من الصحف الاميركية
يبدو أن أزمة دبلوماسية عميقة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين بدأت تلوح في الأفق، إذ سبقت الاتهامات المتبادلة بين البلدين قيام الولايات المتحدة بطرد عشرات الصحافيين الصينيين في أميركا لترد الصين على الفور وتطرد جميع الصحافيين الأميركيين المتواجدين في الصين، وذلك وفقا لما أوردته “نيويورك تايمز“.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أجرى اتصالات مع صحيفة واشنطن بوست وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز يوم 21 مارس، وقال إنه موجود لتقديم المساعدة وفقًا لشخص مطلع على المكالمة، واعترف بأن العملية الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترمب تجاه الصين ربما كانت سيئة التوقيت.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الولايات المتحدة تبدأ فى تجربة سريعة فى الاقتراض بدون سابقة، مع حصول الحكومات والشركات على تريليونات الدولارات من الديون لتعويض الأضرار الاقتصادية الناجمة عن وباء كورونا.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية فى طريقها هذا العام لإنفاق ما يقرب من 4 تريليون دولار أكثر مما جمعته من الإيرادات، وفقا للمحللين، وهو عجز للموازنة يبلغ ضعف حجم الاقتصاد تقريبا، فى أى عام منذ عام 1945.
كما أن الاقتراض التجارى يسجل أيضا مستويات قياسية. فالشركات العملاقة مثل أكسون موبيل ووالجرينز التى تعثرت فى الدين فى العقد الماضى، تستنفذ الآن خطوط الائتمان الخاصة بها وتنتقى حاملى السندات لمزيد من الأموال النقدية.
ولدعم هذا الاقتراض خفض الاحتياطى الفيرالى معدلات الفائدة إلى صفر، وأضاف أكثر من 2 تريليون دولار من القروض لمحفظته فى الأسابيع السنة الماضية، وهو نفس المقدار الذى حدث فى السنوات الأربع التالية للكساد الكبير فى ثلاثينيات القرن الماضى.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها في القاهرة ديكلان وولش، قال فيه إن المخاوف التي تسيطر على العاصمة السودانية الخرطوم هي من انقلاب جديد في ظل التحضير لمواجهة فيروس كورونا.
وقال إن المدنيين والعسكريين يتنافسون على السلطة مع بداية ثلاثة أسابيع من الإغلاق العام. مشيرا إلى أن الخلاف حول الطريقة التي يجب فيها التعامل مع الفيروس قادت إلى مواجهة علنية بين قادة السودان العسكريين والسياسيين، مما كشف بشكل واضح عن هشاشة عملية التحول الديمقراطية.
وأعلن رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك يوم الخميس، عن عزله حاكم ولاية الخرطوم الجنرال أحمد عبدون حماد، لأنه تحدى قرار الحكومة بإلغاء صلاة الجمعة بمساجد الخرطوم وأم درمان.
ومثل بقية الدول الأفريقية، لم تسجل السودان إلا حالات قليلة من كوفيد- 19، إلا أن الجنرال حماد رفض الانصياع لأوامر رئيس الوزراء، وقال في بيان صدر عن مكتبه بأنه سيظل على رأس عمله، وهو خلاف عام وتحد انفجر للعلن، ويكشف عن الصدع المتزايد بين المجلس الأعلى الحاكم المكون من مدنيين وعسكريين في عملية من المفترض أنها ستقود إلى انتخابات ديمقراطية بحلول 2022.
وقبل عام اجتمع المتظاهرون أمام مقرات القيادة العامة حيث أجبروا الديكتاتور السابق عمر حسن أحمد البشير على الرحيل، وهي لحظة مفعمة بالعاطفة وثّقتها عدسة المصور يايوشي تشيبا من وكالة الأنباء الفرنسية وحازت على جائزة صورة العام للصحافة العالمية.
إلا أن الانتهازية السياسية أثرت على حالة عدم الاستقرار السياسي والانهيار الاقتصادي وحالات متفرقة من العنف شهدتها الأشهر الأخيرة وأعاقت خروج البلد من مرحلة عمر البشير.
وكافح رئيس الوزراء حمدوك، الذي عمل سابقا في الأمم المتحدة لتثبيت دعائم حكمه ضد سطوة الجنرالات الذين سيطروا على مراكز السلطة المهمة، بما فيها الاقتصاد ومحادثات السلام مع المتمردين في الجنوب ومنطقة دارفور.
وتعرض حمدوك الشهر الماضي إلى محاولة اغتيال في العاصمة الخرطوم، ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عنها، إلا أن أنصار رئيس الوزراء حملوا الجيش المسؤولية، والذين تعاونوا مع أنصار النظام السابق.
