درسان اخران من ايطاليا…معن بشور
في كل مرة نحاول حث الناس على التزام منازلهم وعدم الاستهتار بجانحة الكورونا نعطي الكارثة التي تحل بالشعب الإيطالي العزيز مثلا على خطورة الاستهتار بهذه الجانحة وعدم التقيد بالارشادات.
إلا أننا قليلا ما ننتبه إلى درسين آخرين تحملهما لنا المحنة الايطالية….
اول الدرسين هو كيف فرضت الراسمالية المتوحشة وتوصيات مؤسساتها على ايطاليا وغيرها التخلي التدريجي عن مسؤوليات الدولة تجاه مجتمعها لاسيما نظام الرعاية الصحية. فكانت “مناعة” الدولة في وجه الكورونا ضعيفة قبل مناعة مواطنيها.
أما الدرس الثاني هو أن الإيطاليين قد لمسوا الفرق المؤلم بين عدم التجاوب من دول الغرب مع استغاثاتهم، علما ان دولتهم عضو مؤسس في الحلف الاطلسي وفي الاتحاد الأوروبي وعضو ملتزم بكل السياسات الغربية والاميركية.. وبين التضامن الإنساني الكامل الذي ابدته الصين وروسيا وكوريا مع نداء الشعب الإيطالي…
واذا كان البعض يتذرع بانشغال دول أمريكا وأوروبا بمواجهة الكورونا الذي تفتك ببلادهم…فلا اعتقد ان انشغال الصين بمواجهة هذا الوباء اقل من انشغال الآخرين..
.انه باختصار الفرق بين من يعتبر جني الاموال وامتصاص خيرات الشعوب أولوية وبين من ما زال لمشاعر الاخوة بين الشعوب ولمقتضيات التضامن الإنساني مكانة في سياساتهم وسلوكهم..
إننا أمام عالم جديد يولد من رحم الاحزان والمأسي رغم كل شيء