس، من اليسار، يبيعون علاجات وهمية أيضا“، غير أنه يضيف أن “تأثير اليمينيين تزايد خلال العقد الماضي.”
ويضرب المثالين التاليين: “منذ عام 2013 ، حقق أليكس جونز، وهو مذيع راديو يميني ويروج لنظرية المؤامرة ، جزءا كبيرا من دخله من بيع مكملات النظام الغذائي الخاصة به لجمهوره الساذج. وأوصل بن كارسون ، وزير الإسكان والتنمية الحضرية الحالي، بشكل يثير الخزي شركة المكملات الغذائية Mannatech لتكون جزءا من المناظرات الرئاسية عام 2015“.
إن بيع زيت الثعبان وبيع التعصب ليسا مختلفين، يقول الكاتب، “فكلاهما يعتمد على ازدراء للجمهور واحتقار للحقيقة“.
ويختم نوح مقاله بالقول “يطفو ترامب وأتباعه في ضباب الباطل. وهذا يجعلهم سخفاء ومثيرين للسخرية، كما يعني أيضا أنه يمكن إقناعهم بفعل أي شيء تقريبا، حتى لو كان ذلك يعني الإساءة إلى أجسادهم“.