من الصحف البريطانية
يهيمن تفشي وباء فيروس كورونا على الصحف البريطانية التي تناولت تداعيات الأزمة في افتتاحياتها وتقاريرها وتحليلاتها.
نشرت صحيفة الغارديان التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “إغلاق المدارس أحدث خطوة في الطريق الطويل نحو إغلاق بريطانيا“.
وتقول الصحيفة إن مشروع قانون فيروس كورونا العاجل، الذي سيُعرض قريبا على البرلمان البريطاني، يحتوي على بند يسمح بإجبار المدارس ورياض الأطفال على أن تبقى مفتوحة، مع زيادة عدد التلاميذ في الصف إذا لزم الأمر. لكن الأحداث وزخمها أفقد الحكومة قدرتها على فرض سطوتها على التطورات.
وتشير إلى أن قدرة المدارس على التعامل مع أعداد كبيرة من التلاميذ والعاملين المرضى بلغت ذروتها هذا الأسبوع، حيث أغلقت مئات المؤسسات في بريطانيا أبوابها مع تفاقم تفشي الفيروس.
وترى الصحيفة أنه في ظل هذه الأزمة لا يمكن إلا اختيار القرار الأقل سوءا، وأن إلزام الطلبة والتلاميذ بالبقاء في منازلهم يمثل تحديا كبيرا. وتضيف أن مناشدة رئيس الوزراء بإبعاد الأطفال عن أقاربهم كبار السن سيكون مؤلما ويصعب تنفيذه على الكثير من الأسر.
وتقول الصحيفة إنه في وسط أسبوع لن يُمحى من الذاكرة، سقط أحد أعمدة الحياة الطبيعية في البلاد، وهي توقف المدارس والمؤسسات التعليمية.
وتقول الصحيفة إن بعض ما اعتدنا عليه في الحياة سنفقده بصورة مؤقتة أثناء تفشي فيروس كورونا، حيث يضم مشروع القرار المقترح بندا يسمح للشرطة باحتجاز الأشخاص الذين يشتبه بأنهم أصيبوا بالفيروس.
وقال رئيس الوزراء في أحدث كلمة له إنه لن يتردد في فرض المزيد من القيود على الأشخاص والحريات الشخصية، إذا اقتضى الأمر ذلك.
وتقول الصحيفة إن المرض المتفشي يعيد رسم العلاقات بين الأشخاص والمجتمع والدولة. وتضيف أننا ندخل مرحلة ومنطقة جديدة مليئة بالخطر والتحديات.
وحثت الغارديان الحكومة على أن تتعامل بحرص بالغ، مؤكدة أنه على الشعب أن يمارس الصبر والتحمل الذي عاشته أجيال سابقة إبان الحرب العالمية.
وتختتم الصحيفة قائلة إن اليوم كان الدور على المدارس ولكن المزيد من القيود سيأتي سريعا.
نشرت صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الأزمة والرأسمالية“، وتقول الصحيفة إن الاقتصاد العالمي يواجه انكماشا حادا ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى ركود حاد، وإن المستثمرين يعرفون ذلك، مما أدى إلى هبوط حاد في الأسواق العالمية.
وأشارت إلى إنه حتى يتم السيطرة على فيروس كورونا، الذي يعصف تفشيه بالأسواق، لا يتوجب على الناس الذهاب إلى مراكز التسوق، والمسارح ودور العرض السينمائي والتوقف عن العمل واستخدام المواصلات العامة.
وتقول التايمز إنه يتعين على واضعي السياسات الحيلولة دون تحول الانكماش الاقتصادي إلى ركود. كما أن عليهم إثبات أن الأسواق الحرة والتجارة الحرة هما أفضل نموذج اقتصادي لخلق الثروات وتحسين الظروف المعيشية.
وتضيف أنه إذا أخفقت الحكومات في ذلك، فإن أفكارا خطرة مثل الحمائية التجارية واشتراكية الدول قد تحظى بقبول وانتشار.
وتقول الصحيفة إن تكاليف انتشار مثل هذه السياسات، سواء كانت من اليمين أو اليسار، ستكون باهظة فيما يتعلق بالحرية الاقتصادية وحرية الإنسان ورفاهه.
وتوضح أن دور الحكومة الآن هو ضمان أن يكون لدى الشركات والمنازل السيولة الكافية حتى تتمكن من دفع فواتيرها حتى انقضاء هذه الفترة.
وتقول الصحيفة إن على الساسة أن يؤكدوا أن ما يشهده العالم الآن أزمة صحية وليس أزمة للرأسمالية.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز نطالع تقريرا بعنوان “خدمات الانترنت تتعرض لضغوط كبيرة مع بدء الملايين العمل من المنزل“.
وتقول الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي دعا خدمات المشاهدة المباشرة مثل نتفلكس ويوتيوب للحد من خدماتها للحيلولة دون انهيار شبكات الإنترنت في أوروبا مع بدء الملايين في العمل من منازلهم.
وتضيف أنه حتى الآن تؤكد شركات خدمات الإنترنت والاتصالات على أن البنية التحتية للاتصالات يمكنها تحمل الضغط الذي تسبب فيه تفشي فيروس كورونا.
وبحسب التقرير توجد مخاوف من أن وصلات الانترنت المنزلية، التي تم تصميمها للتعامل مع ارتفاع الاستهلاك مساء بعد عودة الناس من الأعمال والمدارس، قد لا تتحمل الضغط النهاري للأشخاص الذين يمارسون عملهم في منازلهم بسبب الفيروس وللأطفال والأشخاص الذين يمارسون ألعاب الإنترنت أو يشاهدون محتوى خدمات البث المباشر نهارا.