من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: انطلاق حكومة التوافق العراقية برئاسة الكاظميّ… وأسئلة حول الترحيب الأميركيّ والإيرانيّ حردان في بعبدا: “الصندوق” يمسّ السيادة… والأولويّة للغلاء والودائع… وشجاعة التوجّه نحو سورية دياب للتعبئة في مواجهة الغلاء… ونعمة يتذرّع بالعقبات رغم تفاقم الأزمات… والحريري تصعيد مكرّر
كتبت صحيفة “البناء” تقول: بعد مسار أيام وليالٍ طرحت خلالها الشكوك بإمكانية نجاح رئيس المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة تحظى بالتوافق النيابي، في ظل انقسامات ما بعد اغيتال القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس بقرار أميركي معلن، ورد إيراني فتح باب الدعوة لرحيل الأميركيين من العراق، نجح الكاظمي وأبصرت حكومته النور بنيل الثقة النيابية بشبه إجماع سياسيّ، عبرت عنه أصوات 255 نائباً من اصل 329، لحكومة حازت المباركة والتأييد والترحيب من كل من واشنطن وطهران، بعدما تمّت تسمية الكاظمي، الذي سبق واتهمته قوى حليفة لإيران بأنه رجل أميركا في العراق، من قبل القوى المنتمية لخط التحالف مع إيران. وطرح هذا المشهد العراقي الذي يدير الحساسيات المعقدة بين قطبي الصراع في المنطقة، في واشنطن وطهران، السؤال حول مرحلة جديدة من ربط النزاع وإيجاد أرضية مناسبة لتسويات التساكن في البلد الأكثر تجسيداً لحال الصراع بين القطبين، ما يفتح الاحتمالات لمقاربات تستثمر على فرص إقامة ربط نزاع مشابه، كانت فرنسا بلسان وزير ماليتها في قمة العشرين في الرياض، أول من راهن عليه، بالدعوة لفصل مساعي دعم تعافي لبنان عن المواجهة الأميركية لإيران وحلفائها.
الفرضية الفرنسية التي تقف وراء تشجيع الحكومة اللبنانية للتوجه نحو صندوق النقد الدولي، والرهان على تجنيب لبنان كأس الصندوق المرّة بتفهم أميركي، كانت موضع اختبار في اجتماع بعبدا أول أمس، خلال اللقاء الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وشارك فيه رؤساء الكتل النيابيّة، وكانت مشاركة رئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان مناسبة لشرح موقف الحزب من الخطة الاقتصادية المالية للحكومة، ومن الوضع الاقتصادي الاجتماعي عموماً، ومقترحات الحزب في مواجهاتها. وسجل حردان تحفظات الحزب على اعتبار صندوق النقد الدولي ممراً إلزامياً، ما يشكل دعوة ضمنية لقبول أي شروط يطرحها الصندوق، فيما الشروط المعلومة للصندوق تمس بالسيادة اللبنانية، داعياً للحذر في التفاوض وفي التعامل مع نتائجه، لأن المسألة السيادية لا تقبل التفاوض. ودعا حردان الحكومة إلى عدم الانتظار والمباشرة بخطوات عملية لمعالجة الأزمات المتفاقمة، خصوصاً وباء حمى الغلاء وفوضى وجنون سعر الصرف واستمرار المصارف بحجز الودائع، منوّهاً بأداء الحكومة بمواجهتها لوباء كورونا داعياً لمثله في مواجهة ما يضغط على الناس لإثبات الأهلية بثقة الناس، قائلا إن الحكومة تستطيع قيادة المجتمع بمواجهة شاملة للغلاء كما تستطيع حسم أمرها باعتماد سياسة واضحة في التعامل مع قضيتين عالقتين في الفوضى والغموض، فيما وجع الناس وغضبهم يتفاقمان، هما سعر صرف الدولار ومصير الودائع. وتساءل حردان عن سبب تجاهل الحكومة للمصلحة اللبنانية في التعامل مع قضيتي النازحين السوريين، وتحسين الصادرات اللبنانية ورفع مستوى التبادل التجاري، حيث الوجهة واضحة بالأرقام نحو سورية والعراق كسوقين تستقبلان وحدهما نصف صادرات لبنان، فيما سورية هي الممر الإلزامي لتجارة لبنان نحو الخليج والعراق، بما فيها الترانزيت إضافة للسلع اللبنانية، وسورية الممر الإلزامي للحلول الراهنة لمشاكل التصدير والتجارة اللبنانية، هي أيضاً الممر الإلزامي لحل قضية النازحين، التي يكثر الحديث عن أكلافها على الاقتصاد، بينما يتم تجنب الحديث عن الحلول. وهي إن لم تكن بخطة حكومية لبنانية سورية مشتركة، ماذا عساها تكون، ما دام الذين يضغطون على لبنان لمنع التواصل مع سورية يمتنعون عن تعويضه خسائره جراء النزوح وكلفته العالية بعشرات المليارات من الدولارات، كما تقول الأرقام الحكومية والرئاسية، داعياً لتغليب المصلحة الوطنية للبنان على أي حسابات خارجية، فيا يبدو واضحاً أن هذه المصلحة تستدعي شجاعة التوجه الواضح نحو سورية.
