مُستجدات كورونا: أميركا الأولى بعدد الإصابات
تسارعَت وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجدّ في العالم، وارتفع عدد المصابين وعدد الوفيات في معظم الدّول التي وصل إليها الوباء، فيما اتخذت بعض الدول إجراءات احترازيّة للحد من انتشار الفيروس، ولا تزال إيطاليا متصدرة دول العالم من حيث عدد الوفيات بواقع 8 آلاف و215.
وتصدرت الولايات المتحدة، دول العالم من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا، بعد ارتفاع الحصيلة إلى أكثر من 82 ألف مصاب.
وبذلك تفوق الولايات المتحدة الصين في عدد الإصابات لأول مرة منذ انتشار الفيروس، أواخر العام الماضي وفق ما أظهرت أرقام منصة “روي لاب” التي تقدم لحظة بلحظة آخر إحصائيات كورونا.
وكشفت الأرقام أن حالات الإصابة بكورونا في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 82 ألفا و391، في حين سجلت الصين حتى التوقيت نفسه 81 ألفا و299 مصابا.
أما حالات الوفاة فقد بلغت عند الأولى ألفا و179، فيما وصلت في الصين إلى 3 آلاف و287.
لأول مرة في بريطانيا: أكثر من 100 وفاة خلال يوم
وسجلت المملكة المتحدة، الخميس، ولأول مرة أكثر من 100 وفاة في يوم واحد بسبب الفيروس، بحسب إعلام محلي.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن السلطات الصحية، أن حصيلة وفيات كورونا ارتفعت من 475 إلى 578، لافتة إلى أن الإصابات زادت من 9 آلاف و529 إلى 11 ألفا و568، خلال 24 ساعة.
أوروبا تواصل تشديد إجراءاتها لمكافحة الفيروس
في السياق، تواصل دول أوروبية اتخاذ تدابير وسلسلة إجراءات للحد من انتشار الفيروس، بعد أن وصلت القارة إلى مرحلة “بؤرة تفشي الوباء”، مع تزايد عدد الإصابات والوفيات.
ففي النمسا، وصل عدد حالات الوفاة إلى 41، فيما أعلنت وزارة الصحة أنها أجرت حتى الخميس، 36 ألف اختبار لفيروس كورونا، أظهرت نتائجها إصابة 6001 شخصا بالفيروس، بينهم واحد في السجن.
وفي تشيكيا، ارتفعت الإصابات إلى 1775، والوفيات إلى 6، نتيجة إجراء 37 ألف اختبار للفيروس.
ومن إجراءات الحكومة التشيكية للحد من انتشار الفيروس، منع التجمعات في الخارج لأكثر من شخصين، وإغلاق العديد من المعابر الحدودية، كما أعلن وزير الداخلية التشيكي، يان هاماتشيك، عن اعتزام بلاده إرسال 10 آلاف قطعة ملابس خاصة للوقاية من فيروس كورونا إلى إيطاليا وإسبانيا.
أما في المجر، وصلت الإصابات إلى 261، والوفيات إلى 10، مع تنفيذ الجيش مهمات لحماية أمن 84 شركة إستراتيجية وتوفير ما يلزم لمواصلة أداء أعمالها، بحسب بيان لوزارة الدفاع.
وفي صربيا وصلت الإصابات إلى 384 والوفيات إلى 6، مع توقيف الشرطة 108 أشخاص لم يتلزموا بقرار الحجر المنزلي.
وأوضحت وزارة العدالة الصربية، أن جلسة محاكمة الأشخاص الـ 108 قضائيا، ستعقد عبر برنامج “سكايب” للتواصل الاجتماعي.
فيما أعلنت وكالة “أنسا” الإيطالية، إصابة قس يقيم في مقر إقامة البابا، فرنسيس بسانتا مارتا في الفاتيكان، مؤكدة اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الشأن.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية، أن البابا فرنسيس أجرى للمرة الثانية اختبارا لفيروس كورونا، وأظهرت أيضا عدم إصابته بالفيروس.
