من الصحف الاسرائيلية
يواصل فيروس كورونا المستجد التأثير على مختلف القطاعات في فلسطين المحتلة مع إعلان وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل 76 إصابة بالفيروس حتى صباح اليوم الأربعاء، واحتمال ارتفاع عدد الإصابات إلى 100 حتى نهاية الأسبوع.
ولفتت الصحف الى قلة مسؤولية الحراسة الشخصية عن رئيس كتلة “كاحول لافان” بيني غانتس من حرس الكنيست إلى وحدة حراسة الشخصيات التابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الثلاثاء.
ودخل القرار إلى حيّز التنفيذ في أعقاب مصادقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يترأس اللجنة الوزارية لشؤون الشاباك، بعد توصية لجنة تشيحنوبر، اللجنة الاستشارية المسؤولية عن المسائل الأمنية المتعلقة بالحراسات.
وكان ضابط الكنيست، قد قرر مساء السبت الماضي، تعزيز الحراسة الشخصية على غانتس، في ظل تحريض ناشطي اليمين والتهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتعالى في إسرائيل إمكانية أن يؤدي استمرار الأزمة السياسية إلى أعمال عنف وربما ارتكاب اغتيال سياسي، في ظل الاستقطاب الحاصل بين معسكر غانتس السياسي، ومعسكر نتنياهو، الذي كثف حملته التعبوية ضد غانتس من باب التحريض العنصري على النواب العرب وإمكانية تشكيل حكومة أقلية تستند على دعمهم.
رأى محللون سياسيون أن إعلان عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس، من كتلة “العمل – غيشر – ميرتس”، عن رفضها دعم حكومة يشكلها رئيس كتلة “كاحول لافان”، بيني غانتس، بسبب دعم خارجي من القائمة المشتركة، وضع نهاية لحكومة كهذه، حتى قبل أن يلتقي مندوبا “كاحول لافان”، عضوا الكنيست عوفر شيلح وآفي نيسانكورين، مع مندوبي المشتركة، ظهر اليوم.
وأشارت المحللة السياسية في موقع “واللا” الإلكتروني، طال شاليف، إلى أن عضوي الكنيست اللذين يمثلان الجناح اليميني في “كاحول لافان”، يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، أبلغا غانتس وموشيه يعالون بأنهما لا يعتزمان دعم حكومة كهذه، لأن تشكيل حكومة بدعم المشتركة “يخرق تعهدا للناخبين”، بعدما أن أرسلتهما كتلتهما، خلال الحملة الانتخابية، إلى ناخبي اليمين من أجل دحض تصريحات زعيم الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن غانتس سيشكل حكومة بفضل النواب العرب.
وإعلان أبيكاسيس مناقض لأقوالها قبل ثلاثة أسابيع، عندما قالت عن المشتركة إنه “لدي خلافات معهم، عندما يصعون المواضيع الفلسطينية قبل مواطني إسرائيل… ونحن نتحدث عن سكان الدولة، وعن مواطني الدولة”، ووفقا لشاليف فإنه مورست على أبيكاسيس ضغوطا كبيرة من أجل الانضمام إلى موقف هندل وهاوزر، وأضافت أنه بذلك، وحتى لو دعمت المشتركة بكل مركباتها حكومة برئاسة غانتس، فإن الحاصل هو أن عدد معارضي حكومة كهذه هو أعضاء الكنيست الثلاثة مع كتلة اليمين والحريديين المؤلفة من 58 عضو كنيست، ليصبح عدد المعارضين 61 عضو كنيست من أصل 120.
