من الصحف البريطانية
مع بلوغ حصيلة الوفيات حول العالم قرابة المليون جراء إنتشار وباء كورونا وتجاوز مجموع الإصابات بالفيروس لحاجز الثلاثة ملايين ونصف المليون تكاد الصحف البريطانية لا تتوقف عن متابعة تطورات المواجهة مع الوباء من كل زواياه سواء بالخبر أو المعلومة الطبية أو التحليل لآثار وتبعات هذه الجائحة العالمية الكبرى.
حرصت صحيفة “الديلي ميل” خلال الساعات القليلة الماضية على تناول أحدث تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعرب خلالها عن تفاؤله بإمكانية أن يكون هناك لقاح لفيروس كورونا بحلول نهاية العام الجاري 2020.
ونسبت المراسلة السياسية للصحيفة في واشنطن “نايكي سكواب” إلى ترامب قوله لمحطة فوكس نيوز قوله: “نحن واثقون جدًا من أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام، نبني خطوط إمداد الآن ولكن ليس لدينا حتى الآن اللقاح النهائي للفيروس“.
وبحسب المراسلة فإن ترمب لا يبدي تحفظاً على توصل أي دولة أخرى للقاح، بل أشار إلى تعاون وثيق في هذا الخصوص جنبًا إلى جنب مع أستراليا والمملكة المتحدة أيضًا .
وفي سياق متابعتها لقضايا حقوقية وإنسانية أخرى لا تكون لها بالضرورة علاقة بوباء كورونا لكنها مرتبطة زمنياً على الأقل بوقوعها خلاله يثير مراسل صحيفة “الإندبندت” بورزو داهاجي قضية المخرج المصري الشاب “شادي حبش” الذي يشتبه في وفاته في السجن بعد معاناته من مرض غير معروف عن عمر يناهز الأربعة وعشرين عاماً.
يقول الكاتب إن حبش عرف أن حياته كانت تنفد بينما كان يرزح خلف القضبان مصارعا لمرضه في سجن طره سيئ السمعة في القاهرة.
وتنقل الصحيفة عن المحامي والناشط طارق حسين وصفه لقصة حبش بأنها على على تويتر ” قصة حزينة قصيرة عن مستقبل مصر التي تموت يوما بعد يوم في السجن” على حد قوله.
تم القبض على حبش في مارس 2018 بتهم “خطيرة” تتعلق بالأمن القومي ووضع داخل سجن شديد الحراسة، ولم يُحكم عليه حتى الآن بالسجن أو حتى تحديد موعد المحاكمة أثناء احتجازه في ظروف أمنية مشددة في حي المعادي بالقاهرة.
أما عن التهمة التي أودع حبش بسببها السجن فتعتقد محررة الاندبندنت أن المخرج السينمائي ريما تورط في ما أعتبر حكومياً خطأَ لمشاركته في إنتاج مقطع فيديو موسيقي لقناة معادية استخدم مصطلحا عاميا مسيئاً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غضب نشطاء حقوقيين يركزون على انتهاكات النظام العسكري في القاهرة.
قضية حبش في رأي ناشطين تعيد إثارة المخاوف من الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء واستهداف المعارضين السلميينولا يزال سبب وفاة حبش بحسب الصحيفة غير واضح لكن محاميه قال لوكالة فرانس برس إن صحته كانت تتدهور لعدة أيام. ونُقل عن أحمد الخواجة قوله “دخل المستشفى وعاد إلى السجن حيث توفي ليلًا“.
وكتب حبش في رسالته الأخيرة كنا تقول الصحيفة “السجن لا يقتل، الوحدة تقتل” وأضاف “على مدى العامين الماضيين كنت أحاول بمفردي مقاومة كل شيء يحدث لي، حتى أتمكن من الخروج من السجن بنفس الشخص الذي كنت تعرفه دائمًا، ولكن لا يمكنني المضي قدمًا. أحتاج دعمكم حتى لا أموت“.
وفي مؤشر على تصاعد القلق بشأن حرية الوصول إلى المعلومات بشأن أزمة كورونا تنوه صحيفة “الغارديان” بموقف هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في دفاعها عن تحقيق لبرنامج بانوراما يكشف النقاب عن نقص في معدات الحماية بين العاملين في مجال الرعاية الصحية ، وذلك بعد شكوى رسمية من وزير الثقافة.
وكان “بانوراما” كشف الأسبوع الماضي عن اختلالات في تعاطي بعض المؤسسات المعنية في التعامل مع متطلبات مكافحة الوباء.
وكان أوليفر داودن وزير الثقافة البريطاني كتب في رسالة إلى المدير العام للمؤسسة الاعلامية العريقة طوني هول: “أنا متأكد من أنك ستوافق على أنه من المهم الحفاظ على ثقة الجمهور في سمعة بي بي سي منذ فترة طويلة في إعداد تقارير عادلة ومتوازنة ، وأن أي ضرر في ذلك سيكون مقلقًا للغاية“.
وقد أثيرت مخاوف من أن عددًا غير متناسب ممن تمت مقابلتهم في البرنامج كانوا نشطاء سياسيين أو كانت لهم روابط واضحة بحزب سياسي. لم يتم توضيح ذلك على حد سواء للمشاهدين ولا يعكس توازن وجهات النظر.
غير أن متحدثة باسم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أكدت يوم الأحد أن المؤسسة تلقت رسالة داودن، مضيفة أنها سترد عليها في الوقت المناسب، كما أشارت إلى بيان صدر الأسبوع الماضي قال إن مصادر الكشف عن معدات الوقاية الشخصية لم يكن الأطباء الذين ظهروا في البرنامج.
الأمر على أي حال لا يزال محل بحث وتدقيق لكن بي بي سي تعتقد أن مذيع البرنامج كان يرغب في تسليط الضوء على تعليقات رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الأسبوع فيما يتعلق بمعدات الحماية الشخصي ، لكن موقف المؤسسة يبدو حاسما في التأكيد على حق صحفييها في ممارسة عملهم بحرية تامة خصوصا في ما يتعلق بأي وجه من أوجه القصور في التعاطي مع قضية وباء كورونا وهو موقف يلقى الكثير من الدعم من قبل أوساط عدة في بريطانيا.