من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية أزمة المهاجرين على الحدود اليونانية التركية، وكيف تمكنت أسرة سورية، في إدلب، من وضع نهاية للخوف من القصف المعادي، علاوة على “التقدم السريع للجهاديين” في منطقة غرب أفريقيا.
الإندبندنت أونلاين نشرت تقريرا لموفدها إلى تركيا بورزو دراغي عن أوضاع المهاجرين السوريين العالقين على الحدود التركية اليونانية بعنوان “اللاجؤون العالقون على حدود أوروبا يتعلقون بالأمل في حياة أفضل“.
يقول دراغي إن “اللاجئين العالقين على حدود أوروبا يعانون نقصا شديدا في الطعام والشراب ولا يجدون مأوى يحتمون به من الطقس البارد، لكنهم يتمسكون بالأمل في حياة أفضل لهم ولأولادهم في أوروبا“.
ويضرب دراغي المثل بأسرة دولتي التي تضم 25 فردا يقبعون الآن عند نهر ميريك الحدودي الذي يجري عبر الحدود التركية اليونانية ويفصلهم عن حدود الاتحاد الأوروبي ويعيشون في العراء معرضين للبرد الشديد والرياح ولا يمتلكون المال اللازم لشراء الطعام لأطفالهم.
ويقول دراغي “يجلسون وسط بكاء الأطفال الجائعين دون طعام أو مال في انتظار فرصة مواتية لعبور النهر ودخول أراضي الاتحاد الأوروبي الذي لايرغب في استقبالهم”. وينقل عن رضا دولتي قائد العائلة البالغ من العمر 40 عاما قوله “لقد سمعنا أن أبواب أوروبا مفتوحة“.
ويضيف “لاحظ بعض الأتراك وجود أعضاء أسرة دولتي بالقرب من منازلهم فأعطوهم خيمتين، كما تسمح بعض الأسر لنسائهم باستخدام الحمام، لكنهم رغم ذلك يعيشون في العراء، فقد استأجرت الأسرة حافلة لتقلهم من مدينة سمسون على البحر الأسود إلى الحدود اليونانية مقابل ما قيمته 50 جنيها استرلينيا، فسائقوا الحافلات ضاعفوا الأسعار بعد الإقبال على الرحلات المتجهة إلى الحدود التركية اليونانية خلال الأيام الاخيرة.
نشرت الغارديان تقريرا لموفدتها إلى مدينة الريحانة على الحدود التركية السورية بيثان ماكيرنان بعنوان “الآن لسنا مجبرين على الخوف: أسرة سورية فرت إلى الأمان في تركيا“.
تتحدث بيثان عن السوري عبد الله محمد وطفلته سلوى اللذين ذاع صيت تسجيل لهما يعلم الأب فيه طفلته الضحك على وقع أصوات القصف في إدلب مشيرة إلى أن “الأب البالغ من العمر 32 عاما تمكن من تحويل أصوات القذائف إلى جزء من لعبة ليحمي طفلته من الشعور بصدمة الحرب في سوريا“.
وتضيف الصحفية أن الأسرة تمكنت الأسبوع الماضي من العبور إلى الأمان في الأراضي التركية، مضيفة أن سلوى، وأباها ظهرا في مقطع مصور جديد ترتدي فيه سلوى زيا ورديا وترقص لأول مرة في حياتها دون أن تكون مجبرة على سماع أصوات القصف“.
وتوضح الصحفية أن الأسرة كانت محظوظة بتلقي دعوة للانتقال إلى تركيا بدلا عن الدفع للمهربين، ومحاولة تفادي رصاصات حرس الحدود لكن في الوقت نفسه لايزال هناك نحو 3 ملايين سوري يسعون لعبور الحدود باتجاه تركيا.
وتقول إن الصراع بين تركيا وسوريا في المنطقة اشتعل وسوف يتجه إلى الأسواء خلال الأيام القادمة حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز موقفه على الأرض قبل محادثات يوم الخميس في موسكو بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وتشير بيثان إلى أن والد سلوى يقول إنه يشعر بالذنب لأنه أخذ أسرته وهرب، تاركا وراءه الكثيرين من السوريين يعانون. وتنقل عنه قوله “شعوري سيء لأني اضطررت إلى ترك إخوتي وأبنائهم، لكن في الوقت نفسه ليس بالكثير السعي للحياة بشكل طبيعي دون أن نكون مهددين، وحيث نتلقى معاملة جيدة كبشر، الآن أستطيع أخذ سلوى إلى الحديقة كل يوم، وهي تشعر بسعادة أكبر الآن بالطبع“.
وتصف بيثان كيف تستلقي سلوى في حجر والدها وهو يتكلم من بيت أحد أصدقائه حيث تقيم أسرته الآن بشكل مؤقت، طالبة منه أن يحملها مضيفة أن سلوى وأباها لايزالان يضحكان بشكل مستمر.
نشرت الديلي تليغراف تقريرا لموفدها إلى السنغال أدريان بلومفيلد بعنوان “دول غرب أفريقيا تتداعى لوقف تقدم الجهاديين“.
يقول بلومفيلد إن “الجهاديين” في غرب أفريقيا يتقدمون بشكل سريع ويشكلون خطرا على 4 جبهات في منطقة غرب أفريقيا خاصة في خليج غينيا، مشيرا إلى أن الجيوش والتشكيلات الأمنية ضعيفة التمويل والموارد في دول مثل غينيا وكوت ديفوار وبنين وتوغو تسابق الزمن سعيا لحماية حدودها. حيث تشن “الجماعات الجهادية” هجمات في بوركينا فاسو التي تحد هذه الدول جميعا من الشمال ومؤخرا بدأت بشن هجمات عبر الحدود.
ويوضح بلومفيلد أن بوركينا فاسو كانت تعرف باستقرارها حتى السنوات الأخيرة الماضية التي نشط فيها المسلحون التابعون لتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية مهددين بفتح جبهة جديدة للصراع، ما عزز المخاوف في غرب أفريقيا من أن هذه الهجمات بدأت في الاتساع لتشكل أزمة إقليمية لكل دول المنطقة.
ويضيف المراسل أن “بريطانيا بدأت تتورط بشكل أكبر في الصراع حيث نقلت 3 مروحيات من طراز شينوك و نحو 100 من جنودها إلى منطقة الساحل الغربي الأفريقي لدعم مهمة فرنسا لمكافحة الإرهاب هناك. وستقوم قريبا بإرسال 200 عنصر آخر لدعم مهمة الأمم المتحدة في مالي”، مشيرا إلى أن “الجهاديين” بدأوا في شن هجمات في مناطق أكثر قربا من الحدود الغانية، وهو ما سيضع مزيدا من الضغوط على بريطانيا للعب دور أكبر في عمليات مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا والتي كانت بالأساس
مهمة فرنسية في دول كانت تحتلها مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي، بينما كانت غانا مستعمرة بريطانية حتى العام 1957 وكانت تعرف بساحل الذهب.