وقال وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح: “هناك أشخاص يحاولون استهداف مكاسب الثورة السودانية“.
وفاقم انتشار فيروس كورونا التوتر، وبعد زيادة عدد حالات الإصابة به الأسبوع الماضي، قررت الحكومة إلغاء صلاة الجمعة، وأعلنت إغلاقا عاما لمدة ثلاثة أسابيع تبدأ من يوم السبت، وفي تحد لهذه الأوامر، احتشد محتجون خارج مقر القيادة العامة يوم الخميس، ودعوا لعزل حكومة حمدوك، وهتفوا: “لا لحكومة الجوع“.
وبعد ساعات من المواجهة مع والي الخرطوم، اتصل المسؤولون المدنيون بالدبلوماسيين الغربيين والصحافيين محذرين من إمكانية استخدام الجيش أزمة فيروس كورونا للقيام بانقلاب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في منظمة دولية لم يكشف عن هويته، حديثا له مع المسؤولين الحكوميين، وأنهم على خلاف مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، الذين زعموا أن قطر تدعمه ومصر. وتعمل حكومة البرهان تحت قيادة مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان. وقالت الصحيفة إن قطر دعمت نظام البشير، فيما تريد مصر التأثير على السودان وسط خلافها مع إثيوبيا حول سد النهضة.
واستبعد عدد من المسؤولين الغربيين وجود علامات عن انقلاب محتوم. وقال مسؤول أمريكي اشترط عدم الكشف عن اسمه، إن القيادة المدنية التي تشعر بالعصبية بعد تراجع شعبيتها في الأشهر الأخيرة بسبب الاقتصاد، استخدمت التحذير من الانقلاب أكثر من مرة بدرجة قد تصبح مثل قصة الولد والقرية التي حذرها من الذئب أكثر من مرة قبل أن يصبح نفسه ضحية له.
ووصف مسؤول غربي في السودان، أن العاصمة تنتشر فيها الشائعات حول انقلاب يمكن تنظيمه تحت ذريعة فيروس كورونا، مضيفا أن لا إشارات عن اضطرابات محتومة، وفي رسالة إلكرتونية من المبعوث الأمريكي الخاص للسودان دونالد بوث، قال فيها إن إدارة ترامب تقف وراء حكومة حمدوك الانتقالية.
وقال بوث: “نعترف بأنها (حكومة حمدوك) تمثل تسوية بين المدنيين والقوى الأمنية وكلاهما لعب دورا في إنهاء ديكتاتورية عمر البشير”. مضيفا أن الحكومة السودانية بحاجة الآن لحماية الشعب السوداني من كوفيد- 19.
وتعتمد قوة الحكومة المدنية على الشارع الذي تقوم بتعبئته، لكنها تخشى من عدم قدرتها الآن مع انتشار فيروس كورونا خشية المساهمة في انتشاره.
وتقول نيويورك تايمز إن الصراع على السلطة في السودان زاده تعقيدا التوتر داخل الجيش، حيث يتنافس الجنرال البرهان مع محمد حمدان (حميدتي) دقلو، زعيم ميليشيات الدعم السريع، المتهمة بقتل مئات المتظاهرين العام الماضي.
وأعرب الجيش النظامي عن غضبه من السلطة التي حصل عليها حميدتي الذي يسيطر إمبراطورية تجارية. وفي إشارة عن تشابك التحالفات والتنافس داخل السياسة السودانية، بات حميدتي الآن يدعم الحكومة المدنية التي قامت قواته بقتل أنصارها الصيف الماضي.
وفي الشهر الماضي قام أتباع البشير داخل المؤسسات الأمنية باستعراض عضلاتهم احتجاجا على خطط الإعفاء من الخدمة مما يشير للصعوبات التي تواجه السودان في إعادة تشكيل أجهزة الأمن.
وملّ الرأي العام من التنافس بين المدنيين والعسكريين وسط انهيار الاقتصاد. ولم تصل حزمة مساعدات للسودان بعد خروج البشير، فلا تزال الولايات المتحدة تصنف السودان كدولة راعية للإرهاب، مما أثّر على فرص الاستثمار وزيادة نقص المواد الغذائية والوقود وتراجع العملة.
ويقف السودانيون لساعات طويلة في الطوابير للحصول على الخبز والوقود لسياراتهم، فيما هرب آخرون من البلاد، وزاد فيروس كورونا من متاعب البلاد. ويقول ميشيل ياو من منظمة الصحة العالمية محذرا من زيادة الإصابات في الأشهر المقبلة.
وفي السيناريو الأسوأ، حذّر ياو من ارتفاع في الحالات من آلاف إلى مليون في الأشهر الثلاثة المقبلة.