من الصحف البريطانية
تابعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم انشغالها بفيروس كورونا المستجد الذي اجتاح معظم دول العالم، ومناقشة تداعيات تفشيه وسبل مكافحته ومدى شفافية الحكومات في الكشف عن حقيقة تفشيه في أراضيها.
نشرت صحيفة التايمز مقالاً لإيد كونواي بعنوان “الفيروس كشف ضعف منظمة الصحة العالمية”. ويعتبر الكاتب أن فشل المؤسسات العالمية في إيجاد طريقة للتعامل مع انتشار الوباء يذكر بما حصل في الأزمة المالية العالمية عام 2008.
ويقول الكاتب “إذا نظرنا إلى الوراء، إلى عام 2008 حين حصلت الأزمة التي هزت الاقتصاد العالمي، أدرك قادة العالم حينها أن المشكلة تكمن في كون البنية الاقتصادية العالمية ضعيفة من حيث الاستعداد للتعامل مع عاصفة مثل هذه، لذلك قدموا لها الدعم. أعادوا هيكلة مجموعة العشرين التي يفترض أن تتعامل مع الأزمات المالية، وضخوا مزيداً من الأموال في صندوق النقد الدولي“.
ويعتبر الكاتب أننا اليوم ومع تفشي فيروس كورونا “نكتشف أيضاً أن البنية التحتية الصحية العالمية، هي ببساطة غير مستعدة، على غرار ما حدث عام 2008“.
ويخلص كونواي إلى أن “الطريقة الوحيدة لمكافحة فيروس كورونا هي التنسيق المشترك، وتشارك الموارد والوسائل والمعلومات واستراتيجيات مكافحة انتشار الفيروس، ولكن للأسف ما يحصل هو عكس ذلك”، مضيفاً أن “المنطلقات التي تقف وراء القرارات الحاسمة متباينة جداً ما بين دولة وأخرى، وإلا فلماذا تمنع فرنسا الفعاليات الرياضية مثلاً، في حين يجتمع الآلاف في مهرجان تشيلتمان (للخيل في بريطانيا)؟“.
وحسب كونواي فإن من أسباب غياب التنسيق العالمي في التعامل مع وباء فيروس كورونا المستجد هو “كون البيت الأبيض يدار من قبل من لا يبدو متحمساً أو مؤمناً بالأدلة العلمية، ولا بالتنسيق متعدد الأطراف“.
ويرى الكاتب أن هناك تكراراً في حالة العجز في تعامل المنظمات العالمية مع الكوارث، ويقول إن “منظمة الصحة العالمية مليئة بمسؤولين وأطباء غير مستعدين على الإطلاق، وهناك نقص في الموارد المالية، وهذا يشبه إلى حد كبير ما كان عليه حال صندوق النقد الدولي قبل أزمة عام 2008 “.
ويضيف “إن منظمة الصحة العالمية يجب أن تكون السلطة العليا، والمصدر الأعلى لتحقيق الأمن الصحي، وهي مثلها مثل صندوق النقد الدولي في مستهل الأزمة المالية (عام 2008)، تحتاج إلى دعم، وقد يكون هذا المزيد من المال، كما قد يعني تشكيل جسم (هيئة) جديد مستقل، يمكنه مواجهة الأوبئة من دون خوف من أن يتم إغلاقه إن صرّح بما هو غير مقبول بالنسبة للقوى العظمى“.
ويختم كونواي مقاله قائلاً “لطالما تساءلنا خلال سنوات، ما الذي يمكن أن يحصل حين يصاب عالم توقف عن الإيمان بالتعاون الجماعي حين يواجه أزمة جماعية. فهل عثرنا على الجواب؟“.