من الصحف الاميركية
أفادت الصحف الاميركية الصادرة اليوم بأن إجمالي الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” في الولايات المتحدة تجاوز المليون حالة.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت ان الولايات المتحدة سجلت حتى مساء الأحد 977630 إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينها 55013 وفاة، ما يعادل نحو 5.6% من حصيلة الحالات.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات والوفيات المسجلة بعدوى “كوفيد 19”.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عن مخاوف الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويأتي القلق رغم أن الانتخابات لن تعقد إلا بعد ستة أشهر، ولكن سلسلة من الاستطلاعات والطريقة الشاذة التي أدار فيها الرئيس دونالد ترامب المؤتمرات الصحافية الليلية قبل إعلانه عن وقفها، جعلت الجمهوريين يشعرون بالعصبية.
وفي التقرير الذي أعده جوناثان مارتن وماغي هابرمان، قالا فيه إن الطريقة السيئة التي أدار فيها ترامب أزمة فيروس كورونا والوضع الإقتصادي المتردي، وتراجع شعبيته، جعلت الجمهوريين في حالة من العصبية، وأنهم في خطر خسارة الرئاسة ومعها مجلس الشيوخ، لو لم يقم الرئيس بوضع أمريكا على طريق أفضل.
وبدا التحدي للجمهوريين واضحا من خلال تقديم 26 مليون أمريكي بلاغات قالوا فيها إنهم ما عادوا يعملون ويحتاجون للمساعدة الحكومية. ويبدو وضع ترامب في الولايات التي حملته للرئاسة عام 2016 مترنح.
وتظهر الاستطلاعات الجديدة أنه خسر شعبية واسعة في ميتشغان وبنسلفانيا وبفارق ضئيل في فلوريدا التي يجب عليه الفوز بها، وجمع الجمهوريون تبرعات انتخابية أكثر من الجمهوريين في الربعية الأولى من انتخابات الكونغرس المهمة، وذلك حسب آخر تقارير للحملات الإنتخابية.
وفي الوقت الذي يتقدم فيه ترامب على منافسه المفترض جوزيف بايدن، إلا أن المتبرعين الديمقراطيين بدأوا بالتركيز على الانتخابات العامة، ويخطط عدد من المتبرعين الكبار للإنفاق بشكل كبير نيابة عن الحزب.
وتقول الصحيفة إن الميزة التي يتمتع بها ترامب على منافسه وهي الوصول إلى الرأي العام والتنمر على الجميع أصبحت منبرا للخراب الذاتي. فقد أصبحت المؤتمرات الصحافية اليومية التي يعقدها يوميا حول فيروس كورونا سببا في تدمير موقفه السياسي. ويعتقد بعض الجمهوريين أن تعليقاته الأخيرة حول معالجة فيروس كورونا بالتشمس وتناول المطهرات كانت نقطة التحول لدى المسؤولين الكبار في الحزب.
انتقد المحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان إدارة الرئيس دونالد ترامب لأزمة تفشي وباء كورونا في الولايات المتحدة، وقال إن الإيجاز اليومي الذي يقدمه ترامب يمثل خطرا على الصحة العامة.
ورأى فريدمان -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان “نحتاج مناعة القطيع ضد ترامب وفيروس كورونا”- أن إخراج أميركا من الأزمة الراهنة بأقل خسائر في الأرواح، وأقل أضرار على الاقتصاد؛ يتطلب رئيسا يمكنه توجيه نقاش يقوم على أسس العلم بعيدا عن الحزبية لقيادة البلاد خلال المقايضات الأخلاقية والاقتصادية والبيئية التي يتعين عليه القيام بها.
وقال إن ترامب من خلال سياساته الرامية إلى زرع بذور الانقسام والتفرقة في المجتمع الأميركي، وتصريحاته التي تقترح استخدام المطهرات لعلاج المصابين بوباء كورونا؛ لا يقوض مناعة المجتمع الأميركي ضد فيروس كورونا فحسب، بل يقوض أيضا مناعته المعرفية، وقدرته على التمييز بين العلم والدجل وبين الحقائق والتلفيق أيضا.
وأضاف أن من سوء حظ الأميركيين حدوث أسوأ أزمة في التاريخ الأميركي خلال فترة رئاسة ترامب.
ووفقا لتوماس فريدمان، فإن أميركا محكوم عليها بالفشل ما لم يتول قيادتها رئيس يمكنه التوفيق بين الحاجة لحماية الشعب من وباء كورونا وحاجته للعودة إلى العمل، وكذلك التوفيق بين الحاجة لحماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي.
وأوضح أن المؤشرات كانت تشير إلى أن كارثة وشيكة تلوح في الأفق، ولكن لا أحد يريد الحديث عنها، وإن وباء كورونا كان النتيجة المنطقية لحروب البشر المدمرة والمتنامية ضد الطبيعة.
وفي إشارة إلى إهمال ترامب المؤشرات بشأن الفيروس، قال فيردمان إن الحديث عن الرخاء الاقتصادي ظل أحد المواضيع المفضلة لدى ترامب، فطالما صرح بأن وضع الاقتصاد الأميركي مثالي، إلى أن جاء وباء كورونا ودمّر كل شيء.