في السراي الحكومي رغم التصعيد المتواصل لتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، بعد مقاطعته اجتماع بعبدا، رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب يبتعد عن السجال، ويضع الأولوية لمواجهة الغلاء ويدعو لاستنفار طاقات الدولة والمجتمع للمواجهة، بينما حديث وزير الاقتصاد راوول نعمة داخل الاجتماع كان تشاؤمياً بالحديث عن تعقيدات، كالاحتكار وارتفاع الدولار وضعف إمكانات الوزارة، وكان تعليقه على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاستعداد لدعوة الشباب الجامعي للتطوّع في دعم مراقبي الوزارة، بالقول إنه لا يبني جيشاً مثار تساؤل حول جدية الوزير في مواصلة المواجهة المطلوبة للغلاء في ظل غضب شعبي ينذر بالانفجار تحت وطأة العجز عن تأمين موجبات الحد الأدنى للعيش، بحيث بات التساؤل في بعض الأوساط جدياً حول إمكانية الفوز بخطة جدّية وأداء حكومي فاعل في مواجهة الغلاء إذا كان كلام الوزير قائماً على تعميم الإحباط، والوزير لا يبدو مقتنعاً بالمهمة أو بضرورتها أو بجدواها أو إمكانية النجاح فيها، ووزارته هي قلب المواجهة، بمثل ما كانت وزارة الصحة قلب المواجهة مع وباء كورونا، ولولا جدية الوزير وحماسه واندفاعه ورعايته المستديمة لخطة المواجهة لما تحقق ما تحقق.
وبقي لقاء بعبدا الذي جمع الرؤساء الثلاثة ورؤساء الكتل النيابية محل اهتمام ومتابعة رسمية وسياسية لما تركه من انعكاسات إيجابيّة على المستوى العام. إذ شكّل مظلة سياسية للحكومة وخطتها الإصلاحيّة التي تسعى لتحقيق إجماع وطني داخلي حول الحكومة وخطتها وثقة وتأييد دولي يساهم في الحصول على الدعم المالي الموعود من صندوق النقد الدولي ومن مؤتمر سيدر وسط انطلاق المفاوضات بين الحكومة ممثلة بوزارة المالية وبين ممثلين عن صندوق النقد بحسب ما أشارت مصادر وزارية لـ”البناء”.
وكان لقاء بعبدا عقد برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحضور رئيسَي مجلسي النواب نبيه بري ورؤساء الكتل النيابية وعدد من الوزراء، مع تسجيل حضور رئيس “كتلة الجمهورية القوية” سمير جعجع في موقف متمايز عن الرئيس سعد الحريري وحزب الكتائب ما رأت فيه مصادر متابعة مؤشراً الى قراءة القوات لتغيّر موازين القوى الدولية والإقليمية والمحلية وثانياً دلالة على استمرار الخلاف بين المستقبل والقوات وفشل كل الجهود لرأب الصدع بينهما مقابل ارتياح عونيّ للحضور القواتي، بحسب ما قالت مصادر التيار الوطني الحر لـ”البناء”، وبالتالي إسقاط أي جبهة سياسية لقوى المعارضة في وجه الحكومة والعهد.
