تكليف الكاظمي بتشكيل الحكومة العراقية
أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي اليوم الخميس اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة المقبلة، على خلفية عدم تمكنه من الحصول على دعم القوى السياسية، ليتم تكليف رئيس المخابرات، مصطفى الكاظمي، بالمهمة.
وقال الزرفي في مؤتمر صحافي ببغداد، “أشعر بالأسف لما آل إليه التكليف وسط كل الدعم الذي تكلل به من جموع الخيرين”. وأضاف “أقدم اعتذاري أولا لكل من وضع ثقته بنا منتظرا منا تحقيق ما يصبو إليه الجميع“.
وأوضح الزرفي “حرصت على المضي قدما في تنفيذ مهمة التكليف المنوطة بي بشرف كبير ومسؤولية عالية، واضعا أمامي هدفا أساسيا مقدسا هو إنقاذ العراق، وعودته لمساره الصحيح بلدا مستقرا ومؤثرا في محيطه العربي والإسلامي والعالمي“.
وأردف: “اعتذاري عن الاستمرار بالتكليف مرده الحفاظ على وحدة العراق ومصالحه العليا”. ولفت إلى أن “عدم نجاح تجربة التكليف لأسباب داخلية وخارجية، لن تمنعني من المضي في خدمة الشعب عبر موقعي النيابي الحالي“.
وأعلن رئيس الجمهورية العراقي، برهم صالح، تكليف رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي بتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار الزرفي جراء توافق نادر بين الأطراف السياسية.
وعُرف عن الكاظمي الذي كان نال قبل تكليفه موافقة غالبية الأحزاب السياسية، قربه من الأميركيين، قبل أن يعيد ترتيب علاقاته في الأسابيع الأخيرة مع طهران، العدو اللدود لواشنطن في العراق.
ومنذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي في كانون الأول /ديسمبر الماضي، يعيش العراق ركودًا سياسيًا، أولاً في مواجهة حراك شعبي انطلق في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، وثانيًا لتضرر ثاني أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك من انهيار أسعار الخام، بتأثير تفشي وباء “كوفيد 19” الذي أودى بـ69 شخصاً حتى الآن في العراق.
وبالتالي، أصبح الكاظمي المحاولة الثالثة لاستبدال عبد المهدي منذ بداية العام 2020، بعد اعتذار الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي لتعذر إيجاد توافق سياسي في البرلمان الأكثر انقساماً في تاريخ العراق.