وفي البوسنة والهرسك، حددت السلطات 3 مناطق في مدينة بانيا لوكا، للحجر الصحي للمواطنين العائدين من الخارج، بشرط أن يكونوا غير حاملين للفيروس.
أما فنلندا فقررت حظر الدخول والخروج إلى ومن العاصمة هلسنكي، اعتبارا من الجمعة، ما عدا الرحلات الضرورية.
وفي البرتغال وصلت الإصابات إلى 3 آلاف و544، والوفيات إلى 60.
مجموعة الـ20 ستوسع التصنيع لتلبية الإمدادات الطبية
بدورها، تعهدت مجموعة العشرين، بالتوسع في التصنيع لتلبية الإمدادات الطبية ذات العلاقة بتفشي فيروس كورونا، ومعالجة ديون البلدان الأشد فقرا التي تواجه الجائحة.
وذكر بيان صادر عن مجموعة الـ20، الخميس، عقب اجتماع استثنائي افتراضي لقادة الدول عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”، أن المجموعة ستلتزم بتوفير كل ما يلزم للتغلب على “كورونا”، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الاقتصادية الدولية.
وفي وقت سابق انطلقت قمة مجموعة العشرين، لبحث جائحة فيروس كورونا وتداعياتها. وأكدت المجموعة، التزامها بالقيام بكل ما يلزم للتغلب على الوباء، “إلى جانب منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الأخرى العاملة ضمن ولاياتهم الحالية“.
وأضافت: “مصممون على عدم ادخار أي جهد، فرديا أو جماعيا، من أجل حماية الأرواح، ووظائف ومداخيل الأشخاص، واستعادة الثقة، والحفاظ على الاستقرار المالي، وإحياء النمو والتعافي بشكل أقوى، وتقليل الاضطرابات في التجارة وسلاسل التوريد العالمية“.
وطلبت مجموعة الـ20، من منظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مراقبة أثر وباء كورونا على العمالة في بلدان العالم، خاصة الاقتصادات الأشد فقرا.
واعتبرت أن جائحة كورونا “غير مسبوقة، وهي تذكير قوي لنا للترابط وتقوية نقاط الضعف.. الفيروس لا يحترم الحدود، لذا فإن محاربته تدعو إلى شفافية وقوة منسقة وواسعة النطاق وقائمة على العلم“.
وأضافت: “بالتوافق مع احتياجات مواطنينا، سنعمل على ضمان تدفق الإمدادات الطبية الحيوية، والمنتجات الزراعية، والسلع والخدمات الأخرى عبر الحدود، وسنعمل على حل الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية“.
على صلة رفع المحامي الأميركي لاري كلايمان، دعوى قضائية لتغريم الصين 20 تريليون دولار أمريكي ـ أعلى من ناتجها المحلي الإجمالي المقدر بـ12 تريليون دولار، متهما بكين بتطوير ونشر فيروس كورونا، الذي بات يهدد البشرية.
وتقدم كلايمان بالدعوى أمام محكمة منطقة شمال ولاية تكساس، قائلا إنّ كورونا “فيروس صنعته الصين ليكون سلاح حرب بيولوجي”، حسبما نشر موقع مجموعة “فريدوم ووتش” الحقوقية التي يرأسها كلايمان.
وأضاف أن صناعة الصين لمثل هذه الأسلحة البيولوجية بمثابة “انتهاك” للقوانين الأميركية والدولية وغيرها من المعاهدات والمبادئ العالمية.
ولم يحسم الخبراء حتى الآن، الجدل، في حقيقة كون كورونا تطور طبيعي لفيروس كان يهاجم الحيوانات فقط في البداية، أم تدخل عنصر بشري في تحوره.كيف تسارعت وتيرة انتشار كورونا في إسبانيا؟
سجّلت إسبانيا الحصيلة اليوميّة الأعلى عالميًا بعددِ الوفيّات من جرّاء فيروس كورونا، حيث تقدّمت على إيطاليا مع وفاة 738 شخصًا على مدار الساعات الـ24 الماضية. في واحدة من أحلك اللحظات وأكثرها إثارة في التاريخ الإسباني الحديث.