الأخبار: عدّاد كورونا إلى 788: الوافدون يرفعون منسوب الحذر
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: 43 إصابة سجّلها عدّاد كورونا أمس، العدد الأكبر منهم بين الوافدين من بلدان الاغتراب. هذا الارتفاع “الصاروخي” بعد أيام من الثبات يعيد رفع منسوب الحذر، ويحتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة في متابعة العائدين، سواء في المستشفيات أو في الحجر المنزلي
حمل اليومان الأخيران تطوراً غير اعتيادي في مسار عدّاد “كورونا”. فبعد استقرار وانخفاض في أعداد المصابين على مدى أيام، استرجع العدّاد ذروته مع تسجيل أعداد عالية، وصلت إلى 48 حالة إيجابية، بحسب التقارير الثلاث الصادرة عن وزارة الصحة العامة أمس (تقريرين) وأول من أمس. وتوزّعت هذه الحالات بين 39 أمس و9 أول من أمس، وهي تعود في غالبيتها إلى العائدين على متن طائرات الإجلاء الآتية من نيجيريا (25 اصابة) وقطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية وغينيا وسيراليون وباريس (اصابة واحدة) وليبيريا(3 اصابات) وأبو ظبي (اصابة واحدة). وفي المقابل، سجّل عدّاد المقيمين 3 حالات إيجابية فقط. وقبل أن يقفل العدّاد على تلك الأرقام، أعلن مستشفى بيروت الحكومي ليل أمس تسجيل 4 حالات جديدة (3 مقيمين ومغترب) ليرتفع العدد إلى 793 حالة، شفي منهم 223، فيما استقرت أعداد الوفيات على 25، والعدد الحالي للمصابين على 545.
أما على خط الحدود البرية، فلم تسجّل أية إصابة، إذ أجريت فحوص الـpcr لـ91 عائداً عبر نقطة المصنع و102 عبر العبودية جاءت كلها سلبية، بحسب تقرير وزارة الصحة.
بعيداً عن إيجابية الحدود البرية، أعادت الخطوط الجوية تثبيت لبنان في مربّع الحذر. ولئن كانت أعداد الإصابات المقيمة لا تزال ضمن المستوى الجيد، إلا أن الإصابات التي سُجّلت في صفوف العائدين تنذر بالخطر من جهة وتؤخر فترة الشفاء أسابيع إضافية، أقلّها أسبوعان. الخطر هنا أن “أعداد الإصابات عالية من جملة الفحوص التي أجريت”، حسبما تشير مصادر وزارة الصحة. وفي مثال على ذلك، تشير الوزارة إلى أن الإصابات الـ25 التي سُجّلت على متن الطائرة العائدة من نيجيريا كانت من أصل 160، أي ما نسبته 16%، وهي نسبة تحدث للمرة الأولى. كما أن احتمال صدور نتائج إيجابية أخرى من لائحة العائدين “عال جداً”. انطلاقاً من ذلك، نبّه وزير الصحة حمد حسن، أمس، إلى أن ما حدث “يدفعنا لاتخاذ تدابير جديدة من نقطة الصفر لتتبع الحالات ومنع انتشار الوباء مجدّداً”.
