من الصحف البريطانية
ناقشت مقالات في صحف بريطانية أسلوب التعامل الدولي مع وباء فيروس كورونا، وأحوال المعاقين “المنسيين” في ظله وسبب “فعالية” وسائل الهند في المواجهة.
قالت صحيفة الإندبندنت في مقال لهيلاري بن عضو مجلس العموم الحالي ووزير التنمية الدولية السابق، إن القضاء على وباء فيروس كورونا “يتطلب الشيء الوحيد الذي يفشل فيه العالم في تحقيقة دائما وهو العمل معًا“.
وينطلق هيلاري من اعتقاد هو أنه في مثل هذه الأزمات لا بد من التعاون مع الآخرين كي يمكن إنقاذ الجميع، فيقول “علينا التزام واجب هو مساعدة جيراننا الذين نشاركهم هذا الكوكب”، مضيفا “إن بقاءهم، وكذلك بقاءنا ، يعتمد على هذا الالتزام“.
يتحدث الكاتب عن “أفضل ما في مجتمعاتنا في مواجهة محنة كبيرة”، مشيرا إلى أن الناس “يبحثون عن جيرانهم ويضمنون حصول الفئات الأكثر ضعفاً على الغذاء، ويتواصلون مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يعيشون بمفردهم.”
وأضاف أن 20 ألفًا من الممرضات ومقدمي الرعاية والأطباء السابقين عادوا إلى العمل في هيئة الخدمة الطبية ، إن إتش إس، لتقديم مهاراتهم وخبراتهم، كما تقدم 750 ألف شخص من الجمهور للتطوع والمساعدة بأي طريقة ممكنة.
ويعتبر هيلاري أن “كل هذا هو تذكير بأن المملكة المتحدة هي في جوهرها دولة عطوفة وسخية، غير أن السياسي البريطاني يعتقد بأن هزيمة الوباء الحالي يحتاج لأكثر من ذلك.
مع تأكيد أكثر من 3 ملايين حالة إصابة حول العالم، نحتاج إلى جهد دولي ضخم لمكافحة هذا الفيروس. للأسف، فإن النوع نفسه من روح المجتمع التي رأيناها في العديد من البلدان شحيح على المستوى الدولي حتى الآن.
وقال “مع تضافر أمتنا، فإن الانتشار العالمي المستمر لفيروس كورونا يذكرنا بأن الأمراض لا تحترم الحدود الوطنية.”
واضاف “مع تأكيد أكثر من 3 ملايين حالة إصابة حول العالم، نحتاج إلى جهد دولي ضخم لمكافحة هذا الفيروس. للأسف، فإن النوع نفسه من روح المجتمع التي رأيناها في العديد من البلدان شحيح على المستوى الدولي حتى الآن.”
وضرب مثالا بنقص مستلزمات الحماية الشخصية اللازمة للعاملين في المجال الطبي الواقفين على الخطوط الأمامية في الصراع مع الوباء، وعدم إعلان بعض الدول عن حجم انتشار الوباء فيها.
وقال “لقد شهدنا تدافعا تنافسيا على معدات الحماية الشخصية، وغياب الشفافية في بعض البلدان بشأن مدى الإصابة وتوجيه أصابع الاتهام واللوم، وغياب مناقشات منتظمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (أول جلسة عقدت فقط في بداية شهر أبريل)“.
كما اشار هيلاري إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف تمويل منظمة الصحة العالمية. ويقول “مهما كان رأي الرئيس في أداء منظمة الصحة العالمية حتى الآن، فإن خضم الوباء ليس هو الوقت المناسب لمثل هذه الخطوة الخطيرة والمُضَللَّة.”
وتطرق الوزير البريطاني السابق إلى حاجة جميع الدول إلى مستلزمات أخرى مثل الأقنعة والأثواب والقفازات والمعدات الطبية وأدوات اختبار الإصابة بالفيروس.
وقال “لقد حان الوقت لبذل جهد عالمي لصنعها وتوزيعها“.
ونبه إلى أن “بعض البلدان سيحتاج إلى المساعدة لدفع تكاليف كل هذا، بما في ذلك الحصول على لقاح عندما يكون جاهزا“.
وقال” للقيام بكل هذه الأمور، سنحتاج إلى التزام الدول بالعمل معا. وهذا يتطلب قيادة سياسية وإرادة مستعدة للارتقاء فوق القومية الضيقة. بعد كل شيء، فإن نوع روح المجتمع التي رأيناها في المملكة المتحدة استجابة لهذه الأزمة ينبع من الاعتقاد نفسه السائد تماما بأن لدينا التزاما بمساعدة جيراننا الذين نشاركهم هذا الكوكب.”
