من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية الصادرة اليوم “تأثير وباء كورونا على الحضارة الإنسانية” والانتقادات الموجهة لخطة بوريس جونسون في مواجهة الوباء في بريطانيا، ومعنى هذه الخطة بالنسبة لحالة الإغلاق التي تعيشها بلاده منذ أسابيع.
وفي مقابلة مع الإندبندنت شرح رجل الأعمال الشهير جورج سوروس تصوره لتأثير وباء كورونا على الحضارة الإنسانية الآن.
ويصف سوروس الوباء الحالي بأنه “أكبر أزمة” شهدها في حياته، ويقول سوروس “حتى قبل تفشي الوباء، كنت أدرك أننا في لحظة ثورية حيث أصبح المستحيل أو غير المتصور في الأوقات العادية ليس فقط ممكناً، بل ربما ضروري للغاية. ثم جاء كوفيد 19، الذي عطل حياة الناس تماما وفرض سلوكا مختلفا تماما. إنه حدث غير مسبوق ربما لم يحدث قط بهذا المزيج (من التأثير). ويهدد حقا بقاء حضارتنا“.
ويجيب سوروس، ردا على سؤال عما إذا كان بالإمكان منع هذه الأزمة لو كانت الحكومات مستعدة بشكل أفضل، قائلا “لقد عانينا من أوبئة الأمراض المعدية منذ وباء الطاعون. تكررت الأوبئة في القرن التاسع عشر، ثم كانت لدينا الإنفلونزا الإسبانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي حدثت بالفعل في ثلاث موجات، كانت الموجة الثانية هي الأكثر فتكا. مات الملايين من الناس. وكان لدينا أوبئة خطيرة أخرى، مثل إنفلونزا الخنازير قبل عقد من الزمن فقط“.
ويخلص إلى أنه “من المدهش كيف كانت الدول غير مستعدة لشيء مثل هذا“.
ويعتقد سوروس أن عدم استعداد الحكومات تسبب في حالة عدم اليقين تجاه التعامل مع الفيروس الآن وسبل المضي في التعامل معه في الشهور والسنوات القادمة، ويقول إن هذا “بالتأكيد مشكلة كبيرة جدا“.
ويضيف “نحن نتعلم بسرعة كبيرة، ونعرف الآن الكثير عن الفيروس أكثر مما عرفنا عندما ظهر، لكننا نطلق النار على هدف متحرك لأن الفيروس نفسه يتغير بسرعة. سيستغرق تطوير لقاح وقتا طويلا. وحتى بعد تطويره، سيتعين علينا تعلم كيفية تغيره كل عام، لأن الفيروس سيتغير على الأرجح. هذا ما نفعله مع لقاح الإنفلونزا كل عام“.
وعن تأثير أزمة الوباء على الرأسمالية، قال سوروس “لن نعود إلى حيث كنا عندما بدأ الوباء. هذا أمر مؤكد. ولكن هذا هو الشيء الوحيد المؤكد. كل شيء آخر سيكون عرضة للنقاش والصراع. لا أعتقد أن أحداً يعرف كيف ستتطور الرأسمالية“.
وردا على سؤال عما إذا الرئيس الأمريكي الحالي لا يمثل حقا قيم المجتمع المنفتح والحر، يقول سوروس “هذه نقطة ضعف أتمنى ألا تدوم طويلا“.
ويضيف “يرغب دونالد ترامب في أن يكون ديكتاتوراً. لكنه لا يستطيع أن يكون كذلك لأنه يوجد دستور في الولايات المتحدة لا يزال الناس يحترمونه. وسيمنعه من فعل أشياء معينة. هذا لا يعني أنه لن يحاول، لأنه يقاتل حقا، من أجل حياته. وأقول أيضا إنني كنت واثقا من أن ترامب سيدمر نفسه، وقد تجاوز أكثر توقعاتي جموحا“.
وفي مقال بصحيفة الغارديان، انتقدت زوي ويليامز بحدة خطة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بشأن الخطوة القادمة في المعركة مع وباء فيروس كورونا.
وتقول الكاتبة إن “خطة الطريق التي طرحها جونسون بشأن فيروس كورونا لن تؤدي إلا إلى إثارة التشويش“.
وقد غيّر جونسون شعار حملة المواجهة من “إلزموا المنزل، إحموا خدمة الصحة الوطنية (إن إتش أس)، أنقذوا الأرواح”، إلى شعار جديد هو “توخوا اليقظة، سيطروا على الفيروس، أنقذوا الأرواح“.