نائب رئيس لجنة علماء لبنان لمكافحة الكورونا، الدكتور محمد حمية، حذّر من أن رقم العائدين “يؤخر فترة الشفاء أسبوعين آخرين”. ولفت إلى أن الإشكالية تكمن في كيفية متابعة هذه الأعداد، “أي في الكادر البشري الذي سيتابع وفي التزام العائدين بالإجراءات الصارمة لمنع نقل العدوى إلى المجتمع”. كما أن مصدر الخوف هو “هيكلية الفيروس”، إذ أن “الفيروس في الداخل اعتاد على جسمنا. في حين أن هيكلية الآتي من الخارج قد تكون مغايرة واحتمالية انتقاله من شخصٍ إلى آخر أكبر”. أضف إلى أن الفيروس، هيكلياً، هو في تطور بشكلٍ يومي. من هنا، يدعو حمية إلى التعاطي بجدية أكبر ومتابعة حثيثة “خوفاً من العودة إلى نقطة الصفر”. وثمة جانب آخر من الإشكالية تطرحه نسبة الأعداد، وهو “تمديد فترة الوصول إلى الشفاء، أي تصفير الإصابات، لأسابيع أخرى”. وبحسب حمية، كان من المتوقع أن يكون الوصول إلى صفر إصابات أواخر حزيران، إلا أنه مع الوضع الراهن، لن تبقى الحال على ما هي عليه. وما يعزز هذه الفرضية أن المرحلة الثانية من العودة لم تنته بعد، واحتمال تسجيل إصابات جديدة قائم فعلاً. وثمة أمر آخر قد يمدد فترة الخروج من الجائحة، وهو احتمال البدء بمرحلة ثالثة من عودة المغتربين. وهو ما أعلنه وزير الخارجية والمغتربين، أول من أمس، مشيراً إلى أن “المرحلة الثالثة من العودة ستبدأ في الرابع عشر من الجاري”، على أن تشمل ما يقارب “من 13 ألف مغترب”. وستشمل هذه الدفعة دولاً جديدة، منها “دول لا تصل إليها طائرات شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست)”.
على خطٍّ آخر، تكمل وزارة الصحة العامة جولات العينات الموجهة في المناطق، حيث بلغت أعداد تلك العينات حتى يوم أمس 9000، سُجل منها فقط حالتان إيجابيتان. ومن المتوقع أن تصل تلك الفحوص إلى عتبة العشرة آلاف في العاشر من الجاري، على أن يُرفع على أساسها تقرير.
وفي ما يخص مراحل عودة الحياة التدريجية، تشير مصادر وزارة الصحة إلى أن قراراً سيصدر اليوم يتعلق بعودة دور الحضانة إلى العمل. وفي هذا الإطار، يقضي القرار بعدم استقبال تلك الدور للأطفال في الفترة الحالية.
من خارج جدول رحلات العودة، حطّت أمس طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية في مطار بيروت الدولي، على متنها 160 لبنانياً عادوا “من دون تنسيق مع الجهات المعنية”، على ما تقول المصادر. ولئن كان استقبال الطائرة جرى كما العادة في استقبال الطائرات الأخرى، حيث أجرى الفريق التابع لوزارة الصحة العامة فحوص الـpcr اللازمة للركاب، إلا أن ما لم يكن في الحسبان هو الإرباك الذي أحدثه هذا الهبوط. وفي وقت يشير بعض العائدين إلى أن “القنصلية اللبنانية في الرياض أعلمتنا ليل الثلاثاء الماضي بأن نحجز بسرعة لأن طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية ستقلع الخميس (أمس)”، لفتت مصادر وزارة الصحة إلى أن “هذه الطائرة ليست واردة في الجدول ولم تنسق معنا”. أما الجزء الآخر من القضية فهو “الإضراب” الذي نفذه العائدون، إذ أنهم عندما نقلوا بالباصات إلى فندق لانكاستر، “طُلب منا أن ندفع 316 ألفاً، مقسمة ما بين 150 ألفاً للفحص و166 ألفاً كلفة الإقامة في الفندق”. ولهذا “اعتصم الركاب في الباصات ورفضوا النزول منها”. وبعد مفاوضات، أخذت وزارة الصحة على عاتقها إجراء الفحوص مجاناً. أما الإقامة، فقد نزل بعض الركاب في فندق لانكاستر، فيما البعض الآخر “عمل وزير السياحة رمزي المشرفية على تأمين بدائل لهم أقل كلفة كون بعضهم لم يكن يحسب تلك الحسابات”.