وأثارت أقوال أبيكاسيس، أمس، غضب محللين، يبدو أنهم اعتقدوا أن بإمكان غانتس تشكيل حكومة ويرغبون برحيل نتنياهو. ووصفت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيما كدمون، خطوة أبيكاسيس بأنها “وقاحة، انتهازية، جبن، خيانة. وليس بين هذه الكلمات كلمة مبالغ فيها لوصف فعلة أبيكاسيس وإعلانها أنها لن تدعم حكومة أقلية مدعومة من التجمع والقائمة المشتركة. وكي تتأكد من أن طعن هذه السكين في ظهر حزبها قاتلة كفاية، استمرت في تدويرها، عندما قالت إنها لا ترى نفسها ملتزمة بالشراكة مع ميرتس بعد الآن”. وأشارت كدمون إلى أن حزب أبيكاسيس، “غيشر” لم يتجاوز نسبة الحسم عندما خاض الانتخابات لوحده ومن دون التحالف مع حزبي العمل وميرتس.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إعلان أبيكاسيس فاجأ معسكر غانتس كله، وخاصة رئيس كتلتها، عمير بيرتس، لأنها لم تطلعه على قرارها، ونقلت الصحيفة عن مصادر في الليكود قولها إن شقيق أبيكاسيس،، جاكي ليفي، كان ضالع في خطوتها من وراء الكواليس. ووفقا لتقارير نشرت، فإن ليفي شوهد في منزل نتنياهو، أمس.
وأضافت الصحيفة أن الكثيرين في الحلبة السياسية يقدرون أن أحد التعهدات التي حصلت عليها أبيكاسيس هو دعم الليكود لترشيح والدها، وزير الخارجية الأسبق دافيد ليفي، لمنصب رئيس الدولة. ووضع الليكود أبيكاسيس كأحد المرشحين للانتقال من معسكر غانتس إلى معسكر نتنياهو، وجرى إغراؤها ببث مباشر عندما قال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، إن أبيكاسيس “ستكون وزيرة صحة ممتازة“.
وتابعت الصحيفة أن تقديرات قياديين في حزب أبيكاسيس، أشارت إلى أنها بسبب حقيقة إخفائها خطوتها وعدم اطلاع بيرتس عليها، فهي في طريقها للانضمام إلى الليكود، “وما كانت ستتصرف بهذا الشكل لو لم تتفق مسبقا مع الليكود“.
ورأى المحلل السياسي في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، أن أبيكاسيس، بخطوتها هذه، “أغلقت الباب على أصابع بيني غانتس، يائير لبيد وموشيه يعالون، وكذلك على أصابع كل من تهمه الديمقراطية الإسرائيلية وكل من يهمه التعايش الحاصل في بلادنا
وبإعلانها اعتبرت أبيكاسيس عن أن تشكيل حكومة بدعم المشتركة هو “خرق قواعد ومبادئ أساسية”. وكتب كسبيت حول ذلك أن “المبادئ الأخلاقية السامية للسيدة أبيكاسيس تسمح بالجلوس في حكومة تحت رئيس حكومة ستقرأ لائحة اتهام خطيرة ضده، الأسبوع المقبل، ولكنها لا تسمح بالجلوس في حكومة يدعمها ممثلو 20% من مواطني الدولة من الخارج”،، وأنها “خدعت ناخبي العمل – غيشر – ميرتس“.
لكن المسألة الأساسية تكمن في تركيبة قوائم كتلتي “كاحول لافان” و”العمل – غيشر – ميرتس” لأن مرشحيهما ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة، حتى بالمفاهيم الإسرائيلية. ولفت كسبيت إلى ذلك، وشدد على أنه “لا يمكن تنظيف بيني غانتس وشركاءه ومستشاريه من التهمة… وإذا كان هاوزر وهندل قد وضعا صعوبات في جولة الانتخابات الأولى، فلماذا تم ترشيحهما في القائمة في جولتي الانتخابات الثانية والثالثة؟ ولماذا لم تحصل أبيكاسيس على تعهد مسبق من النوع الذي منحها إياه نتنياهو، إذا كان غانتس بحاجة إليها؟ والآن، احتمالات تشكيل حكومة في إسرائيل من دون بنيامين نتنياهو أخذت تتضاءل. والمتهم (نتنياهو) سيمثل في المحكمة، الأسبوع المقبل، وإذا كان الأمر منوط به، فإنه بالإمكان جرّ الدولة إلى انتخابات رابعة“.