الوفيات تزداد في أفريقيا
وأعلن المركز الأفريقي لمراقبة الأمراض والوقاية منها، ارتفاع وفيات كورونا في القارة السمراء إلى 72، وذلك بعد تسجيل 8 وفيات خلال الساعات الـ24 المنقضية.
وقال رئيس المركز، باول نكينغاسونغ، في تصريح صحافي، إن وباء كورونا في أفريقيا بدء يتحول من “تهديد” إلى “كارثة” في ظل ارتفاع حالات الإصابة والوفاة في القارة.
وأضاف أن 16 دولة أفريقية سجلت حالات وفاة إثر الفيروس، لافتا إلى أن عدد الإصابات وصلت إلى ألفين و746، في 46 بلدا أفريقيا من إجمالي 55.
وأظهرت إحصاءات المركز أن أكثر الدول الأفريقية تضررا من الفيروس هي جنوب أفربقيا، بـ709 حالات، ومصر بـ546، تليها الجزائر بواقع 302، والمغرب بـ225 حالة.
دولٌ تُطالب بالسعي لرفع العقوبات الأميركية
وفي سياق ذي صلة، طالبت إيران و7 دول أعضاء بالأمم المتحدة، الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، بالعمل على رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران للمساعدة في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
جاء ذلك في رسالة وجهتها البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة وحصلت الأناضول على نسخة منها.
ووقع على الرسالة سفراء 7 دول أعضاء بالأمم المتحدة، هم المندوبون الدائمون للصين وروسيا ونيكاراغوا وكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وسورية.
أعلى معدلات الشفاء
من بين أكثر من 465 ألف مصاب بكورونا تعافى نحو 114 ألف، بعضهم دون أن يزور حتى طبيبا، في حين كافح آخرون بشكل مرير من أجل البقاء.
وبلغ معدل الشفاء العالمي إلى غاية مساء الثلاثاء، 24.5 بالمئة، 9 دول وإقليم واحد فقط نجحوا في تجاوز هذا المعدل، من بينهم 3 دول عربية، وهذه الدول هي:
الصين:
تعد مهد كورونا، الذي ظهر بها نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، وبلغ ذروته في 12 فبراير/شباط 2020، قبل أن يبدأ في التراجع بشكل محسوس، حيث تعافى أكثر من 90 بالمئة من المصابين البالغ عددهم أزيد من 81 ألف، ولم يتبق سوى أقل من 4300 حالة نشطة، بينما فقدَ قرابة 3300 شخص حياتهم.
اليابان:
من بين أولى الدول الآسيوية، التي واجهت كورونا مبكرا، لكنها نجحت في منع تفشيه في أرخبيلها الجزري، حيث لم يصب بالفيروس، سوى نحو 2020 شخصا منهم 712 في سفينة “أميرة الماس” السياحية الراسية بسواحلها، وأكثر من 1300 في عموم البلاد.
وتعافى أكثر من 44 بالمئة من المصابين بالفيروس في اليابان وسفينة أميرة الماس، ووصلت هذه النسبة إلى أزيد من 82 بالمئة من المصابين على متن السفينة لوحدها، بينما فقد 45 حياتهم، 10 منهم في السفينة.
البحرين
من أولى الدول العربية التي تفشى فيها الفيروس قادما من إيران عبر الزوار الشيعة، ومع ذلك تمكنت البحرين من تحقيق نسبة شفاء عالية بلغت أكثر من 42 بالمئة من المصابين.
فمن بين 419 مصابا تعافى 177 شخصا، وهو المعدل الأعلى بين الدول العربية، بينما توفي 4، حسبما هو معلن في إحصاءات خاصة بكورونا.
كوريا الجنوبية
الدولة الثانية بعد الصين التي اجتاحها الوباء القاتل، لكنها تمكنت من استيعابه رغم أنه أصاب أكثر من 9 آلاف من سكانها، إلا أن قرابة 41 بالمئة منهم تماثلوا للشفاء، وهو ما يفوق 3 آلاف و730 شخص، في حين توفي 126.
