من الصحف الاميركية
تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد يوم واحد من إعلان عزمه حل خلية الأزمة بالبيت الأبيض التي تتولى إدارة انتشار فيروس كورونا المستجد، وقرر استمرار عملها وتوسيع عضويتها.
وجاء تراجع ترامب مصاحبا لعقد مجلس النواب أمس الأربعاء أول جلسات الاستماع حول انتشار الوباء، وفي وقت بدأت فيه 41 ولاية أميركية اتخاذ خطوات متدرجة لإعادة فتح الاقتصاد على مراحل، رغم الارتفاع اليومي لأعداد الإصابات والوفيات.
وتوفي حتى صباح اليوم الخميس أكثر من 74 ألفا في أميركا ووصل عدد الإصابات بالفيروس إلى مليون وأكثر من 263 ألفا.
وقال ترامب لصحفيين في البيت الأبيض إن تراجعه عن حل خلية الأزمة المعنية بجائحة كورونا جاء بعدما “تلقى اتصالات من شخصيات رفيعة تطالب بالإبقاء على اللجنة، لما قامت به من جهد كبير في التصدي لجائحة كورونا“.
وسبق أن أكد ترامب أن اللجنة التي شكلها للتصدي لوباء كورونا ستخفض مع دخول البلاد في مرحلة ثانية من التعامل مع آثار ما بعد الوباء.
قالت الخارجية الأميركية إن المبعوث الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد بدأ جولة تشمل قطر وباكستان والهند ويلتقي في الدوحة قياديين في حركة طالبان، وسيطلب خفض العنف وتسريع المفاوضات الأفغانية لتنفيذ اتفاق السلام المبرم بالعاصمة القطرية.
وأضافت الوزارة في بيان لها أمس أن جولة خليل زاد التي ستكون الدوحة أولى محطاتها بدأت الثلاثاء وستركز على الوضع في أفغانستان.
وتابعت أنه من المقرر أن يلتقي في الدوحة بممثلي طالبان للضغط من أجل التنفيذ الكامل للاتفاق الذي وقع مع الولايات المتحدة أواخر فبراير/شباط الماضي.
استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حق النقض (الفيتو) ضدّ قرار أصدره الكونغرس للحد من صلاحياته في القيام بعمل عسكري ضد إيران.
وقال ترامب في بيان إنه استخدم الفيتو “لأنّه قرار مهين جدا طرحه الديمقراطيون في إطار إستراتيجيتهم الرامية للفوز في الانتخابات المقرّرة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل عن طريق قسمة الحزب الجمهوري“.
وأضاف أن هذا القرار “كان سيضر بشدة بقدرة الرئيس على حماية” الولايات المتحدة وحلفائها.
وتابع “نحن نعيش في عالم معادٍ تتطور فيه التهديدات باستمرار، والدستور ينص على أنه يجب على الرئيس أن يكون قادرا على توقّع أفعال خصومنا والتصرف بسرعة وحزم للرد عليهم“.
وكان الكونغرس بمجلسيه قد وجّه صفعة قوية إلى ترامب في منتصف مارس/آذار حين أصدر هذا القرار الذي أيّدته المعارضة الديمقراطية وقسم من المشرعين الجمهوريين.
ويمنع القرار سيد البيت الأبيض من القيام بأي عمل عسكري ضد إيران، من دون أن يحصل مسبقا على “إذن صريح” من الكونغرس يجيز له ذلك.
كشف تحقيق قامت به صحيفة نيويورك تايمز أن متطوعين شباب بلا تجربة طُلب منهم البحث عن مصادر مشتريات لسد النقص في الأجهزة الطبية، ومنح الأولوية للمقربين من الرئيس دونالد ترامب وذلك بناء على “قائمة الشخصيات الخاصة“.
وقالت إن طبيبا مجربا من ساوث كارولينا رأى في هذا الربيع حاجة ماسة للقفازات والأقنعة الواقية وغير ذلك من المعدات لمحاربة فيروس كورونا، كما وله علاقات طويلة مع جهات تصنعها في الصين، ولهذا قام بالاتصال مع وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية وعرض المساعدة.
