من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان بيت بوتيدجيج فاز بفارق بسيط في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية بولاية أيوا، وذلك بعد تأخر طويل في إعلان النتائج بسبب أعطال فنية.
وتعيد النتيجة تشكيل سباق الرئاسة الأميركية وتثير الشكوك حول مصير جو بايدن، الذي كان المرشح الأبرز في مرحلة ما ثم انتهى به المطاف في المركز الرابع.
وفي أول انتخابات في السباق لاختيار مرشح يواجه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني، أعلن الحزب الديمقراطي في أيوا يوم أمس، الخميس، تقدم بوتيدجيج، رئيس بلدية ساوث بند السابق بولاية إنديانا والبالغ من العمر 38 عاما، بفارق بسيط على السناتور بيرني ساندرز، إذ حصل على 26.2 في المئة من الأصوات مقابل 26.1 في المئة لساندر.
انتصر دونالد ترامب في معركة محاولة عزلته التي بدأها الديمقراطيون منذ أشهر، بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ، ببراءة الحاكم الجمهوري من الاتهامات الموجهة إليه، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يدخل انتخابات رئاسية بعد محاكمته في مجلس الشيوخ بهدف عزله.
كان هذا الأسبوع حافلاً بالإنجازات السياسية للرئيس الأمريكي، بعد تحقيقه لنجاح يُذكر في الانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية أيوا، ووصول مُعدلات تأييده لأعلى مستوياتها منذ وصوله إلى السلطة، وإلقائه خطاب حالة الاتحاد واثقًا من نفسه، لتيقنه من أن حزبه الجمهوري سينقذه من محاولة الإقالة.
قالت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب لم يكن مُخطئًا عندما تفاخر بالانتعاش الاقتصادي أو بقوة الجيش الأمريكي وتفوقه على كل جيوش العالم، ولكنه أخطأ، وهو كثيرًا ما يحدث، عندما شنّ هجومًا جديدًا على المهاجرين غير الشرعيين، وادانته للديمقراطيين بالتخطيط لإجبار دافعي الضرائب الأمريكيين على توفير رعاية صحية مجانية غير محدودة للأجانب غير الشرعيين.
وحسب هيئة التحرير هو أن الرئيس الأمريكي استحوذ على قاعة مجلس النواب، وحوّل ما ينبغي أن تكون لحظة الوحدة إلى حملة انتخابية، وأخل بالدور الذي لعبه أسلافه من قبل أثناء إلقائهم لخطاب حالة الاتحاد، الذين يؤكدون من خلاله أنهم يمثلون الأمة بأكملها.
فعل الجمهوريون المثل عندما استخدموا مجلس الشيوخ لتحقيق مصالحهم السياسية، باستثناء عضو وحيد هو ميت رومني، الذي خرق القاعدة بتصويته بإدانة الرئيس الأمريكي، رغم تصويت باقي أعضاء الحزب على تبرئته من الاتهامين الموجهين إليه بعرقلة سير العدالة وإساءة استغلال السلطة لتحقيق مصالح وتعزيز فرصه بالفوز في الانتخابات الأمريكية المُقبلة، وهي الاتهامات التي وافق عليها الديمقراطيون في مجلس النواب في ديسمبر الماضي.
قالت هيئة التحرير، إن العديد من الجمهوريين أقروا بأنهم يرون ترامب مُذنبًا، وأنه أقدم على أفعال غير لائقة، أو غير مناسبة، أو خاطئة، وعوضًا عن بذل المزيد من الجهد لتحقق والتأكد من هذه الممارسات، انضموا إلى البيت الأبيض وتستروا عليه قدر استطاعتهم.
ربما استنتج الأمريكيون المتعقلون، بعد متابعة البث الكامل لجلسات الاستماع في مجلس النواب ومطالعة الوثائق والمعلومات الخاصة بعلمية المساءلة، أن محاولة الإقالة كانت عقابًا مُبالغ فيه، وقالت هيئة تحرير نيويورك تايمز إن ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، أظهر عدم اكتراثه بسلوكيات ترامب، أو شعور الشعب الأمريكي بالعدالة.