والملاحظ أن نسبة الشفاء ارتفعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة من نحو 39 بالمئة إلى قرابة 41 بالمئة، حيث شفي نحو 200 شخص مقابل وفاة 6 أشخاص بين الثلاثاء والأربعاء.
إيران
تعتبر البؤرة الرئيسية الثانية للوباء بعد الصين، وأول دولة في الشرق الأوسط يتفشى فيها كورونا بشكل مريع، ورغم أنها لحد الآن لم تتمكن من احتواء الفيروس، الذي أصاب أكثر من 27 ألف إيراني، إلا أن معدلات الشفاء لديها مرتفعة وبلغت نحو 36 بالمئة، أو ما يفوق 9 آلاف و600 متعافٍ، إلا أن عدد المتوفين تجاوز الألفين و70.
روسيا البيضاء:
سجلت نسبة شفاء قاربت 34 بالمئة، إذ من بين 86 شخصا تم الإعلان عن إصابتهم، شفي 29 منهم، دون تسجيل أية حالة وفاة.
العراق:
رغم أنه من بين أولى الدول العربية التي انتقل إليها الفيروس من إيران، إلا أن العراق حقق تقدما ملفتا في نسبة الشفاء خلال الـ24 ساعة الأخيرة، جعلته يدخل قائمة الدول التي حققت أعلى معدلات الشفاء.
حيث سجل قرابة 30 بالمئة في معدل الشفاء، بعدما تعافى 103 أشخاص، بينما أصيب 346 آخرون، في حين فقد 29 حياتهم.
سنغافورة:
توصف بأنها من بين النمور الآسيوية، لكن جائحة كورونا لم تنل من أحد أسرع اقتصادات العالم نموا رغم قربها من الصين، حيث أصيب أكثر من 630 سنغافوري بالفيروس، تعافى منهم 160 شخصا ما يعادل 25.35 بالمئة، وتوفي اثنين منهم.
فلسطين
رغم الحصار المفروض على غزة، واحتلال إسرائيل للضفة، إلا أن ذلك لم يمنع فيروس كورونا من التسلل إلى الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك تماثل 25 بالمئة من الفلسطينيين المصابين للشفاء.
فمن بين 64 شخصا أصيبوا بالفيروس، 16 منهم تعافوا، رغم قلة الإمكانات الطبية، مع تسجيل وفاة واحدة.
هونغ كونغ:
يعتبر الإقليم منذ 1997 جزءا من الصين، ومع ذلك فإن كورونا لم يصب سوى 410 أشخاص، تعافى منهم أكثر من 100 أو ما يعادل 24.87 بالمئة، وهو أكثر بقليل من المعدل العالمي.
يُذكر أن دولا أخرى سجلت عددا كبيرا من المتعافين لكن أعداد الإصابات كان هائلا مما أضعف معدل من تماثلوا للشفاء، على غرار إيطاليا التي شهدت تعافي أكثر من 9 آلاف و300 شخص، وإسبانيا أزيد من 5 آلاف و300 شخص، وفرنسا 3900 شخص.
والملاحظ أن جميع الدول التي سجلت أعلى معدلات الشفاء من قارة آسيا، التي انطلق منها الوباء، والذي انتقل مركز ثقله حاليا إلى أوروبا، وقد تكون القارة الأميركية المركز الثالث للوباء في المرحلة المقبلة.
في فرنسا
غوتيريش إن فيروس كورونا “يهدد البشرية جمعاء”، وذلك خلال إطلاقه “خطة استجابة انسانية عالمية” تستمر حتى ديسمبر/ كانون الأول المقبل، مع دعوة إلى تلقي مساعدات بقيمة ملياري دولار.
وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت كورونا بالـ”جائحة” وهو تصنيف طبي أكثر انتشارا وخطورة من الوباء.
وأجبر انتشار الفيروس دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.
وتجاوزت حصيلة المصابين بكورونا، مساء الخميس، حاجز النصف مليون حول العالم، توفي منهم ما يزيد على 23 ألفا، فيما تعافى أكثر من 120 ألفا.
وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر تجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.