من الصحف الاميركية
توقعت دراسة جديدة نشرها معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن أن تشهد الولايات المتحدة ذروة الوفيات جراء وباء كورونا بعد 15 أبريل/نيسان الحالي بمعدل 2214 شخصا يوميا، وأفادت الدراسة الأكاديمية بأن ولاية نيويورك ستشهد ذروة الوفيات قبل غيرها من الولايات الأميركية.
وتفيد التوقعات الحسابية لمعهد القياسات الصحية والتقييم أن فيروس كورونا سيتسبب في وفاة 83967 شخصا في الولايات المتحدة بحلول الرابع من أغسطس/آب المقبل، ويتأهب المسؤولون الأميركيون والمستشفيات الأميركية لقدوم أعداد كبيرة من مرضى فيروس كورونا في الفترة القليلة المقبلة، في ظل التوقعات بأن تستمر هذه الحائجة غير المسبوقة لفترة زمنية أطول وخسائر أفدح في الأرواح.
ألمح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى احتمال أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات عن إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا، لكنه لم يقدم أي إشارة ملموسة تدل على أن بلاده تخطط لذلك، وعكست التصريحات تحولا في لهجة وزارة الخارجية الأميركية، التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب نهجها المتشدد فيما يتعلق بتخفيف العقوبات، حتى مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى تخفيفها.
وفي تصريحات للصحفيين شدد بومبيو على أن الإمدادات الإنسانية والطبية معفاة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرم عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن كبار العلماء الحكوميين الذين يخوضون المعركة ضد “فيروس كورونا” قد قدروا الثلاثاء أن هذا المرض القاتل يمكن أن يقتل ما بين 100 ألف و240 ألف أميركي، على الرغم من إجراءات الابتعاد الاجتماعي التي أغلقت المدارس، وحظرت التجمعات الكبيرة، وقلصت السفر، وأجبرت الناس على البقاء في منازلهم.
وأظهر الدكتور أنتوني فوشي خبير الأمراض المعدية الرائد في البلاد والدكتورة ديبورا بيركس التي تنسق الاستجابة لفيروس “كورونا”، هذا التقدير القاتم في البيت الأبيض يوم الثلاثاء، واصفاً إياه بأنه “رقمنا الحقيقي” لكنه تعهد بالقيام بكل ما هو ممكن لتقليل هذه الأرقام بشكل أكبر.
وتتطابق الاستنتاجات عموماً مع تلك الاستنتاجات من نماذج مماثلة من قبل الباحثين في مجال الصحة العامة حول العالم.
وعلى الرغم من هذه التوقعات الرهيبة، قال فوشي وبيركس إن عدد الوفيات يمكن أن يكون أعلى بكثير إذا لم يتبع الأميركيون الإرشادات الصارمة لمنع الفيروس من الانتشار، وحضوا الناس على أخذ القيود على محمل الجد.
وأوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي مدد الأحد لمدة 30 يوماً توصيات الحكومة لإبطاء انتشار الفيروس، أن البيانات التي جمعها الدكتور فوشي والدكتورة بيركس أقنعته بأن عدد القتلى سيكون أعلى حتى مع القيود المفروضة إذا لم يأخذ جميع الأميركيين القيود على العمل والمدرسة والسفر والحياة الاجتماعية على محمل الجد.
وكانت البيانات التي صدرت يوم الثلاثاء هي المرة الأولى التي تقدر فيها إدارة ترامب رسمياً مدى اتساع نطاق التهديد الذي تتعرض له حياة الإنسان من الفيروس الجديد، والمرض الذي تجلبه، والمعروف باسم Covid-19. وفي الأسابيع القليلة الماضية، قاوم الدكتور بيركس والدكتور فوشي توقع عدد الأشخاص الذين يمكن أن يموتوا في الوباء، قائلين إنه لا توجد بيانات موثوقة كافية. وقالوا إن الأمر لم يعد كذلك. حتى بعد ظهر يوم الثلاثاء، أثبتت الاختبارات الإيجابية للفيروس وجود 173.741 شخصاً في كل الولايات، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة وأربع مناطق أميركية، وفقًا لقاعدة بيانات “نيويورك تايمز”. ومات ما لا يقل عن 3433 مريضاً بالفيروس.
وقالت الصحف إن العراق يعاني من ضائقة تثقل كاهله، بسبب انهيار أسعار النفط وتفشي فيروس كورونا وتوقف قطاع الأعمال التجارية، ورأت أن هذه المحنة ستلقي بظلالها على الاستقرار الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة في تقرير لمراسلتها أليسا روبن من بغداد أن العراق الذي يعتمد اقتصاده على النفط بات في حاجة ماسة للمال، مما اضطر السلطات الصحية لطلب تبرعات حتى يتسنى لها كبح جماح وباء كورونا.
وحذرت المراسلة في تقريرها من أن العراق يتداعى على كل الجبهات تقريبا، فإيرادات النفط -وهي مصدر الدخل الرئيسي للبلد- تراجعت مع انهيار أسعاره عالميا، كما أدى حظر التجول الذي فرضته السلطات على معظم أجزاء البلد للحد من تفشي الفيروس، إلى توقف الأنشطة التجارية وتسريح الغالبيةالعظمى من العمال غير الحكوميين.
وباتت الحكومة نفسها عاجزة بعد أن أطاحت الاحتجاجات المناهضة لها برئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل عدة أشهر، وأخفق البرلمان في الاتفاق على خلَف له، فضلا عن تصاعد التوتر بين المليشيات الموالية لطهران والقوات الأميركية، مما ينذر بجر العراق إلى أتون أي حرب قد تندلع بين إيران والولايات المتحدة.