فلسطين القضية والبوصلة… تحدّد معسكر الأعداء والأصدقاء حسن حردان
مرّ على احتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية، وتشريد أبناء شعبنا منها، 72 عاماً، لكن كلّ هذه العقود من الزمن لم تلغ حقيقة انّ فلسطين هي القضية المركزية للأمة، وبوصلتها التي تحدّد الأعداء والأصدقاء…
أولاً، تحدّد انّ من يقف مع فلسطين وكفاح شعبها لتحريرها والعودة إليها، إنما هو من يرفض الاعتراف بالكيان الصهيوني الاستعماري، ويدين اتفاقات الذلّ والعار المساومة على حقوق الأمة في فلسطين، ويدعم وينصر المقاومة الشعبية والمسلحة، ويدافع عنها في مواجهة الحرب الناعمة، الخبيثة والمسمومة، التي تشنّ ضدّ المقاومة من قبل الحكومات الصهيونية والأميركية الغربية والعربية الرجعية التابعة، والتي تعمل على محاولة وصم المقاومة بالإرهاب لتشويه صورتها الناصعة والإساءة إلى سمعتها… كما تحدّد انّ من يقف مع فلسطين حقاً، يجب أن يدعم ويساند جبهة المقاومة في المنطقة الممتدّة من لبنان وسورية وفلسطين مررواً بالعراق واليمن، وصولاً الى إيران الثورة…
ثانياً، تحدّد من يقف مع أعداء فلسطين ومقاومتها وجبهة المقاومة، ويدعم العدو، ويعمل على محاولة النيل من شرعية المقاومة، ويقيم العلاقات مع الكيان الصهيوني ويروج لثقافة الهزيمة والاستسلام، ويتآمر ضدّ قوى المقاومة، ويوظف الإمكانيات والقدرات العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية لمحاصرة المقاومة في فلسطين، وتقويض جبهة المقاومة التي تنصر فلسطين، كما يعمل على ضرب كلّ نهج استقلالي يرفض التبعية للغرب ويقاوم الاحتلال الصهيوني…
انطلاقاً من ذلك يمكن القول:
1 ـ انّ استهداف جبهة المقاومة، دولاً وحركات مسلحة، من قبل الأنظمة العربية الرجعية التابعة للغرب، إنما لأنّ هذه الجبهة المقاومة تشكل السند الأساسي لقضية فلسطين ومقاومة شعبها، وتقف حائلاً دون تنفيذ خطة القرن الأميركية الصهيونية الهادفة إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وتطويبها ملكاً للصهاينة المستعمرين، وتحويل الكيان الصهيوني من كيان غاصب غير شرعي إلى «كيان طبيعي» معترف به عربياً بما يحقق الهدف الغربي الاستعماري من إنشائه في قلب وطننا كقاعدة استعمارية تهيمن على عموم الشرق الأوسط…
2 ـ انّ شنّ الحرب الإرهابية الكونية على سورية، بقيادة وتوجيه من الدولة الاستعمارية الأقوى في العالم، وتمويل وتسليح من أنظمة وإمارات النفط العربي التابعة للأميركي.. إنما يعود إلى إدراك كلّ من واشنطن وتل ابيب لدور سورية الريادي في الدفاع عن فلسطين ودعم المقاومة ضدّ الاحتلال، وأنّ سورية طالما ظلت قلب العروبة وقلعة للمقاومة فإنه يستحيل نجاح المخطط الأميركي الصهيوني العربي الرجعي في تنفيذ خطة تصفية قضية فلسطين.. من هنا فإنّ انتصار سورية وحلفائها في جبهة المقاومة على جيوش الإرهاب وإحباط أهدافهم الاستعمارية إنما يشكل هزيمة استراتيجية لـ «إسرائيل» باعتراف القادة الصهاينة، وانتصاراً لفلسطين ومقاومتها، ولكلّ دول وقوى وحركات التحرر العربية والعالمية المقاومة للسيطرة الاستعمارية بكل أشكالها…
3 ـ انّ كلّ من انخرط في الحرب الإرهابية على سورية، وشارك في التآمر والتحريض ضدّها، تحت عناوين مضللة، إنما تراصف في جبهة أعداء فلسطين ومقاومتها الشعبية والمسلحة.. فالمعركة واحدة لا تتجزأ.. ولهذا عملت قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية وتعمل على محاولة تجزئة المعركة وتحوير الصراع:
{ تارة بتحوير الصراع، من صراع عربي صهيوني، إلى صراع فلسطيني صهيوني، وحتى إلى صراع صهيوني مع جزء من الفلسطينيين…
{ وتارة أخرى، بمحاولة حرف الصراع عن مساره الحقيقي، ليصبح صراعا عربياً ـ إيرانياً، والعمل على تشكيل حلف عربي «إسرائيلي» في مواجهة إيران – الثورة المنتصرة والداعمة لقضية فلسطين ومقاومتها..
والغاية طبعاً إضعاف جبهة دول وقوى المقاومة من ناحية، وتحويل الصديق إلى عدو، والعدو إلى صديق من ناحية ثانية، وذلك لتمكين الكيان الصهيوني من الاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته والقضاء عليها، وفرض مشروع تهويد كلّ فلسطين وإعلان الدولة الصهيونية العنصرية عليها..
من هنا فإنّ فلسطين القضية هي البوصلة التي تحدّد العدو من الصديق، فمن يدعم المقاومة الشعبية والمسلحة يقف مع فلسطين، ومن يعادي المقاومة وجبهتها يتآمر على فلسطين..
نقول ذلك في ذكرى النكبة للتأكيد مجدّداً على أنّ الدول والقوى التي تتآمر على قضية فلسطين هي من يقف وراء الحرب التي تستهدف محور المقاومة الذي يحقق الانتصارات في كلّ الساحات وينتصر لفلسطين، ويحبط مخططات تصفيتها لمصلحة المشروع الاستعماري الصهيوني الأميركي الغربي العربي الرجعي..
انّ تحديد معسكر الأعداء والأصدقاء إنما هو شرط من شروط النضال لإسقاط مخطط تصفية قضية فلسطين وتحقيق النصر على العدو الصهيوني.