الديار: “ابتزاز” اقتصادي اميركي ــ اسرائيلي للحكومة اللبنانية من “بوابة” “اليونيفيل” “كرة” الفيول المغشوش تتدحرج :الحريري يتهم باسيل ويخشى الاغتيال السياسي “كورونا” المغتربين تدق “ناقوس الخطر” “والبروفيه” اولى “الضحايا” تربويا
كتبت صحيفة “الديار” تقول: بانتظار ان يبدأ وفد من صندوق النقد الدولي الاسبوع المقبل مشاوراته مع الحكومة اللبنانية حول الخطة الاصلاحية، وعلى وقع “تدحرج” “كرة الفساد” في ملف الفيول الفاسد، واتهامات الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري للوزير جبران باسيل بالمسؤولية، وعدت الحكومة في جلستها بالامس باجراءات صارمة لمكافحة التلاعب بالاسعار والغلاء الفاحش في الاسواق..وفيما تعد امتحانات الشهادة المتوسطة اولى ضحايا “كورونا” تربويا، ارتفع عداد “الوباء” على نحو مثير للقلق بالامس بعد تسجيل 33اصابة في صفوف الوافدين من الخارج واصابة واحدة من المقيمين ليرتفع اجمالي الاصابات الى784ما دفع وزير الصحة الى الاعلان عن البدء بمرحلة جديدة تستوجب اعادة اتخاذ التدابير من الصفر، مشددا على عدم وقف الرحلات الخارجية،لكن يبقى المثير للذعر من “الموجة الثانية” من “كوفيد19” اعلان منظمة الصحة العالمية أن “المستقبل يتطلب تلقيح جميع الناس”، لكن اللقاحات الواعدة التي يمكنها أن تكون فعالة لن تظهر قبل الربع الأول من العام 2021.
على خط مواز، انفرط عقد المعارضة رسميا،فبعد تفرد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بحضور اجتماع قصر بعبدا، عقب زيارة وليد جنبلاط “المفاجئة” قبلها بيوم، بدا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالامس “محاصرا” من “القريب” “والبعيد”، وخرج بعد لقائه مع “نادي” رؤساء الحكومات السابقين الذين يمثلون بالنسبة اليه الملاذ المتبقي له كاطار سياسي “مذهبي”، مصوبا سهامه على التيار الوطني الحر، رافضا لقاء الرئيس ميشال عون، متهما خصومه بمحاولة اغتياله سياسيا..
ضغوط اسرائيلية- اميركية ؟
في غضون ذلك وصلت تقارير دبلوماسية غربية الى بيروت ستستدعي تحركا “مكوكيا” من قبل وزارة الخارجية في الايام القليلة المقبلة لتطويق حملة ضغوط اميركية- اسرائيلية منسقة لابتزاز الدولة اللبنانية “اقتصاديا” مع اقتراب تمديد مهمة “اليونيفيل” في جنوب لبنان،ووفقا لتلك الاوساط لم يكن الاجتماع الذي عقد قبل ايام عبر دائرة “الفيديو” المغلقة لمناقشة مندرجات القرار 1701مطمئنة، اثر خلط مقصود بين العرض التقني المفترض لمندرجات القرار الدولي والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان… وفي هذا السياق، تسعى واشنطن لتسويق “الشروط” الاسرائيلية من خلال تعديل مهمة القوات الدولية بما يسمح لها بتوسيع مهامها لتشمل عمليات التفتيش المفاجئة للاملاك الخاصة المشتبه بوجود اسلحة فيها ضمن المنطقة “المنزوعة السلاح”، وفي هذا التعديل استهداف مباشر لسلاح المقاومة، ويضع “اليونيفيل” وجها لوجه مع حزب الله..
معارضة فرنسية..ولكن
ووفقا لتلك المصادر، لا تزال الدول الاوروبية المشاركة في قوات “الطوارىء الدولية” وفي مقدمتها فرنسا ترفض اي تعديل لمهمة تلك القوات لمعرفتها المسبقة بان ما يطرح مشروع “مشكل” مع البئية السياسية والاجتماعية في جنوب لبنان، ما يضع تلك القوات في مرمى الاستهداف والخطر، لكن المختلف هذه المرة ان الادارة الاميركية تبدو اكثر تصميما على استغلال الاوضاع الاقتصادية اللبنانية الصعبة لفرض تنازلات على الحكومة اللبنانية بملف حزب الله، معتبرة ان الفرصة المتاحة اليوم قد لا تتكرر في المستقبل بعدما طلب لبنان المساعدة من صندوق النقد الدولي، وخلال الجلسة الاخيرة رأى المندوبان الأميركي والإسرائيلي ان إعادة النظر في التفويض الممنوح لـ “اليونيفيل” متاح اليوم اكثر من اي يوم مضى..
