من الصحف الاميركية
ذكرت صحف أمريكية أن بيت بوتيجيج يعتزم الإعلان عن قرار بالانسحاب من السباق الانتخابي للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.
وقالت إن بوتيجيج سيتخلى عن ترشيحه للرئاسة بعد عرض مخيب للآمال في ولاية ساوث كارولاينا، وقد تغلب بوتيجيج، العمدة السابق لمدينة ساوث باوند، على العديد من المنافسين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية بسباق الترشح الديمقراطي في عدة ولايات.
خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها لموضوع فيروس كورنا وقالت إن العالم يواجه النار بعد محاولاته تجاهلها.
وجاء فيها إن العالم في عام 2002 واجه موجة سارز واعتبر قفزة مصيرية من الخفافيش إلى القطط وإلى الإنسان حيث حذر خبراء الصحة العالمية إلى أنه نذيرا للأشياء القادمة: فالتغيرات المناخية والعولمة تتعاونان من أجل جعل أمراض الحيوانات تتحول بسهولة لكي تصبح أمراضا بشرية جديدة. والمسألة هي مسألة وقت عندما يتحول مرض منها إلى كارثي قبل يتحرك العالم لكي يحرف الآثار السيئة، هذا لو بدأ بالتخطيط المبكر له.
وتم احتواء مرض سارز بشكل سريع لأن الفيروس كان قاتلا بدرجة يمكن اكتشافه بسهولة. واختفى المرض من الوعي الإنساني ومعه تراجعت الحالة الملحة لمواجهة دورات قاتلة في المستقبل. وفي عام 2009 عندما ظهرت إنفلونزا الخنازير أول مرة في الولايات المتحدة لاحق الباحثون أصل المرض إلى مزرعة خنازير في المكسيك، ودعا الباحثون إلى أهمية إعداد خطة طويلة الأمد، خطة فاعلة وليست ردا على وضع. ومرة أخرى اختفت الأخبار وكذا تبادل الإتهامات. ومرة أخرى كانت موجة إنفلونزا الخنازير خفيفة واختفت مرة أخرى من اهتمام الرأي العام. وعادت مرة أخرى لعبة الفزع والنسيان عام 2014 مع انتشار مرض إيبولا في غرب إفريقيا. وقام الرئيس باراك أوباما بإنشاء مكتب جديد وصندوق طوارئ لتحسين الرد الفدرالي وجهودها. وقامت إدارته بالإعلان عن مبادرة دولية لمساعدة الدول التي تعتبر أكثر عرضة لمخاطر المرض والفقيرة لتكون مستعدة لمواجهة موجات جديدة. وبحلول عام 2018 توقف التقدم الذي حصل. وتم حل المبادرة ووقف الصندوق حتى مع اندلاع موجة جديدة لأيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وها نحن أمام موجة جديدة، ففي كانون الأول (ديسمبر) اندلعت موجة جديدة لفيروس سارز- سي أو في-2 حيث قفز من الحيوان إلى الإنسان. وأصاب الفيروس حتى الآن 83.000 حول العالم في أكثر من 50 دولة. ومات حتى الآن 3.000 شخصا معظمهم في الصين حيث انتشر المرض. ومرة أخرى دق خبراء الصحة العالمية ناقوس الجرس. ولا أحد يعرف الوضع وسوئه هذه المرة. فمرض كوفيد-19 الذي يتسبب به الفيروس يعد قاتلا بنسبة 7- 20 من حالات البرد الموسمية والتي تقتل على مستوى العالم ما بين 300.000- 650.000 شخصا. ولكن هذه الوفيات قد تبدو متواضعة لو تبين أن الكثير من الحالات المتواضعة لم يتم الكشف عنها. وهذا لا يعني أن سارز سي أو في-2 انتشر بسهولة أفضل من سارز والبرد الموسمي ومن الصعب اكتشافه. وهو نوع من الفيروس الذي يصعب احتواؤه حتى في أحسن الأوضاع. والعالم ليس في وضع أفضل السيناريوهات لكي يواجه المرض. فتصاعد القومية وتراجع الثقة والحروب التجارية كلها قوضت التعاون بين القوى العظمى. كل هذا وسط استشراء عمليات التضليل وتنامي الشك في العلم الذي يعرقل فهم الرأي العام للأزمة ورد الحكومات عليها.
ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة التي تواجه انتخابات رئاسية قامت بتسيس أولوية صحية. فقالت الدكتورة نانسي ميسنيور، مديرة المركز الوطني للحصانة وأمراض التنفس محذرة أن وباء عالميا بات محتوما، ودعت الرأي العام الأمريكي لتحضير نفسه لأثارها. وفي نفس اليوم قال رئيسها دونالد ترامب إن الأمور تحت السيطرة. وطلب ترامب ميزانية 2.5 مليار دولار لمواجهة كوفيد-19 وهو مبلغ أقل من ذلك الذي طلبه الخبراء، 15 مليار دولار. وقام ترامب باختيار نائبه مايك بنس، الذي فشل كحاكم لولاية إنديانا بالرد على اندلاع موجة أتش أي في والتي أدت لحالات إصابة كان من الممكن منعها.
“لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة تجنب الشرق الأوسط؟” يجيب كاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد فون دريل قائلا: “تعتبر سجلات الثورات الكارثية والانتفاضات التي اجتاحت الشرق الأوسط في عام 2011 من بين الأسوأ الآن”، مضيفا إلى أن ما أطلق عليه الربيع العربي قام بتشويش أنظمة الطغيان، وهذا أمر جيد باستثناء عندما كان البديل هو الفوضى.
ففي تونس مهد الانتفاضات أدت الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي قبل تسعة أعوام إلى حكومات شعبية فاشلة مع أن القصة التونسية تظل ناجحة مقارنة مع مصر التي قايض فيها المصريون ديكتاتورا بآخر، أما اليمن وليبيا وسوريا فقد دخلتا في حروب أهلية قاتلة.
ويقول الكاتب إن الربيع العربي قاد إلى تحولات وانحرافات، وتحول إلى كابوس على الحدود السورية- التركية. فهناك حوالي مليون سوري معظمهم من النساء والأطفال يعانون من البرد القارس، في وقت تحاول فيه تركيا عبر تحالف السيطرة على جبهتها السورية.
وأدت الفوضى لوضع حلف الناتو على الحافة في وقت تهدد فيه روسيا بإعادة أزمة اللاجئين التي وضعت الاتحاد الأوروبي أمام نقطة الانهيار.
وربما يفهم الرئيس دونالد ترامب اليوم السبب الذي جعل وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس يصر على الاحتفاظ بالقوات الأمريكية الخاصة في سوريا كقوة داعمة للاستقرار. ولماذا استقال احتجاجا على قرار الرئيس سحب القوات الأمريكية من هناك.
ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ارتكب الرؤساء الأمريكيون الخطأ الفادح بعد الآخر، من سحب القوات الأمريكية من المنطقة، ليعودوا إليها مرة أخرى ورسم خطوط حمر لم يلتزموا بها والترحيب بسقوط طغاة في المنطقة ثم التعاون ودعم آخرين فيها.
ويرى الكاتب: “حاولنا كل شيء ولكن بدون استراتيجية” ويعتقد الكاتب أن الشرق الأوسط يربك الخطاب الأمريكي “فسواء كنا نروج للتدخل الأجنبي أو ننتقده فإننا نقيس أفعالنا بناء على إجراءات خيالية من الطهورية الأخلاقية. وفي النهاية نريد انتصارا مرتبا وأي شيء غير الهزيمة”.