من الصحف الاميركية
ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه سيقيم احتفالًا بعيد الاستقلال 4 يوليو في المركز التجاري الوطني بواشنطن العاصمة، مثل العام الماضي، وأضاف ترامب انه “في 4 يوليو سنفعل ما كان لدينا في المركز التجاري. كما تعلمون سنقوم بذلك، لقد حققنا العام الماضي نجاحًا هائلا، وأتصور أننا سنفعل ذلك، آمل أن أتمكن من استخدام مصطلح (إلى الأبد)، لقد كان هذا نجاحًا كبيرًا كما تتذكرون”، وقال إنه سيكون هناك عرض عسكرى متذكرا الذين وافتهم المنية بفيروس كورونا.
لفتت صحيفة واشنطن بوست إلى مفارقة إرسال مصر مساعدات طبية إلى الولايات المتحدة، في وقت تستمر فيه معاناة المصريين من الفقر ومن فيروس كورونا.
جاء ذلك في تقرير للكاتبين ميشال بورستاين وسودارسان راغافان، حيث قالا إن المساعدات -التي شملت إمدادات طبية حملتها طائرة عسكرية من طراز سي-130- تهدف إلى إظهار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب وللتحالف بين البلدين.
لكن تقرير واشنطن بوست أضاف في الوقت نفسه أن الهدية المصرية تزامنت مع تساؤل مصريين عما إذا كانت بلادهم تمتلك الموارد الكافية لتوزيع المساعدات للآخرين خلال الوباء؟
وعن محتوى هذه المساعدات، نقلت الصحيفة عن مايك إيفانز (كاتب وناشط مسيحي من تكساس قدّم المشورة لترامب، واجتمع بشكل متكرر مع قادة الشرق الأوسط، بمن فيهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) أن الإمدادات تحتوي على أدوية التخدير والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى أكياس الجثث والأقنعة وعينات الاختبار.
ونقلت الصحيفة عن إيفانز أيضا أن مصر تسعى من خلال هذه الشحنات لإظهار امتنانها للدعم الذي تلقته من واشنطن منذ تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
ووفقا لوزارة الصحة المصرية، فقد أُرسلت هذه الشحنات بعد أيام قليلة من تلقي مصر أربعة أطنان من الإمدادات الطبية الوقائية من الصين لمساعدتها على محاربة فيروس كورونا.
في سياق متصل، تساءلت مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ميشيل دون عما إذا كانت مصر تمتلك حقًا الإمدادات الطبية الكافية لتوزيعها أو تصديرها؟ حيث أشارت إلى تقارير تكشف عن تفشي الفيروس في بعض المستشفيات المصرية، وعن تخزين بعض الأدوية.
وأوضحت واشنطن بوست أن ثلث سكان مصر (البالغ عددهم أكثر من مئة مليون شخص) يعيشون في فقر مدقع. ووفقا لميشيل دون، فإن تخلي مصر عن المساعدات الطبية أو تصديرها سيثير القلق والاستياء داخل مصر. والواقع أن طريقة تصرف السيسي في الهدايا أو المبيعات تهدف إلى إظهار قدرته على التغلب على كوفيد-19 داخل مصر، ورغبته في تعزيز بعض علاقاته المهمة.
في الوقت نفسه تنقل الصحيفة الأميركية عن مسؤولين مصريين أن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في مصر تجاوزت 7% من المصابين، في حين بلغت نسبة الوفيات في الولايات المتحدة نحو 5% فقط. ووفقًا لموقع السفارة الأميركية في مصر، وإلى حدود الأحد الماضي، سُجل 3114 حالة إصابة بالفيروس في البلاد.
وفي أوائل أبريل/نيسان الجاري، أرسل السيسي طائرتين عسكريتين إلى إيطاليا محملتين بالمعدات الطبية والملابس الواقية ومواد التنظيف ومعقمات؛ لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وكُتب على العبوات باللغتين
وذكرت الصحيفة أن وزيرة الصحة المصرية هالة زايد رافقت الشحنة، وسلمتها شخصيا إلى المسؤولين الإيطاليين أمام عدسات وسائل الإعلام، وعُرضت مراسم الاستقبال بالكامل في بث حي على فيسبوك.
ووفقًا لتغريدة نشرها وزير التجارة الدولية البريطاني غريغ هاندز، أرسلت مصر قبل ذلك بأسبوع مليون قناع طبي إلى إيطاليا، وفي فبراير/شباط الماضي، سافرت زايد إلى بكين، حيث سلّمت عشرة أطنان من المعدات الطبية وغيرها من المواد إلى الصين.
وتختم واشنطن بوست بالإشارة إلى رد فعل المصريين الرافض لتصرفات السلطة، حيث قالت إن العديد من المصريين لجؤوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لمساءلة حكومتهم عن الشحنات المرسلة في وقت ارتفعت فيه أسعار الأقنعة ومعقمات الأيدي، مما يجعلها غير متاحة لأغلب المصريين.
ووفقا لمسؤولي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، فقد اعتقلت قوات الأمن المصرية طبيبا وصيدليا بعد التنديد بنقص الأقنعة في مقطع فيديو نُشر على فيسبوك.
وأشارت الصحيفة إلى وجهة نظر ترى أن هذه الشحنات الطبية تعدّ وسيلة للحاق بالركب الأميركي والأوروبي، في وقت يبني فيه السيسي ما يصفه النقاد بأنه النظام الأكثر قمعا في تاريخ مصر الحديث، علما بأن إدارة ترامب لم تبد أي رد فعل علني إزاء انتهاكات النظام العديدة لحقوق الإنسان، لكن المشرعين بالكونغرس يسعون إلى وضع حد لمئات الملايين من الدولارات من المساعدات العسكرية المقدّمة لمصر بسبب وفاة مواطن أميركي محتجز بسجن مصري في يناير/كانون الثاني الماضي.
كشفت صحيفة نيويورك تايمز إن ريك برايت طبيب من الوكالة الفدرالية التي تشرف على أبحاث لقاح فيروس كورونا قال إنه أطيح به من منصبه بعد أن شكك في فعالية هيدروكسي كلوروكوين، العقار المضاد للملاريا الذى وصفه الرئيس في كثير من الأحيان كعلاج لكوفيد 19.
وأوضحت الصحيفة أن برايت الذى كان مديرًا لهيئة البحث والتطوير الطبي المتقدم (BARDA)، تم تعيينه فى منصب مع مسؤوليات أقل وفقًا لبيان من محاميه.
وقال برايت في بيان للصحيفة “بينما أنا مستعد للنظر في جميع الخيارات والتفكير” خارج الصندوق “للحصول على علاجات فعالة، فقد قاومت بحق الجهود المبذولة لتوفير دواء غير مثبت عند الطلب للجمهور الأمريكي“.
وقال المسئول الوظيفي الذي قاد هيئة البحث والتطوير الطبى منذ عام 2016: “أنا أتحدث علانية لأنه لمكافحة هذا الفيروس القاتل يجب أن ترتكز على العلوم – وليس السياسة أو المحسوبية“.
وكان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب من أكثر المروجين لهيدروكسى كلوروكوين كعلاج لكورونا، ولكنه تراجع بعد دراسة تؤكد عدم فاعليته بل وتسببه فى حالات وفيات كثيرة.