“البروفة” الالمانية مقلقة
وفي هذا السياق، تخشى المصادر الدبلوماسية الغربية ان تذهب ادارة ترامب بعيدا هذه المرة في ضغوطها على الاوروبيين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل، حيث لن يترك الرئيس الاميركي المأزوم بسبب ازمة “كورونا” اي “ورقة” يمكن استثمارها داخليا، الا وسيحاول استغلالها، وقد وصلت نصائح الى بيروت لضرورة التحرك مبكرا قبل فوات الاوان خصوصا ان ما حصل قبل ايام من حظر لنشاط حزب الله على الاراضي الالمانية، ليس بالامر المبشر.
النهار: خطة الحكومة “تتعقّد” بعد إخفاق “لقاء بعبدا”
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم يكن اخفاق لقاء بعبدا الذي دعا اليه رئيس الجمهورية، الا مرآة لاحوال البلد واخفاقاته المتزايدة في الحياة السياسية والاقتصادية والمالية، وقد جاءت مواقف الرئيس سعد الحريري النارية امس بعد اجتماعه برؤساء الحكومات السابقين، ليضاعف حالة الاحتقان السائدة، وكذلك منسوب اخفاق لقاء بعبدا الذي فشل في الشكل وفي المضمون. واعلان فشله قبل وقوعه عبر “النهار” لم يكن موقفاً سياسياً بقدر ما كان قراءة واقعية له. فالرئيس ميشال عون الذي اراد توفير مظلة وطنية للخطة الانقاذية لم يوفق في الشكل اذ غابت المعارضة كلها باستثناء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الذي اضافة الى اعلانه مجموعة اعتراضات على الخطة، عومل بلامبالاة اوحت بأنه ضيف غير مرغوب به، وكأن “بيت الشعب” ضاق بزائريه رغم ان الدعوة استهدفتهم مباشرة. وبدا ان متلازمة 8 اذار صارت مرافقة للعهد والحكومة معاً، ما يجعل تعاملهما مع المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل اكثر تعقيدا، وهو ما تكرر اكثر من مرة في الايام الماضية عبر تصريحات اميركية تحديدا، ركزت على ضرورة الفصل بين الحكومة و”حزب الله” المكون الاساسي فيها.
اما في المضمون، فان الاعتراضات التي تلقاها الخطة، من اهل البيت قبل غيرهم، لا تضمن عبوراً آمناً لها في مجلس النواب حيث المحطة الالزامية لاقرار قوانين ضرورية لاجراء الاصلاحات. وقد توقف كثيرون عند صمت الرئيس نبيه بري وعدم تقديمه اي مداخلة على غير عادته.
اللواء: المفاوضات مع صندوق النقد الأسبوع المقبل: خطوة الألف ميل ليونة أميركية من “معبر المصنع”.. والقضاء يدخل كهف الفساد ومواجهة مع التجار والدولار
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: إذا كانت جائحة كورون، اقليمياً، فتحت اباب امام ليونة اميركية، عبّر عنها مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر لجهة الارتياح لخطة الحكومة الاقتصادية والمالية وطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، الامر الذي يشير ان واشنطن ليست في وارد العرقلة، فإن حجم التحديات بالغة الصعوبة، من اوجه عدة:
1 – غائلة الاسعار الماضية بالارتفاع الجنوني، والتي حضرت بقوة في مجلس الوزراء من زاوية ان الحكومة في “مواجهة حقيقية مع موجة الغلاء”، بتعبير الرئيس حسان دياب، الذي دعا لخطة عاجلة “لضبط الاسعار، ومنع بعض التجار من التحكم بأسعار المواد الغذائية” في وقت لوح عضو نقابة اصحاب المحطات جورج براكس بالتوجه الى الاضراب واقفال الطرقات.