وانتهى هيلاري إلى أن “التزام المملكة المتحدة القديم بالمساعدة وتخفيف عبء الديون هو التعبير العملي لإنسانيتنا المشتركة. لذا دعونا الآن نجمع بين أموالنا وقيادتنا لنظهر ما يمكننا القيام به.”
وفي مقال في الغارديان تلفت فرانسيس راين النظر إلى وضع المعاقين في ظل أزمة وباء فيروس كورونا الحالي، وقالت إن الوباء “جعل نسيان الأشخاص المعاقين أسهل“.
وتعبر عن اعتقادها بأنه يجب أن “نفهم أن اللامساواة الموجودة في بنية تعامل المؤسسات مع الأمور تعني أن البعض سيتعرض لقدر من الأذى أكبر من غيره ، وهذا أمر بالغ الأهمية إذا كنا نأمل في إبطاء انتشار هذا الوباء“.
وتشير الكاتبة إلى أن عددا متزايدا من البالغين المعاقين (45.1 في المئة) مقارنة بغيرهم من غير المعاقين (30.2 في المئة)، يقولون إنهم قلقون للغاية بشأن تأثيرات فيروس كورونا على حياتهم.
خلال الأسابيع القادمة، سيكون من السهل نسيان الأشخاص ذوي الإعاقة. الشيء الوحيد الأكثر خطورة من عدم المساواة هو عندما تكون اللامساواة غير مرئيةفرانسيس راين، الغارديان
وتضيف أن ما يقرب من ثلثي الأشخاص المعاقين قالوا إن المخاوف المتعلقة بالفيروس تؤثر على رفاههم.
وتخلص الكاتبة إلى أنه “وسط عدم اليقين الهائل، من الواضح أن الأمر سيستغرق فترة طويلة قبل أن نعود إلى أي شعور بالحياة الطبيعية. هذا ينطبق بشكل خاص على الفئات المهمشة.”
وتحذر من أنه “خلال الأسابيع القادمة، سيكون من السهل نسيان الأشخاص ذوي الإعاقة. الشيء الوحيد الأكثر خطورة من اللامساواة هو عندما تكون تلك اللامساواة غير مرئية.”
وفي مقال بصحيفة آي بعنوان “فيروس كورونا في الهند: لماذا يعد عدد الحالات والوفيات منخفضا نسبيا في بلد يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، تقول روشيلا شارما إن الهند شهدت أول حالة إصابة قبل نحو شهرين، ولديها حاليا 31332 إصابة مؤكدة و 1008 وفيات فقط.
وتشير إلى أن الهند ثانية كبريات دول العالم من حيث عدد السكان ، لكنها فاجأت الخبراء في الأشهر الأخيرة بعدد منخفض للغاية لوفيات فيروس كورونا.
وتشير الكاتبة إلى خوف الخبراء من حدوث ملايين الوفيات المحتملة بسبب الأنظمة الصحية الضعيفة في الهند، لكن الأرقام الخاصة بكوفيد 19 في البلاد تظهر حقيقة مختلفة، حتى الآن.
وتعدد روشيلا بعض أسباب ذلك. وتقول إنه في حين يصعب تحديد السبب الذي يجعل الهند تبدو وكأنها تحقق نجاحا في مواجهة الوباء ، فإن أحد الإجراءات الرئيسية التي تميزها عن الدول الأخرى هو طريقتها في تطبيق الإغلاق.
وحسب رأي الكاتبة، فإن الهند انتبهت مبكرا إلى أهمية تطبيق الإغلاق. وتضيف أن الذين انتقدوا ذلك يدرسون الآن ما إذا كان لهذا دور كبير في انخفاض معدلات انتشار الفيروس.
وتتحدث أيضا عن القيود التي بادرت السلطات الهندية بفرضها على السفر.
وتقول روشيلا “فرضت البلاد بالفعل تدابير للتعامل مع كوفيد 19 قبل الإغلاق. ففي 11 مارس/ آذار ، علقت البلاد جميع التأشيرات السياحية وأعلنت أن أي مسافر كان في مناطق تضررت بشدة سيتم عزله لمدة أسبوعين. كما أعلنت في 22 مارس أنه سيتم حظر جميع الرحلات الجوية الدولية القادمة إلى الهند، وتم تعليق جميع خدمات القطارات.”
ومن بين العوامل المهمة الأخرى هو أن الهند دولة فتية، كما تشير الكاتبة.
وتقول “أحد العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند النظر إلى أرقام وباء فيروس كورونا في الهند هو أن سكان الهند صغار جدا ، خاصة عند مقارنتهم بالمملكة المتحدة وإيطاليا.”