أوروبا: الإصابات والوفيات بـ”كورونا” تزداد
تعيش أوروبا أسوأ أيّامها بُعيد تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها باتت مصدر تفشي فيروس “كورونا”، ولاسيّما في ظلّ تسجيل قفزات في أعداد الوفيات في عدد من بلدانها، وتحديدًا إيطاليا وإسبانيا.
تتقدم إيطاليا دول العالم من حيث عدد الوفيات، فقد أعلنت عن وفاة 601 في أنحاء البلاد، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 6077.
وقالت السلطات إن عدد المصابين في كامل إيطاليا ارتفع إلى 63927 مصابًا، شفي منهم 7432.
وسجّل 320 وفاة جديدة في لومبارديا الإيطالية، ما يمثل إستمرارًا لتراجع وتيرة الوفيات بالعدوى في المنطقة الأكثر إصابة في البلاد.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي عن تعليق الإنتاج في أراضي بلاده بإستثناء النشاطات الضرورية، في حين أعطت الهيئة الوطنية للطيران المدني في إيطاليا الضوء الأخضر لإستخدام الشرطة المحلية طائرات مسيرة لمراقبة تنقلات السكان المدعوين إلى ملازمة منازلهم.
وفي إسبانيا التي تعد ثاني أكثر بلد في أوروبا بعد إيطاليا تأثّرًا بـ”كورونا”، سجلت وزارة الصحة حتى أمس أكثر من 33 ألف حالة إصابة، فيما ارتفعت حالات الوفاة إلى أكثر من 2200 حالة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إن بلاده تعيش “حالة حرب”، فيما أفادت البيانات الرسمية الصادرة في العاصمة مدريد بأن عدد حالات الإصابة بعدوى فيروس “كورونا” بين الأطقم الطبية في البلاد وصل إلى 3910 حالة وهذا العدد يمثل نحو 12 في المئة من إجمالي عدد حالات الإصابة في البلاد أي بما يعادل نحو حالة واحدة من كل ثماني حالات إصابة بالعدوى.
أمّا ألمانيا، فاحتلّت المرتبة الثالثة بين الدول الأوروبية المتضررة من انتشار “كورنا، اذ سجلت 29056 إصابة على أراضيها.
ووافقت ألمانيا على حزمة تصل قيمتها إلى 750 مليار يورو (808 مليارات دولار) لتخفيف الأضرار الواقعة من تفشي فيروس كورونا على أكبر اقتصاد أوروبي، بينما تستهدف برلين الاقتراض للمرة الأولى منذ 2013.
وقال وزير المالية أولاف شولتس إن الميزانية التكميلية الجديدة من الحكومة الاتحادية البالغة 156 مليار يورو، والمزمع تمويلها بقروض جديدة، تبرز عزم برلين على تفعيل “كل ما نملك” للحد من تأثير فيروس كورونا.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، مساء الأحد، وضع المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، في الحجر الصحي، بعدما تم التأكد من إصابة أحد الأطباء المعالجين لها بفيروس “كورونا“.
هذا وقال معهد “روبرت كوخ”، للأمراض المعدية الثلاثاء، إن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع 4764 حالة خلال يوم ليصل إلى 27436 حالة.
من جانبها تعيش بريطانيا إجراءات هي الأشدّ قسوة في تاريخها في زمن السلم، بعدما بلغت حصيلة الوباء في المملكة المتّحدة 6650 مصابا، توفي منهم 335 شخصا.
وقد فرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إغلاقًا عامًا في المملكة المتحدة لثلاثة أسابيع، بهدف الحدّ من تفشّي فيروس كورونا.
ووفق هذا الإجراء، لن يُسمح للبريطانيين بمغادرة منازلهم سوى في حالات محدودة جدا، مثل شراء الحاجيات الضرورية والتوجّه إلى العمل أو إلى الطبيب، أو ممارسة الرياضة مرة واحدة يوميًا.
كما سيُمنع كل تجمّع يضمّ أكثر من شخصين، وستغلق كلّ متاجر بيع السلع غير الأساسية ودور العبادة.
وقال جونسون في خطابه للبريطانيين “الزموا منازلكم”، وأوضح أنّ الشرطة ستفرض التزام المواطنين بهذه الإجراءات ويحقّ لها فرض غرامات مالية على المخالفين.
وفي فرنسا، وافق البرلمان على مشروع قانون يتيح فرض “حالة طوارئ صحية” لشهرين، من أجل مكافحة تفشي الوباء. في حين سجّلت فرنسا 674 وفاة منها 112 وفاة سجّلت فى الساعات الأربع والعشرين الماضية وبلغت حصيلة الإصابات 16018، وأعلنت وزيرة الدولة الفرنسيّة للتحوّل الإيكولوجى إيمانويل واجغون أنه تم تشخيص إصابتها بكورونا، لتصبح ثالث عضو فى الحكومة الفرنسية يصاب بالفيروس.
في السياق نفسه، قررت النمسا استئناف عمليات الفحص والتفتيش على حدودها على النقل البري مع إيطاليا وسويسرا وإمارة ليختنشتاين، كما علقت الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا وسويسرا وإسبانيا وفرنسا.
وأعلنت سويسرا أنها لن تسمح بدخول أي شخص عبر الحدود مع إيطاليا إلا في حالات خاصة.
كذلك قررت استونيا البدء بعمليات فحص وتفتيش على حدودها.