2 – ارتفاع منسوب المخاوف، من موجة عاتية ثانية من فايروس كورونا، تسببت بها نتائج فحوصات الـPCR، والنسب غير المتوقعة من الذين جاءت نتائج فحوصاتهم ايجابية، لكن هذا التطور لم يمنع الحكومة من الذهاب الى المرحلة الثالثة، في 14 ايار، وهي الاكبر لجهة وصول ما لا يقل عن 8000 لبناني من بلاد الاغتراب.
3 – فتح الملفات المتسارع، من الفيول المغشوش الى الاملاك البحرية، وربما الاتصالات، وغيرها، في عملية “نكايات وكيديات”، فضلا عن تقديم “اوراق اعتماد للجهات المانحة، في ما يتعلق بمكافحة الفساد والشفافية.
الجمهورية: تدابير حكومية لمكافحة الغلاء.. وإشارة لتوقيف نقيب الصرّافين
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: لم يُطفئ إعلان الخطة الاصلاحية الحكومية نار الغلاء المعيشي وجنونه المتصاعد بذريعة ارتفاع سعر الدولار، ما استدعى انعقاد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية أمس اتخذ خلالها مجموعة من التدابير لمكافحة الغلاء ولجم الاسعار تبقى مرهونة بالتنفيذ، فيما أعطى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم إشارة الى دائرة التحري بتوقيف نقيب الصرافين محمود مراد بتهمة التلاعب بسعر صرف الدولار، وذلك بعد إضراب الصرافين عن العمل. وفي سياق آخر، أعلن صندوق النقد الدولي انّ وفداً منه سيزور لبنان الاسبوع المقبل لبدء محادثات مع الحكومة حول خطتها الاصلاحية وبرنامج المساعدة الذي يطلبه لبنان من الصندوق.
وعلى رغم انّ غالبية القوى السياسية باتت تسلّم بجدوى التعاون مع صندوق النقد الدولي سبيلاً لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة، فإنّ الوضع الداخلي بَدا انه يقف على ابواب جولة جديدة من النزاع السياسي دلّت إليه مواقف نارية أطلقها الرئيس سعد الحريري في غير اتجاه، متّهماً خصومه من دون ان يسمّيهم مباشرة بالعمل لاغتياله سياسياً. فيما برز موقف أميركي لافت من الخطة نَسبته قناة “إل بي سي آي” الى مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر، قال فيه: “أعتقد انه سيكون أمراً حاسماً للحكومة اللبنانية أن يكون الى جانبها ليس فقط ائتلافها أو ما يسمّى بائتلافها الذي يتضمن “حزب الله”، بل ان يكون الى جانبها الشعب اللبناني الذي سيخضع للتقشّف الذي توصي به”.
وفي ما خصّ الاصلاحات والشفافية ومكافحة الفساد، قال شينكر: “سررتُ بأنه تم وضع خطة أخيراً على الطاولة وتقديم طلب الى صندوق النقد يظهر انّ الأمور تتحرك”، لافتاً الى أنّ “هناك بعض الأمور التي ستطلبها بلا شك المؤسسات المالية الدولية من قبل حكومة لبنان من أجل الإفراج عن التمويل وهذه طبيعة برامج صندوق النقد”.
وبالنسبة للجدل الحاد حول مسؤولية سلامة عن الانهيار المالي، أوضح أنّ “المصرف المركزي لم يكن كما أعتقد كأيّ مصرف مركزي آخر مستقل تماماً، فهو كان يتبع للسياسيين اللبنانيين لسنوات طويلة”.
ومن المتوقّع ان تبدأ الاسبوع المقبل المشاورات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي، حول طلب لبنان برنامج مساعدة. ولهذه الغاية، سيزور وفد من الصندوق بيروت، وفق ما أفاد المتحدث باسم صندوق النقد الدولي جيري رايس، لافتاً إلى أنّ “المحادثات ستتركّز حول الخطة الاصلاحية للحكومة اللبنانية”، ومؤكداً أنّ “المهم بالنسبة الى صندوق النقد الدولي هو الاصلاحات التي تؤمّن الاستدامة وإعادة الاستقرار والنمو في لبنان ولمصلحة اللبنانين”.