وتعتبر زوي الخطة التي تهدف في نهاية المطاف إلى إنهاء الإغلاق “غير عملية ومتناقضة بشكل ميؤوس منه“.
وتتطرق الكاتبة إلى الجانب العملي لخطة جونسون. وتقول “يجب على كل شخص لا يمكنه العمل من المنزل العودة إلى العمل الآن. ومن المقرر أن يعود العاملون في قطاعي التصنيع والبناء، وفق الشروط (التي تحددها الخطة) إلى العمل يوم الأربعاء. وسيتم فرض التزامات على أصحاب العمل للحفاظ على سلامتهم. ولكن ما هي تلك الالتزامات، وكيف يتم تنفيذها، وماذا عن العمال الذين هم أنفسهم في الفئات الضعيفة، وما هي الحقوق التي يتمتع بها العمال الذين لا يعتقدون أن مكان عملهم آمن؟“.
وتشير زوي إلى استخدام المواصلات العامة، وتقول” يجب على الموظفين عدم استخدام وسائل النقل العام، يجب عليهم المشي أو ركوب الدراجة أو قيادة سياراتهم، ولكن إذا كانوا مضطرين لاستخدام وسائل النقل العام، فهل هذا يعني أنهم لا يجب أن يعملوا؟“.
وتعتبر الكاتبة أن هذا يشير إلى تخل عن مسؤوليات الحكم. وتدلل على ذلك بقول رئيس الوزراء للعاملين “لا تستخدموا البنية التحتية، استخدموا أقدامك. مع البقاء في حالة تأهب“.
وتشير إلى قول جونسون إنه سيتم رفع قيمة الغرامات المفروضة على الأشخاص الذين يخالفون القواعد. وتتساءل “رفعها إلى أى حد، وماذا كانت قيمتها من قبل؟“.
وفي ما يتعلق بالعودة إلى المدارس، تقضي خطة جونسون بأن من الممكن للأطفال في الصفين الأول والسادس الابتدائيين العودة إلى المدرسة مباشرة بعد نصف الفصل الدراسي، طالما ظلوا يقظين في ما يتعلق بمعدل انتشار العدوى في هذه الأثناء.
تقول الكاتبة “سمعت أن هناك نية فاترة لإعادة أطفال بعض المدارس الثانوية المختارة قبل نهاية العام، على الرغم من عدم الوضوح بشأن إذا كان ذلك يعني العام الميلادي أم العام الدراسي… وليس هناك أي تفاصيل حول سلامة المعلمين“.
وفي مقال بصحيفة آي، حذر صديق خان عمدة لندن من موجة ثانية من الوباء، وقال إن هذا سيكون “صفعة على وجه العائلات الحزينة“.
واشاد العمدة ببذل الشعب البريطاني جهودا “بطولية” لتجاوز ذروة انتشار كوفيد 19 بالبقاء في المنازل والحفاظ على التباعد الاجتماعي، والذهاب أبعد من ذلك بمساعدة المحتاجين.
غير أنه يقول “مع ذلك لا يزال مئات الأشخاص يموتون من هذا الفيروس كل يوم ولا يزال الآلاف غيرهم يمرضون ويدخلون المستشفى، القتال لم ينته بعد ولا يمكننا ببساطة أن نتحمل نتائج التساهل“.
ويضيف “رغم بعض الرسائل المربكة الأخيرة من جانب الحكومة، فإن الحقيقة البسيطة هي أن الإغلاق لم يُرفع. لم نعد إلى الحياة كما كانت. ويجب على الجميع مواصلة لعب دورهم واتباع القواعد لحماية خدمة الصحة الوطنية (إن إتش إس) وإنقاذ الأرواح“.
ويقول “وضعت الحكومة الآن خريطة طريق لكيفية تخفيف الإغلاق تدريجيا، لكن هذا لن يكون ممكنا إلا إذا أظهرت الأدلة أن الوضع آمن في كل مرحلة. نحن بحاجة إلى توخي الحذر والانتباه إن أردنا تجنب موجة ثانية مدمرة، والتي ستكون ضربة ساحقة لكل من الإن إتش إس واقتصادنا. وستكون أيضا صفعة على وجه العائلات الحزينة على أحبائها الذين فقدوا في انتشار كوفيد 19“.