وبدلا من نقل عرض الدكتور جيفري هندريكس إلى جهاز المشتريات في الوكالة، تم نقله إلى مجموعة من المتطوعين الذين جنّدهم صهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، وتديرهم مساعدة سابقة لدى زوجته إيفانكا ترامب. ولم يكن لدى المتطوعين أي خبرة في عمليات المشتريات الحكومية، ولكنهم كانوا جزءا من الجهد الذي قام به كوشنر على مستوى الحكومة لتوفير معدات وقاية للأطباء والممرضين، وطلب من المتطوعين البحث في آلاف من المقترحات المهمة للشراء واختيار الأحسن لكي تقوم الوكالة بمراجعتها.
وفي الوقت الذي فرغت فيه مخازن الحكومة من الأجهزة الواقية وبات عمال الخدمة الصحة يواجهون مخاطر ويقومون بتصميم أجهزتهم، وجد الدكتور هندريكس أن عرضه قد توقف.
وقيل للكثيرين من المتطوعين إنه يجب منح الأولوية إلى المقربين من ترامب وحلفائه ووضعهم على لائحة اسمها “تحديث قائمة الشخصيات المهمة“.
وحصلت الصحيفة على وثائق تكشف عن العملية، فمن المقترحات التي جاءت من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، والناشطة تشارلي كيرك التي شاركت في برنامج “المتدرب” المعروف الذي كان يديره ترامب، وتقوم بإدارة حملة “نساء من أجل ترامب”. وقام حلفاء ترامب بالضغط على وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية مباشرة، منهم طبيب من بنسلفانيا ذكر اسم ترامب عندما دعا لشراء الأجهزة من شركاء له. وفي مذكرة كتبها متطوع وأرسلها إلى لجنة الرقابة في مجلس النواب قال فيها إن قلة من المقترحات نجحت، مشيرا إلى أن زيارة نائب الرئيس مايك بنس إلى مركزهم المزدحم لتشجيعهم، زاد من إرباكهم. وقال المتطوع: “كانت طبيعة ومستوى الرد غير كافية” و”كانت دورة بيروقراطية من الفوضى“.
وتقول الصحيفة إن عملية البحث التي بدأها ترامب وكوشنر دفعت القطاع الخاص إلى داخل البيروقراطية الفدرالية، وأصبحت حالة دراسة حول الكيفية التي قامت بها الإدارة بمنح الأولوية للعلاقات الشخصية والولاء على الخبرة، وتم فيها منح المصالح الشخصية منفذا واحتراما. وتم وضع المسؤولين الفدراليين من أصحاب الخبرة في تشكيل الخطط تحت حلفاء كوشنر والذين يعملون من داخل البيت الأبيض ويعتقدون أن خبرتهم في القطاع الخاص ستحل مشكلة نقص الأدوات الطبية.
وكان من المتوقع قيام المتطوعين الشباب الذين تم اختيارهم من شركات سندات واستثمارات مالية بتطبيق طرقهم وخبراتهم في عقد الصفقات لاختيار الشركات الأفضل وتصفيتها من السيئة، حسبما قال مسؤولون في الإدارة. وأضافوا أن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية رغم خبرتها الطويلة في مجال التحضير، لم تكن جاهزة لمواجهة وباء انتشر على قاعدة غير مسبوقة، وهو ما أثّر على الولايات الأمريكية الخمسين.
واعترف المسؤولون أنهم وجدوا صعوبة في تحديد العقود الأحسن التي نجح المتطوعون في تصفيتها. ولكن معلومة واحدة استطاع المتطوعون نقلها للمسؤولين انتهت بكارثة ـوهي من يارون أورين- باينز المهندس في سيليكون فالي، وقال فيها إنه يستطيع توفير 1.000 جهاز تنفس. وأرسل المتطوعون العاملون مع كوشنر المعلومة إلى المسؤولين الفدراليين والذين قاموا بدورهم بتمريرها إلى المسؤولين البارزين في نيويورك. وافترض هؤلاء أن هذا الشخص تم فحصه وعرضوا عليه عقدا بمبلغ خيالي، 69 مليون دولار. ولم يوفر أي جهاز، حيث يحاول المسؤولون في نيويورك استعادة المال.
وقال المسؤول السابق في إدارة الطوارئ تيموثي مانينغ: “هناك مثل قديم يقول إن الكارثة هي أسوأ وقت لتبادل بطاقات العمل” و”هي الوقت الخطأ للبحث عن مشتريات جديدة”.
وتكشف الصحيفة عبر مقابلات مع مسؤولين في وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية ووثائق ورسائل إلكترونية عن الطريقة التي عقّد فيها فريق شكّله كوشنر جهود المؤسسات الفدرالية وهي تواجه أسوأ أزمة في تاريخها.
