كلمة فاصلة لقائد المقاومة على جميع الجبهات
غالب قنديل
لأنه يمتلك البصيرة الاستراتيجية العليا تتصدر معركة التحرر في المنطقة اهتمام قائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله والجبهة المركزية فيها من سنوات تشهد ملحمة الصمود السورية ضد العدوان الاستعماري الصهيوني وهو ينظر من خلالها إلى مجمل الموضوعات الملحة والراهنة في الشرق العربي وجواره القريب والبعيد وهكذا كانت كلمته يوم أمس في صلب القضايا والمحاور المصيرية.
اولا الصراع العربي الصهيوني هو المركز في منطق المعادلات والتوازنات وهو في صلب العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي بل الكوني على الجمهورية العربية السورية بسبب دورها المحوري في بناء منظومة المقاومة الإقليمية بالشراكة مع الجمهورية الإسلامية واحتضانهما للمقاومة في لبنان وفلسطين.
سورية تنتصر بعدما تمكنت مع حلفائها من إفشال العدوان ودحره في معظم انحاء الجغرافية السورية والباقي جيوب طرفية فيها معاقل إرهاب وعدوان وتدخل وهي متوجبة الإزالة والتصفية في اجل ليس بعيدا يقولها السيد بلغة العارف الواثق وهو لا يحتاج شرحا طويلا ليبرهن على يقينه بالنصر ولا ليروي كيف كان منذ البداية مدركا لطبيعة العدوان وكيف تحرك مع رفاقه الذي انتدبهم بإمرة القائد الشهيد السيد ذو الفقار لنجدة الشقيقة التي لولا دعمها لما حصدت المقاومة ما حققته من انتصارات توجتها بطرد الاحتلال من لبنان ثم في نصر تموز بمعادلات الردع القاهرة وفي يقين السيد أن معركة التحرر واحدة ضد منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية والدفاع عن سورية هو تعبير أصيل عن هذه الحقيقة التي وهبها المئات من مناضلي حزب الله وقادته وكوادره أرواحهم وعلى رأسهم القائد الشهيد مصطفى بدر الدين.
ثانيا العدوان الصهيوني المتواصل على سورية لم يحقق شيئا من غايته المتصلة بتدمير منشآت تصنيع وبحوث ترتبط بالصواريخ الدقيقة التي ترعب العدو مخاطر وصولها إلى الفصائل المقاومة وخصوصا حزب الله وقد سبق للقائد نصرالله ان أبلغ العدو بخيبته وفشله في عبارة أثيرة وردت في إحدى خطبه الفاصلة حين قال : “تم الأمر ” وأردف باتت الصواريخ الدقيقة بكميات كافية او تفيض لدى المقاومين.
وبما ان مصدرها سورية فالأولى ان منظوماتها باتت لدى الجيش العربي السوري وهنا صرح القائد نصرالله عن تحول استراتيجي في القدرة السورية الرادعة وليس فقط في قدرة المقاومة وحدد السيد بهذه الطريقة محتوى الشراكة بين سورية والمقاومة وايران شريكة المصير التي لا تبحث عن نفوذها الخاص في أي بقعة سورية وهي لا تنافس روسيا ولا غيرها في ذلك او سواه بل تعمل لتعزيز القوة السورية الحامية لإرادة التحرر والاستقلال التي تجسدها القيادة السورية والرئيس بشار الأسد بصلابة منقطعة النظير فالمهم عند إيران وحزب الله هو ان تبقى سورية قلعة منيعة معادية للهيمنة الاستعمارية الصهيونية متمسكة بالمقاومة وبهويتها الوطنية القومية التحررية ولا شيء آخر هو بدد بصفعة قاضية جبالا من الترهات والشائعات التي شغلت الفضاء الإعلامي لأشهر متواصلة.
ثالثا طور السيد نصرالله من خطابه اللبناني الراهن فلم يبق عند حدود دعم الحكومة في محاولاتها الانقاذية وفي سعيها لتذليل العقبات وجدد التشديد على عدم الاكتفاء بانتظار التفاوض مع صندوق النقد الدولي ولا ترقب الإفراج عن قروض سيدر وهي ملفات سبق له التصريح بأنها ستخضع للمعاينة من زاوية المصالح السيادية اولا داعيا إلى فتح الأبواب الحكومية امام البدائل الأخرى الممكنة منبها لخطورة التصرف في القضايا المشتركة مع سورية خارج التنسيق المباشر وبمنطق إدارة الظهر بمناسبة التعليق على الضوضاء المتصلة بما يسمى المعابر غير الشرعية واللغو المتصاعد عن عمليات التهريب عبرها داعيا لمعالجة الأمر بالتنسيق مع سورية رافضا تحقيق احد اهداف عدوان تموز من خلال معزوفة نشر القوات الدولية على الحدود الشرقية وهو ما يداعب خيالات مريضة معروفة تعمل بالإيحاء الأميركي مشددا على حاجة لبنان إلى سورية إن كان جادا في الانتقال إلى الإنتاج وتنمية الصناعة والزراعة فالأسواق الفعلية والعراق اولها تفترض التفاهم مع سورية لأنها بوابة لبنان الوحيدة إلى العمق العربي وبل وإلى المدى الشرقي الواسع.
القائد المقاوم بوعيه الاستراتيجي وبمنهجه النقدي والعلمي يرسم اتجاها لا غنى عنه في أي سعي وطني مخلص ومسؤول لتلمس الخلاص من الكارثة المقيمة بعيدا عن السفسطة والمماحكة وهدر الوقت.