وصفت هيئة التحرير إجراءات المساءلة في مجلس الشيوخ بقيادة ماكونيل بـ”المزحة” التي جاءت على حساب الدستور الأمريكي، مُشيرة إلى أن نهج ماكونيل في التعامل مع المساءلة كشف للأمريكيين مدى تمسك الحزب الجمهوري بالرئيس ترامب ونهجه المُدمر، وقدمت خدمة مهمة للمواطنين، إذ أوضحت المخاطر المُحتملة في الانتخابات المقبلة.
مع ذلك، يزعم بعض الجمهوريين أن ترامب عوقب بالفعل لأن هذه الإجراءات جعلته “ثالث رئيس أمريكي يواجه إجراءات العزل”، وقالت السيناتور سوزان كولينز إنه “سوف يكون أكثر حذرًا”، وتأمل أن يكون تعلم من الدرس.
امتلأ خطاب حالة الاتحاد بالحقائق المغلوطة وظهرت العبثية في بعض اجزائه حسب هيئة التحرير، التي أشارت إلى أن رد فعل الديمقراطيين كشف عن حجم الانقسام بين الحزبين، علاوة على رئيسة مجلس النواب السياسية الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي مزقت نسخة من خطاب ترامب بعد انتهاء كلمته، وهي تعلم بالتأكيد أن لفتة كتلك لن تهزم الرئيس، ما يثير التساؤل عما يمكن أن يهزم ترامب في النهاية؟.
قالت باحثة أمريكية إن الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ليستا حليفتين، ولم تكونوا كذلك في الأصل، وإن العلاقة بين البلدين لا تتعدى “الشراكة الضيقة” في موضوعات معينة.
وفي مقال لها في صحيفة واشنطن بوست قالت إيلين وولد، إنها سألت عددا من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة حول العلاقة السعودية الأمريكية، بعد حرب اليمن ومقتل خاشقجي، وأشارت إلى أن اقتراضها بأن الدولتين حليفتين كان خاطئا، فالبلدين لم يوقعا اتفاق دفاع مشترك على سبيل المثال.
ولفتت إلى أن هذه الفرضية هي “أسطورية” ومدفوعة باللقاء القصير الذي جمع ملك السعودية عبدالعزيز آل سعود، والرئيس فرانلكين روزفلت.
وأشارت إل أن أول لقاء بين المملكة والولايات المتحدة كان عندما تفاوضت “ستاندرد أويل أوف كالفورينا” على عقد التنقيب عن النفط في المملكة.
وفي ذلك الوقت لم يكن هنالك علاقات دبلوماسية بالسعودية، ولم تكن بأهمية مصر وفلسطين ولبنان في ذلك الوقت.
ولفتت إلى كتاب العقيد وليام إيدي، الذي كان مترجما في لقاء الملك والرئيس، والذي أشار فيه إلى أنه كان يريد معرفة موقف ملك السعودية من الهجرة اليهودية إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
ونقلت على وزير التجارة في عهد روزفلت، هاري هوبكنز، الذي قال إن الجلسة كانت روتينية، وليست ذات تأثير على السياسة الأمريكية، ولم تكن بداية لتحالف بين البلدين.
وإبان الحرب العالمية الثانية، قال هوبكنز إن الملك عبدالعزيز أرسل وزير خارجيته، ابنه البالغ 41 عاما وقتها، إلى الولايات المتحدة لبدء علاقات مع الرئيس ترومان، لكن الزيارة تم تجاهلها لأن الحكومة كانت مشغولة.
وأشارت إلى أن المدارس السعودية تعلم الطلاب هناك أن اللقاء كان لحظة تاريخية في تأسيس العلاقة بين البلدين، غير أن الواقع يقول إن الولايات المتحدة كانت على علاقة تعاقدية مع المملكة، تمحور حول تأمين تدفق النفط خلال الحرب الباردة.
وإبان الغزو العراقي للكويت، قالت الكاتبة إن دور السعودية كان ثانويا، لتوفير الوقود لقوات التحالف، فيما ظلت القوات الأمريكية هناك لمراقبة الحظر الجوي على العراق.
وفي 2003 طلبت السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية الخروج من العراق بعد الإطاحة بنظام صدام، كشرط للسماح لها بالغزو انطلاقا من الأراضي السعودية، وندمت لاحقا لأن أمريكا بنت أكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة بقطر.
وتتابع: “اليوم، الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم، وأصبح النفط المستورد من السعودية في أدنى مستوياته”.