وكشفت صحيفة واشنطن بوست عن المذكرة التي كتبها المتطوع إلى المشرعين، وانتظر هندريكس جوابا من المؤسسة الفدرالية، خاصة أنه شاهد أخبارا عن عقود تمت، فيما لم يردّ المتطوعون على بعض رسائله الإلكترونية، وعلق: “عندما عرضت عليهم حقوقا حقيقية من شركة موثوقة ظلوا يتجاهلونني ويضعونني في أدنى القائمة، وواصلوا توقيع العقود الرهيبة“.
ويقول المسؤولون في وكالة إدارة الطوارئ، إنه مع انتشار الفيروس في أمريكا، أصبح تركيز كل فروعها في كل الولايات على الحصول على إمدادات طارئة من الخارج بدلا من توزيع المتوفر لديها.
وفي مقابلات مع مسؤولين سابقين وحاليين قدّموا فيها مواقف ممزوجة من تدخل كوشنر، حيث أثنى البعض عليه، وقالوا إن جهوده أكدت عدم تدخل مسؤولي البيت الأبيض في جهود الرد، وعدم ربط إمدادات الوكالة مع الإمدادات العسكرية. وقال بعضهم إنه كان جاهزا ولديه بيانات وردّ مع نوابه بمن فيهم صديقه أدم بولر على الأسئلة.
ويرى آخرون أن جهود كوشنر هي حل لمشكلة من صناعة الرئيس، فلو تحرك في منتصف آذار/ مارس، وكلّف وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية لقيادة الجهود للرد على فيروس كورونا، لكانت قادرة على اتباع الإجراءات المعروفة لديها، ولاستطاعت الرد على المطالب المتزايدة.
ومع اتخاذ ترامب قراره كان المخزون الوطني الإستراتيجي ينفد سريعا. ومن هنا لم يكن أمام الوكالة إلا البحث عن أي فرصة مهما كانت غريبة، كما يقول مسؤولون فيها. ومع بدء وصول المتطوعين في 20 آذار/ مارس، تساءل المسؤولون في الوكالة عن سبب عدم تجنيد البيت الأبيض قدرات بشرية أكبر من الجيش أو الوكالات الأخرى ذات الخبرة في توفير المواد اللوجيستية، كما هو معهود في الأزمات.
وقال مسؤولان حاليان ومسؤول سابق في الوكالة، إن تدخل البيت الأبيض قاد إلى تضييع فرص شراء معدات وقاية من مصادر موثوقة.
وتضيف الصحيفة أن بعض المقربين من ترامب طلبوا معاملة خاصة من وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية. فقد واصلت جينين بيرو المذيعة في فوكس نيوز، والمؤيدة لترامب الاتصال مع الوكالة حتى تم إرسال 100 ألف قناع لمستشفى اختارته.
وضغط الدكتور ألبرتو هازوري، طبيب الأسنان وأحد زوار منتجع مار-إي- لاغو الخاص بترامب من أجل شراء معدات من شريك له. وفي السابق استخدم علاقته بترامب للوصول إلى الوكالات الفيدرالية، واتصل مع المتطوعين قائلا إنه يستطيع توفير 100 ألف جهاز فحص من المكسيك.
ويعمل في الوكالة رجال مجربون من المحاربين السابقين وخبراء الكوارث الذين ارتبط عملهم بكوراث شهدتها أمريكا، من إعصار كاترينا وساندي وديبووت هويرزون وأيرين.
وبالمقارنة كان المتطوعون من جامعات مثل ستانفورد ومن العاملين في غولدمان ساكس وغوغل، في العشرين من عمرهم، واحد منهم تخرج من الجامعة قبل سنة. وقامت شركة إنسايت بارتنرز بتجنيدهم من شركة ويلش وكارسون وأندرسون أند ستو، وغيرها من شركات في نيويورك.
وحسب مذكرة المتطوع، فلم تقدم لهم تعليمات حول عملهم، ومعظمهم استخدم بريده الإلكتروني الخاص، مما طرح أسئلة من الشركات والسماسرة حول نيتهم.
وبعد أيام من العمل جاءت الحكومة وطلبت منهم التوقيع على اتفاق عدم تسريب معلومات حول العمل أعدته وزارة الأمن الداخلي. وعمل المتطوعون 12 ساعة في اليوم، وقاموا بالبحث في مواقع الوكالة، ولكن عملهم تأثر بالتغيرات المستمرة للعملية.