من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن إدارته وضعت إرشادات جديدة لإعادة الحياة إلى الاقتصاد الأميركي تدريجيا وعلى مراحل متعددة، بعد توقفه جراء انتشار جائحة كورونا.
وأضاف ترامب أن خطة إعادة عجلة الاقتصاد إلى الدوران تقوم على مقاربة من ثلاث مراحل، وتقتضي المرحلة الأولى -وفق وسائل إعلام محلية- أن تبقى المدارس والحانات مغلقة، في حين يمكن إعادة فتح المطاعم والنوادي الرياضية في ظروف محددة.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تقريراً لوزارة الخارجية الأميركية عن مراقبة التسليح، سترفع عنه السرية قريباً، حذّر من أن الصين قد تجري تجارب نووية سرية، بالاعتماد على قوة تفجير جد متدنية، وذلك رغم تأكيد بكين أنها تلتزم كلياً اتفاقاً دولياً يحظر إجراء تجارب نووية.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن التقرير لا يقدم أي أدلة على خرق الصين لالتزاماتها النووية، لكنه يشير إلى مجموعة من الأنشطة “التي تبعث على القلق”، بأن الصين قد لا تلتزم كلياً اتفاق حظر إجراء التجارب النووية.
وفي التفاصيل لفتت وول ستريت جورنال إلى أن بواعث القلق الأميركي تعود إلى النشاط المكثف في موقع لوب نور الصيني لإجراء التجارب، وكذا عمليات حفر مهمة بداخله، فضلاً عن الاستخدام المزعوم للصين لدوائر مغلقة تحت الأرض، لاحتواء آثار التفجيرات.
وأضافت الصحيفة أن عاملاً آخر يعزز الشكوك الأميركية، يتمثل بتعطيل نقل البيانات في الأعوام الأخيرة من محطات المراقبة في الأراضي الصينية، التي أُنشئت بغرض تسجيل وتحديد أي انبعاثات إشعاعية، أو هزات ارتدادية تسببها التفجيرات النووية.
قال المعلق نيكولاس كريستوف، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان سينقذ حياة الأمريكيين لو استمع لنصائح منظمة الصحة العالمية ولكنه بدلا من ذلك يبحث عن “كبش فداء” يعلق عليه فشله.
وفي مقاله بصحيفة نيويورك تايمز قال كريستوف إن ترامب كان سينقذ حياة الآلاف لو أنفق وقته للاستماع لما قدمته منظمة الصحة العالمية من نصائح بدلا من محاولة تدميرها.
ويرى الكاتب أن قرار ترامب وقف التمويل عن المنظمة وسط أزمة عالمية نابعة من فيروس كورونا، هي محاولة خطيرة للبحث عن كبش فداء لتغطية فشله، وهي مثل “وقف سيارات الإطفاء وسط النيران“.
وأضاف أن الكثير من الأمريكيين لا يعرفون كثيرا عن منظمة الصحة العالمية، مع أن ميزانيتها التي تعتبر الولايات المتحدة من أكبر المساهمين فيها، أقل من ميزانية مركز أو مستشفى أمريكي.
ومع ذلك فهي مسؤولة عن مقاومة أمراض إيبولا وشلل الأطفال وإنقاذ حياة الأطفال والحفاظ على العالم نظيفا من الأوبئة مثل الوباء الحالي.
ويقول ترامب إنه قرر قطع التمويل الأمريكي في الوقت الذي تراجع فيه إدارته طريقة تعامل المنظمة مع فيروس كورونا، مع أن خطة إدارته لمواجهة الوباء تدعو إلى بناء دعم لمنظمة الصحة العالمية لأنها لاعب مهم في حماية أرواح الأمريكيين.
ويقول الكاتب إن بعض النقد الموجه للمنظمة مشروع، مؤكدا أن قربها الشديد من الصين هو واحد من تلك الانتقادات، كما أنها أصدرت بيانات غير صحيحة في البداية، مثل الشك في إمكانية انتقال الفيروس من شخص لآخر، وكان عليها التوقف عن منع مشاركة تايوان في المنظمة.
ولكن أداء المنظمة مع كل هذا النقد كان أفضل مما فعلته إدارة ترامب في الأزمة. ونشرت منظمة الصحة أول تغريداتها المحذرة من الفيروس في 4 كانون الثاني/ يناير، ودقت أجراس الخطر في نهاية ذلك الشهر عندما أعلنت حالة الطوارئ الدولية. كما قامت بتطوير فحص للأعراض استخدم في عدد من الدول، في وقت لم تكن فيه الولايات المتحدة قادرة على تطوير فحص مناسب.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير وبداية شباط/ فبراير أصدرت المنظمة عددا من التحذيرات حول فيروس كورونا ولكن ترامب تجاهلها، وأكد بدلا من ذلك على أن إدارته “تسيطر بشكل كامل” وتوقع انخفاض عدد المصابين، قائلا إن الفيروس “سيختفي بشكل تام”، وظل يقلل من شأن الفيروس متحدثا بشكل كامل عن الأسواق المالية.
وكانت سلبية ترامب حتى بعد تحذير المنظمة الدولية من الوباء وكذا المستشارين الطبيين سببا في تضييع الفرصة للحصول على أجهزة الحماية الشخصية للأطباء والممرضين، وكان وصفه للمرض بأنه مجرد “إنفلونزا عادية” سببا في التجمعات كمهرجانات المثليين وعطلة الربيع في فلوريدا.
ولهذا السبب بلغت نسبة الوفيات 80 شخصا لكل مليون أمريكي، مقارنة مع أربعة مقابل مليون في كوريا الجنوبية وعدد أقل في تايوان.
ويضيف كريستوف أنه يعرف مدير المنظمة تيدروس أدانوم غيبريسيوس منذ 20 عاما أو يزيد، واختلف معه في عدد من القضايا خاصة تعامله مع الديكتاتوريين، ولكنه معجب بحماسه وعاطفته الكبيرة لمحاربة الملاريا وفقر التغذية والوفيات بين الأطفال المولودين حديثا و”شاهدت كيف أنقذ عمله حياة الناس“.
وتظل منظمة الصحة العالمية بيروقراطية ومحبطة ولا يستغنى عنها. ولا توجد منظمة دولية قادرة على أخذ مكانها لمحاربة الأمراض. وقادت القتال ضد إيبولا وعودته في الكونغو العام الماضي، ولهذا السبب لم تشهد الولايات المتحدة حالات إيبولا.
وفي الظروف العادية يكون رئيس الولايات المتحدة هو القائد للصحة العالمية وفي العادة ما تعاون الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون في الأجندات الإنسانية، وبدأ الرئيس جورج دبليو بوش برنامج ضد “إتش أي في/ إيد” أطلق عليه “بيبفار” وأنقذ حياة 17 مليون شخص.
وساعد الرئيس باراك أوباما في مكافحة فيروس إيبولا في شرق أفريقيا ما بين 2014- 2016. وبالمقارنة لم يقدم ترامب أي قيادة صحية في العالم، ويحاول اليوم سحق المنظمة الدولية الوحيدة التي تقدم قيادة عالمية.
ويشتكي ترامب أن المنظمة قريبة من الصين وهناك جزء من الحقيقة في هذا، ولكن ترامب تودد لبكين ومدح ردها على الوباء: “تعمل الصين بجهد كبير لاحتواء فيروس كورونا” و”أريد أن أشكر الرئيس شي“.