أحقاد وخلفيات مشبوهة في زمن الكورونا
غالب قنديل
بعض الظواهر الإعلامية والسياسية اللبنانية في زمن الكورونا وامام خطر انتشاره تشبه القيح البغيض بسفالة استغلال كارثة إنسانية والمتاجرة بمخاوف المواطنين لترتيب نتائج سياسية مباشرة عبر استهداف الحكومة اللبنانية وتحريض الرأي العام ضدها.
أولا يتحكم الكيد السياسي بسلسلة من المواقع السياسية والإعلامية ومشغليها ارتزاقيا بصورة تعكس تصميما على مهاجمة كل ما تقوم به الحكومة بصورة عشوائية لامنطق فيها وذريعتها الحصرية هي طبيعة الحلف السياسي الداعم لها ولجهودها الإنقاذية التي سيكون نجاحها الفعلي فضيحة وإدانة مبرمة للقوى السياسية التي تحكمت بالخيارات الاقتصادية والمالية ثلاثين عاما جلبت الكارثة وهي باتت خارج نعيم السلطة باختيارها وتلبية لتعليمات أجنبية.
تتربص تلك القوى بالحكومة على أمل الظفر بفرصة سياسية للعودة إلى الحكم لتواصل خدمة ارتهانها لمحور دولي إقليمي أخلصت في تنفيذ خططه وفي خدمة مصالحه سياسيا وأمنيا وماليا واقتصاديا وعلى حساب المصالح الوطنية كما برهنت تجربتا الحرب الصهيونية والحرب التكفيرية الإرهابية حيث وصلت لوائح الخدمات حدود التواطؤ والتآمر مع العدوين معا.
ثانيا تبني الأبواق الصفراء سلسلة انطباعات تسعى لتعميمها وإشاعتها على نطاق واسع مستخدمة الاكاذيب المضللة واختراعات لاتمت للحقائق بصلة فهي من جهة تزعم أن تدابير وزارة الصحة غير كافية دون التقدم ببرهان واحد على هذا الرأي ومن جهة أخرى تبخس قيمة التدابير المطلوب من الناس اتخاذها وهي بذلك تضرب اليقظة الشعبية وتعمم اللامبالاة القاتلة أمام خطر لايرحم كما تبين في بلدان عديدة.
شهد خبراء منظمة الصحة العالمية لسلامة التدابير المتخذة في لبنان ولم يأت ناقدوها بفكرة جديدة مخالفة سوى ما طرحوه بدافع الحقد السياسي عبر التحريض ضد العلاقة مع سورية وإيران دون سواهما من الدول التي أعلنت عن وقوع إصابات لديها كالصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية مثلا هذا مع العلم أن التدابير المتخذة في المطار وعلى الحدود صممت لمنع انتقال العدوى وفقا لمعايير المنظمة وبالتعاون مع خبرائها المنتدبين.
ثالثا التجربة الإيرانية في محاصرة انتشار الفيروس اعتبرت ناجحة وشهادة لكفاءة الأجهزة الطبية ولمستوى الاستجابة الشعبية بينما النظام الصحي السوري مشهود له بالفاعلية والدقة وهو خاض اختبارات موجعة خلال سنوات الحرب ويتعرض للحصار الشديد ورغم ذلك يواصل عمله بكفاءة عالية.
الدجالون هم أنفسهم لصوص مساعدات النازحين السوريين في لبنان وحاضنو داعش والقاعدة الذين حملوا المال القطري والسعودي مع السلاح إلى أوكارهما في الجرود وقدموا لهما التغطيات السياسية والإعلامية المأجورة وهم يتنكرون للتدابير الحكومية المسؤولة على الحدود والمعابر ويخترعون الأكاذيب عن إصابات مزعومة في سورية ليزيدوا من المخاوف التي يستعملونها في التحريض السياسي الخبيث بكل صفاقة وهم يتخفون خلف أي شاردة أو واردة لغرض وحيد هو اعتراض طرق المقاومين إلى الميادين السورية حيث يسطرون إنجازات مذهلة لمحور المقاومة في وجه فلول العدوان على سورية وحيث المهزوم أولا وأخيرا هو الحلف الاستعماري الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة.
رابعا أليس من الخفة والسفالة التهكم على تدابير الوقاية بالقول أن لبنان في حالة الحجر؟ بينما تفاخر الدول المصابة بتدابير الحجر والاحتياط الأشد والأوسع شمولا في مدنها ومناطقها لدرجة عزل محافظات كاملة ثم أليس من الانتهازية أن يقول الأشخاص أنفسهم بعدم كفاية التدابير؟ يقينا ليس تأرجح أحكامهم بين النقيضين نتيجة قلة المعلومات بل هو برهان على قلة الأخلاق وانعدام المسؤولية وتشجيع على الهمجية واللامبالاة المتفشيتين شعبيا للأسف بدلا من نشر روحية الالتزام والانضباط بتوجيهات وزارة الصحة وتعليماتها.
معارضة الحكومة مشروعة ضمن قواعد الصراع السياسي ووفق الضوابط القانونية المعروفة ولكن من الخسة والوضاعة العبث بحياة الناس عبر ضرب المناعة الوطنية للشعب بدافع الانتقام من الحكومة وهذه جريمة يستحق مرتكبوها عقابا صارما كائنا من كانوا لأنهم يهددون أمن المجتمع وحياة اللبنانيين جميعا.