قائد المقاومة ومعركة التحرر في المنطقة
غالب قنديل
ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها قائد المقاومة على أن التحرر الوطني من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية هو الهدف المركزي والموحد لجميع القوى والحركات الوطنية التحررية في المنطقة وهو الهدف الذي تلتقي عليه المعالجة الجذرية لجميع القضايا والمشاكل التي تثقل كاهل شعوب المنطقة وتعيق تطورها وتقدمها.
اولا إن قرار محور المقاومة والتحرر طرد القوات الأميركية من الشرق العربي ليس مجرد رد على جريمة اغتيال قائدين عظيمين هما الفريق سليماني وأبو مهدي المهندس وهذا القرار هو تعبير عن توجه مبدئي ومنهجي يرتبط مباشرة بكل نضال حقيقي للتخلص من الهيمنة بجميع أشكالها وأدواتها الاقتصادية والمالية والسياسية والعسكرية وذلك النضال يجب أن تجسده إرادة المقاومة الشعبية في المنطقة بجميع أشكالها.
العتبة الأولى هي كسب معركة وعي وإدارك الغالبية الشعبية لحقيقة التناقض مع منظومة الهيمنة بوصفه المنطلق الأكيد لكل تطلع تحرري بما في ذلك قضية فلسطين المعرضة للتصفية في خطط إدارة ترامب وسابقاتها من حكومات الولايات المتحدة بمختلف مسمياتها.
ثانيا إن النضال لطرد المستعمر الأميركي من المنطقة هو الشرط الذي لابديل عنه لتحقيق تطلعات التحرر والأمان والرخاء والتقدم في جميع بلدان المنطقة كما هو لا ينفك عن غاية تحرير فلسطين وهذا ما تكشفه يوميات العيش في سورية والعراق وأفغانستان واليمن ولبنان وإيران وسبق ان جزمت به الوقائع الصارخة خلال التصدي الوجودي لحرب الوكالة التي شنها المستعمر الأميركي بواسطة عصابات التكفير من القاعدة وداعش وقد بات طرد المحتل الأميركي المدخل الذي لا غنى عنه لمنع خطة صفقة القرن المكرسة لتصفية قضية فلسطين ولإفشال المحاولة الأخطر والأحدث لبسط الهيمنة الصهيونية على البلاد العربية.
ثالثا إن حشد الجيوش الأطلسية في الشرق العربي في بدايات القرن الواحد والعشرين منذ حربي العراق وافغانستان ارتبط بصورة حاسمة بإحكام السيطرة اللصوصية الغربية على مصادر الطاقة وطرق إيصالها إلى الغرب الاستعماري وللهيمنة على أسواق المنطقة.
لكن في العقدين الأخيرين يرتبط الغزو الاستعماري الأميركي والأطلسي إلى جانب تلك الأهداف بخطة غربية حاسمة لتعويض هزائم الكيان الصهيوني الذي اجبر جيشه على الفرار من لبنان وقطاع غزة وخسر هيبة الردع التي اكتسبها في حصيلة عقود من الحروب العدوانية والمذابح والاقتلاع الجماعي والاستيطان الاستعماري منذ اغتصاب فلسطين.
رابعا إن الثقل الرئيسي للاحتلال الأميركي موجود في منطقة الخليج وفي العراق وجريمة اغتيال القائدين الكبيرين لمحور المقاومة نفذت في بغداد بأمر من الرئيس الأميركي المتغطرس ومن هنا فثقل المسؤولية عن تنفيذ قرار طرد الاحتلال يقع على عاتق القوى الشعبية العراقية المقاتلة التي سبق لها أن أرغمت المحتلين على الهروب قبل ان يعودوا مجددا بادعاء المؤازرة في التصدي لغزوة داعش ولأن ثمة قوى عراقية ما تزال تحت تأثير بعض المصالح والمنافع ذيلية خانعة في موقفها من المحتلين تصبح المعركة السياسية والشعبية لبناءإرادة المقاومة والتحرر في العراق اولوية حاسمة لنزع أي تغطية لاستمرار الاحتلال الأميركي.
خامسا يعرف قائد المقاومة وسائر قادة المحور ان سورية تتحضر بمقاومتها الشعبية وبجيشها القوي وبقيادتها الوطنية الصلبة لخوض معركة طرد الغزاة الأميركيين والمحتلين الأتراك ومن هنا فإن استكمال تعبئة القوى الشعبية من أجل معركة التحرر هو الأولوية الحاسمة بينما يمثل التخلص من الوجود الأميركي المعادي شرطا لابد منه لخلاص اليمن من حروب العدوان والهيمنة وهو المنطلق لتحصين استقلال إيران ومنعتها في وجه التهيدات والضغوط.
سادسا سيفتح التخلص من الوجود الاستعماري الأميركي جغرافية بلدان المنطقة على بعضها وسيجعل فكرة اتحاد بلدان الشرق المناهضة للهيمنة هدفا ممكن التحقق ومنطلقا لبناء شراكات هائلة في جميع المجالات وسوف تتحول المنطقة باتحادها إلى تكتل عملاق قادر على فرض الشروط التي تناسبه في أي شراكة جديدة مع أي دولة فاعلة في العالم وسيكون هذا التكتل مركزا جاذبا للعديد من دول المنطقة ونموذجا للشراكات الحقيقية الحرة بعد التخلص من أخطبوط الهيمنة والنهب والاستتباع .